تتعامل الأجهزة الفنية بمختلف انتماءاتها في أغلب الأحيان إن لم يكن كلها علي أن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية, بل ينسفها.. وفي الآونة الأخيرة تصاعدت حدة الاختلاف الي حد الانفلات في العلاقة بين الأجهزة الفنية والمسئولين. وحتي اللاعبين مع الاعلام عامة والصحافة خاصة للدرجة التي أصبح معها أي مسئول أو مدرب يتعرض لكلمات نقد حتي لو كانت موضوعية وفي محلها يقوم بإعلان الحرب علي من كتب أو نطق بجملة لم تكن علي هواه ولم تطرب اذنه التي اعتادت علي سماع كلمات الإطراء والإشادة! وحسام البدري المدير الفني للأهلي جسد تلك الحالة بوضعه جهات اعلامية بعينها في القائمة السوداء لأنها لم تتغزل في سواد عيونه وتشيد بقدراته التدريبية الفذة في قيادة الفريق.. ولم يحتمل البدري كلمات النقد التي خرجت عقب التراجع الذي أصاب فريق الأهلي من بداية الدور الثاني وفقدانه العديد من النقاط التي تهدد مسيرته نحو الاحتفاظ باللقب المحلي وحاول لي الحقائق وتأليب الرأي العام الأهلاوي باعتبار ان كل من يكتب أو ينتقد في خندق الاعداء الذين يتربصون به وبالأهلي! كما جسد حسن شحاته المدرب الوطني صاحب الانجازات التاريخية للكرة المصرية حالة فريدة من حالة عدم الثقة مع الاعلام الشريك الحقيقي والأساسي في كل ما تحقق لأنه كان أول من وقف وساند وبارك خطوات المنتخب مع شحاتة.. وبالرغم من ذلك لم يحتمل شحاتة قسوة النقد بعد الأداء الهزيل لمنتخبنا الوطني أمام انجلترا لأن كل ابناء الوطن كانوا يحلمون ويمنون النفس بأداء مبهر لبطل افريقيا علي علي أرض انجلترا. فهل كان المطلوب من الاعلام ان يهلل ويصفق علي خيبة الأمل حتي تكتب له النجاة من اتهامات التربص ؟! والاعلام هو أول من وجهت له أصابع الاتهام في حالة الانهيار التي أصابت الزمالك في السنوات الأخيرة واعتبرته ادارة النادي الأبيض اداة هدم في ميت عقبة بداعي ان هناك تصعيدا متعمدا للأحداث.. فهل كان مطلوبا ان يغمض الجميع أعينهم ويصمون آذانهم الساخنة والدامية التي شهدتها القلعة البيضاء حتي لايكون الاعلام الشماعة التي تعلق عليها السياسات الفاشلة للبيت الأبيض؟!