لم يتصور احد ان الاقبال الجماهيري الضعيف علي مباراة الأهلي وكيما أسوان في دور ال32 لمسابقة كأس مصر والتي انتهت بفوز الأهلي4/ صفر يمكن ان يصل الي هذه النهاية الحزينة, فقبل دقيقة واحدة من صفارة الحكم اشتبكت جماهير الدرجة الثالثة مع قوات الأمن المركزي في مشهد مؤسف اختلط فيه الحابل بالنابل, وفي ثوان معدودة اشتعلت النيران وتبادل الطرفان الرشق بالطوب والحجارة والكراسي وعلت اصوات الشماريخ والألعاب النارية وتحولت ارضية ستاد القاهرة الي ساحة معركة سالت خلالها الدماء, ولم يعد احد يفرق بين جندي امن مركزي قدمه او ذراعه مكسورة ومشجع اهلاوي انتشرت الكدمات في كل انحاء جسمه. بدأت الأحداث قبل المباراة بهتافات عدائية ضد الزمالك والإسماعيلي, ثم تصاعدت لتطول الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ومعهم حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق, وتفجرت الأمور في الدقائق الاخيرة من المباراة بهتافات ضد الشرطة بدعوي انها من فلول النظام الفاسد, وانها كانت ضد اهالي الشهداء ومع انصار مبارك في الجلسة الثالثة لقضية قتل المتظاهرين والتي شهدت تراشقا بالحجارة والطوب, ثم توالي إلقاء الزجاجات الفارغة وعلب المياه الغازية مما اضطر قوات الامن للاندفاع الي المدرجات لاخلائها باستخدام الهراوات فسقط الجرحي من الطرفين, وسارعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين الي المستشفيات القريبة, وتتابعت عمليات الإنقاذ ولم تتوقف الاحداث المؤسفة عند حدود ستاد القاهرة فقط, بل شهد شارع صلاح سالم معركة اخري بين الطرفين سقط علي أثرها العديد من الجرحي, وتم قطع الطريق امام المارة تماما واشعال النيران في سيارات الشرطة قبل ان تصل تعزيزات من الامن المركزي والقوات المسلحة للسيطرة علي الموقف. وفي الوقت الذي ذكر فيه شهود عيان من جماهير الأهلي ان ماقاموا به كان دفاع عن النفس وأن الشرطة تعاملت مع المتفرجين بعنف خاصة وأنهم لم يهتفوا ضدها بل ضد النظام السابق ولم تكن هذه هي المرة الاولي وإنما كانت تحدث في كل المباريات بحكم ان الألتراس شريك اساسي في ثورة25 يناير أكد البعض من جنود الامن المركزي انهم تعرضوا للاهانة, وبصقت عليهم الجماهير وطاردتهم بالألفاظ البذيئة. من جانبه, أكد مصدر أمني في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي أن الجماهير بدأت في استفزاز رجال الأمن منذ بداية المباراة برغم فوز الأهلي فيها نتيجة مرضية جدا, مشيرا إلي أن المناوشات والتراشق حدث قبل واثناء المباراة. وأسفرت الاحداث عن اصابة67 مجندا و3 ضباط شرطة و26 مدنيا كما تم اضرام النيران في4 سيارات شرطة وونش مرور ودراجة نارية و15 سيارة ملاكي كانت متوقفة امام الاستاد بالاضافة الي تحطيم عدد من المحلات ألقت الاجهزة الامنية القبض علي10 من مثيري الشغب حيث تباشر النيابة العامة التحقيقات معهم تمهيدا لتقديمهم الي جلسة محاكمة عاجلة في حال ادانتهم. وتم نقل المصابين الي مستشفيات الشرطة والتأمين الصحي والمقاولون العرب بمدينة نصر وحالة واحدة الي معهد ناصر لخطورتها. وقال الدكتور خالد الخطيب رئيس الادارة المركزية لرعاية الحالات الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة إن عدد المصابين ارتفع الي96 مصابا حالتهم جميعا مستقرة. وأضاف انه تم تحويل بعضهم الي مستشفي الشرطة بمدينة نصر والبعض الاخر لمستشفي التأمين الصحي وحالة الي مستشفي معهد ناصر وحالة الي مستشفي المقاولون العرب. وأشار الي انه تم اسعاف81 حالة من بين هؤلاء المصابين في موقع الحدث, مشيرا الي ان اصاباتهم كانت مابين الحرجة والكدمات والكسور نتيجة الاشتباكات والتراشق بالحجارة وقامت الفرق الفنية بالمستشفيات بتقديم الاسعافات اللازمة لهم.