أعادت جمعة تصحيح المسار الثورة إلي ميدان التحرير وفي ظل غياب كامل للمنتمين للتيارات الإسلامية وحضور قوي للالتراس دوت هتافات الآلاف التي تحدت حرارة الطقس لتعلن من جديد عزم ثوار التحرير علي ضرورة تحقيق مطالب الثورة حتي لاتعود حركتها إلي الخلف. وقد شهد ميدان التحرير اقبالا من المتظاهرين أمس, إلا أنه سرعان ماقام المتظاهرون الذين تزايدت أعدادهم بعد صلاة الجمعة, بإغلاق جميع مداخل ومخارج الميدان أمام حركة سير السيارات للبدء في رفع لافتات وشعارات جمعة تصحيح المسار, انتشرت اللجان الشعبية علي مداخل الميدان خوفا من اندساس عناصر تعكر صفو فعاليات التظاهر, ذلك بعد انسحاب الشرطة من الميدان. وقام المتظاهرون بنصب منصة علي الرصيف المقابل للجامعة الأمريكية تم إلقاء خطبة الجمعة أعلاها فيما قاموا بنصب منصة أخري لتمكين وسائل الإعلام من تصوير الفعاليات. وطالبت مسيرات بالميدان بضرورة وقف المحاكمات العسكرية وضرورة تسلم إدارة البلاد لسلطة مدنية فضلا عن ضرورة علانية محاكمة الرئيس السابق, فيما انتشرت بعض المطالب الفئوية داخل الميدان حيث نظم البعض مسيرة ضد وزارة التضامن اعتراضا علي تدني المرتبات, وهتفوا ياوزير التضامن الاجتماعي أين العدل الاجتماعي. وقال الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم خلال خطبة الجمعة: إنه يجب علي المصريين أن يشاركوا في القرارات التي تعبر عن الشعب, لافتا إلي ان كل المصريين رهن إشارة القوات المسلحة كما أن دماء أبنائه التي سالت في سيناء أخيرا لن تضيع هباء ولن ينسي الشعب القضية الفلسطينية. وطالب شاهين الشعب المصري بعدم نسيان ثورته لأن الثورة ملك لكل المصريين وقال إنه لا أحد وصي عليهم, مؤكدا ضرورة ايقاف المحاكمات العسكرية وتحويلها إلي مدنية عادلة وإلغاء قانون الطوارئ وتفعيل قانون الغدر ومحاكمة السياسيين الفاسدين. وأوضح ان الثورة لها طريق تسير نحوه وهو طريق الحق والحرية والعمل عن طريق الانتخابات النزيهة, قائلا: إنه يجب علي الشعب ان يقف صفا واحدا في وجه الذين يدعون أنهم أبناء مبارك كما يجب ان نوجه لهم تهمة الفساد. وفي السياق نفسه, استبعد المستشارمحمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق مطلبين من مطالب جمعة تصحيح المسار احدهما تنحي المجلس العسكري عن إدارة شئون البلاد لكونه أهم الدعائم المساندة للثورة, أما الثاني يتمثل في تنحي النائب العام وإقرار قانون السلطة القضائية وتعديل الدوائر الانتخابية وتعديل قانوني مجلسي الشعب والشوري. وأكد أن هيئة المحكمة ستحسم أمر محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك خلال الأيام المقبلة مع توجيه استدعاء كل من المشير محمد طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والفريق سامي عنان رئيس هيئة الأركان واللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق واللواء منصور عيسوي وزير الداخلية ومحمود وجدي وزير الداخلية السابق للاستماع إلي شهادة كل منهم في جلسات سرية, مرجحا أنها ستغني عن العديد من الشهادات الأخري. يأتي ذلك فيما انتشر الباعة الجائلون بأرجاء الميدان سواء لبيع الأعلام المصرية والتونسية أو لبيع المشروبات المرطبة, فيما انتشرت سيارات بيع الملابس المطبوع عليها شعارات ثورة25 يناير. وقد اغلقت المحال التجارية المحيطة بالميدان خوفا من حدوث أعمال شغب قد تسفر عن خسائر مادية لهم, ولكن هذا لم يمنع بعض المحال الموجودة داخل الشوارع الجانبية للميدان من الاستمرار في العمل, لاسيما أنهم يعتبرون مثل هذه التظاهرات مصدرا للرزق لهم. وشهدت الحديقة الموجودة بمنتصف ميدان التحرير معظم التجمعات التي كانت قد اختفت بداية من شهر رمضان الماضي, بينما تراجعت الهتافات بشكل ملحوظ في جمعة أمس, حيث اقتصر بعضها علي التنديد بحادث الحدود الذي راح ضحيته جنود مصريون علي يد قناصة إسرائيليين.