قال سعد عبد الرحمن, رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة, إنه ورث تركة ثقيلة من الفساد في الهيئة خلفها رجال النظام السابق مشيرا إلي أن تجديد منشأة واحدة هي قصر ثقافة أسيوط تكلف27 مليونا من الجنيهات, وهو مايعادل نصف الميزانية المخصصة لبند النشاط الاستثماري المتعلق بالإنشاءات في ميزانية العام المالي الحالي2012/2011. ولفت عبد الرحمن في تصريحات ل الاهرام المسائي إلي إنه فوجيء بوجود أعداد هائلة من الموظفين تفيض علي حاجة المواقع التي يشغلونها, وذلك في مقابل خلوها تقريبا من الكفاءات والمتخصصين, وهو مايشكل صعوبة في إتمام اي عمل داخل الهيئة, وذلك لندرة الكفاءات وضياع أجهزة كومبيوتر وصل ثمنها إلي ربع مليون جنيه لم يستطع فعل شيء في سبيل استردادها. وحمل الدولة مسئولية تراجع الثقافة حتي مابعد الثورة, قائلا, إنه يعمل في حدود ميزانية ضعيفة للغاية لم تزد عن الأعوام السابقة بل قلت, وإنه وافق علي العمل في حدود تلك الميزانية تقديرا لما أكده المسئولون في الدولة من أننا نعيش فترة اقتصادية صعبة في أعقاب الثورة. وأعرب عبد الرحمن عن أمنياته أن تزيد تلك الميزانية في الأعوام المقبلة, إذا كانت الدولة جادة في أن تقوم قصور الثقافة بدورها, مؤكدا أنه سيضغط بكل ما يملك لتحقيق تلك الأمنية, سواء بتجييش المثقفين والكتاب أو عن طريق التصريحات الصحفية أو الطلب المباشر. وأضاف أن هيئة قصور الثقافة, التي يتولي مسئوليتها, لايمكنها أن تصنع الثقافة مالم تتعاون الدولة معها, معربا عن اعتقاده بأن اختيار قيادات المحليات يتم علي اساس قدراتها علي بسط الأمن والاستقرار, مما يتسبب في غياب الفكر المؤسسي, وقصر الاهتمام علي رصف الطرق, وتجاهل الصحة والتعليم والثقافة. وذكر بأنه طالب سابقا بمقار الحزب الوطني المنحل, وأن الدولة قابلت هذا الطلب بالتجاهل التام, وعلي مايبدو فإن أجهزة الدولة مازالت تتعامل مع الثقافة باعتبارها امرا هامشيا, ومع المثقف باعتباره درجة ثانية وثالثة في الأولويات, علي حد قوله, موضحا ان القاهرة, العاصمة, تخلو من اي موقع مهم يمكنه استضافة أية أنشطة ثقافية.