الطريق لايزال في بدايته طويلا ووعرا, بل ومليئا بالعثرات والمصاعب وعلينا جميعا وعلي شباب الثورة, ألا ننسي واقعنا وماضينا وحاضرنا وأن نتصرف بحكمة ودهاء. بل أصبح لازما ان نضع نصب اعيننا بان مجتمعاتنا العربية التي عانت ولا تزال تعاني, من كوارث سياسية وأمراض اجتماعية ومشاكل اقتصادية وفكرية وثقافية, والتي تسود أقطارها العشائرية والقبلية والعائلية, قد تكون معرضة اكثر من غيرها لخطر جاسم من عدو يتربص بها ويعد العدة في كل حين للانقضاض علي ثورتها وعرينها في كل لحظة وفي كل وقت. وأن نتذكر دائما بان مجتمعا لا يحسن أفراده التفكير ولا يقبلون النقد, ولا يمتلكون رؤي واضحة لمستقبل يعمه الأمن والاستقرار وتظله العدالة والمساواة, سيحكم عليه بالفناء والزوال. فالمجتمع الذي لايعرف أولوياته ولايحمي أفراده.. والذي لايتأمل ماضيه, ولا يرسم آفاق مستقبله, سيكون لقمة سائغة لعدو شرس يتآمر علي أمنه وسلامته وتحطيم مقدساته ونهب ثرواته. والمهمة الأكبر في ظني هي إعادة بناء المجتمع المصري, وتحويله الي مجتمع ديمقراطي يتآخي فيه الانسان مع أخيه الانسان وتكون فيه المواطنة أساس الانتماء بدلا من الحزب او العرق او القبيلة او العشيرة او العائلة. كل ذلك يتطلب من صناع ثورة الكرامة والربيع العربي, الكثير من الجهد والعمل والتضحيات.. وحشد كل الطاقات للوصول للهدف الأسمي والأمل المنشود. ع. ف