ورعها الشديد وتقواها كانا السبب في الصدام بينها وبين زوجها الذي كان يفتقد للوازع الديني ورغم محاولاتها الدائمة لتقويم سلوكه وكفه عن الشتائم التي يتبادلها كالتحيات الا ان ذلك كان سببا في عناد الزوج للتقويم فطبعه الصعيدي جعل شخصيته غير قابلة لأي محاولة لإصلاحه حتي لا ينسب هذا التغير إلي زوجته ويفقد رجولته أمام أقاربه ويقال ان امرأة غيرته ليكشر الزوج عن أنيابه وتنضح عليه عصبيته ويمسك بماسورة حديدية ويحطم رأسها وخوفا من افتضاح أمره دفن جثتها في شقة الزوجية التي شهدت الجريمة التي كشفها رجال مباحث الأقصر. تفاصيل الجريمة البشعة شهدتها بلدة النجع التحتاني بمنطقة الكرنك بمحافظة الأقصر. بدأت بتلقي اللواء حسن محمد حسن مدير أمن الأقصر بلاغا من العميد أحمد عبدالغفار مدير إدارة البحث الجنائي بلاغا باختفاء سعدية لبيب45 عاما منذ أسبوع بناء علي أقوال ابنها الأكبر. شكل العميد زكريا عباس رئيس المباحث الجنائية فريق بحث يضم الرائد وائل محسب والنقيب إسلام سمير لفحص علاقات المجني عليها وخلافاتها التي قد تدفع أحدا للانتقام منها. لتتوصل التحريات الأولية إلي أن المجني عليها متزوجة منذ عشر سنوات من النجار محمد حسين45 عاما عامل بأحد الفنادق العائمة واتضح أنه كان علي خلاف شديد مع أولاد زوجته عاملة بمشغل التي تزوجته بعد وفاة زوجها الرابع ومعها أربع بنات وولدان وذلك لكثرة سبه ولعنه لهم بأمج الألفاظ وهو ما كان يضايق أبناء الزوجة التي حاولت كثيرا أن توفق بينهم لكن الزوج كثيرا ما كان يتمادي في حماقاته التي تتمثل في سرقته لمتعلقات الابناء واستيلائه علي ما تدخره من نقود حصيلة عملها. فضاق الأولاد ذرعا من تصرفات زوج أمهم وقرروا تأجير شقة بالقرب من مسكن والدتهم كي يطمئنوا عليها بين الحين والآخر بينما ظلت الأم تعاني مع الزوج السفيه الذي يمتهن كرامتها ويسرق نقودها إلا أنها كانت دائما ما تراهن علي تغيير سلوكه وتدعو له بالهداية. إلي أن جاء شهر رمضان وعكفت الزوجة علي التضرع إلي الله وقراءة القرآن بينما ظل الزوج علي حاله يمارس نزواته مع سائحات المركب الذي يعمل عليه ويتناول الخمر دون مراعاة لحرمة الشهر الكريم شعرت الزوجة أن زوجها يصم أذنيه عن نصائحها وانه يمشي في طريق لا رجعة فيه وغير مقدر لنعمتي الصحة والستر اللتين يعيش فيهما فقررت الزوجة أن تهجره في المضجع وتترك له المنزل وتذهب للعيش وسط أولادها الذين كثيرا ماعنفوها علي استمرارها في هذه الزيجة. ورغم هذا كانت الزوجة حريصة علي المحافظة علي زوجها فكانت تذهب يوميا إلي المنزل الذي يقطنه وتعد له الطعام أثناء نومه ثم تذهب للعمل بعد ذلك. حتي صادفها القدر أنه في لحظة دخولها لاعداد الطعام له وجدته مستيقظا فسألته عن حاله فاجابها بالسوء وانه لا يملك قوت يومه لكثرة سهراته مع أصدقائه وطلب منها أن تقرضه بعض النقود إلا أن الزوجة تعللت بأن ما تملكه أولي به أولادها وهو ما جعل الزوج يستشيط غضبا من حديثها الذي شعر فيه بامتهان لكرامته فأمسك بماسورة حديدية كانت بجواره وغافلها لحظة خروجها من الشقة وانهال علي رأسها بالضرب غير مبال بتوسلاتها حتي فارقت الحياة. ادرك الزوج حجم الجريمة التي ارتكبها فحاول أن يخفي أحد أركانها الجثة حتي هداه شيطانه بأن يحفر لها قبرا في الشقة حتي لا يفتضح أمره ويصل إلي رجال مباحث الأقصر. جن جنون الأولاد علي أمهم خاصة بعد ذهابها لزوجها منذ يومين وعدم عودتها إلي المنزل خاصة وانهم علي علم بأنها أخذت عهدا علي نفسها بألا تعود إليه إلا بعد انصلاح حاله. فتيقن الابناء أن مكروها أصاب أمهم فأسرع أكبرهم بإبلاغ الشرطة التي أمسكت بخيوط الجريمة واستدعت الزوج الذي بمواجهته بالتحريات وبتضييق الخناق عليه انهار واعترف بجريمته النكراء. أحمد الضبع