أول عيد بعد الثورة عايزينه مختلف بجد.. دعوة لعيد آمن بلا تحرش.. هكذا عبر آلاف الشباب والبنات علي الفيس بوك وتويتر وفي العديد من المدونات الإلكترونية ودعوا إلي عيد آمن خال من أكثر الظواهر السلبية انتشارا في العيد. وتحديدا في الأعوام القليلة الماضية وكانت حادثة التحرش بوسط البلد في عيد الأضحي عام2006 هي الأشهر والأكثر عنفا.. وامتدت سلسلة التحرش كل عيد ليصبح موسما للتحرش.. ولكن هذا هو أول عيد بعد الثورة فأراد الشباب أن يكون له طابع خاص لتظهر عشرات الصفحات والحملات التي تناقش الظاهرة وسلبياتها وتضع الحل الأمثل من وجهة نظر مشاركيها فهناك مثلا صفحة خريطة التحرش الجنسي دعوة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة في العيد وذكرت أبرز أماكن ومواقف التحرش ليستفيد منها الجميع ودعت إلي التحلي بأخلاق الميدان, حيث كان يجتمع الملايين من الشباب والفتيات داخل ميدان التحرير دون أن تحدث حالة تحرش واحدة.. وكان الدافع الرئيسي وراء معظم هذه الحملات التوعية الشعبية التي تصل لفئات مختلفة ليكون هذا العام بلا تحرش حتي لا يتكرر سيناريو كل عيد, حيث تزداد حالات التحرش الجماعي وتزداد الرغبة في عيد آمن هذا العام نظرا لحالة الانفلات الأمني التي تسود البلاد وعدم انتشار قوات الشرطة بشكل كاف. وامتدت الحملات التي تدعو للتصدي للتحرش الجنسي إلي المحافظات, حيث بدأ شباب الإسكندرية حملة توعية ضخمة حملة ولاد البلد, حيث دعا مسئولو الحملة إلي فكرة مختلفة تماما لا تقف فقط عند حد التوعية بخطورة تلك الظاهرة ولكن لعمل لجان شعبية تشبه اللجان التي استهدفت البلطجية والخارجين عن القانون بعد الثورة لتقوم هذه اللجان المكونة من الشباب بالتصدي لمحاولات التحرش الجنسي بالفتيات وذلك بالشوارع الرئيسية والمولات التجارية وأمام دور العرض السينمائية باعتبارها أكثر الأماكن التي تشهد هذه الظاهرة. في البداية تدعو أميرة سرور الشباب للتحلي بأخلاق الميدان التي تتمني أن تسود داخل مصر كلها وألا تقتصر علي الميدان والدليل علي ذلك عدم وجود حالة تحرش واحدة طوال18 يوما قضاها الشباب والبنات داخل الميدان. ويوافقها الرأي أحمد الششتاوي الذي يؤكد أنه حتي التحرش بالنظر لم يحدث داخل الميدان لأن الهدف كان أكبر وأعظم بكثير ويري أن القضاء علي هذه الظاهرة يكون بالإيمان الذي لابد أن يتحلي به كل شباب مصر بعد الثورة. وتقول حنان محمد كنت أخشي النزول في العيد وتحديدا في منطقة وسط البلد حيث تزداد حالات التحرش الجنسي كل عيد فيها نظرا للزحام الشديد الذي ينتشر بكل شوارع وسط البلد خاصة أمام دور العرض السينمائية وتؤكد ضرورة أن يتناول الإعلام هذه القضية في العيد لدعم الجهود التي يقوم بها شباب الفيس بوك لتوعية الشباب لأن الفيس بوك لا يزال بعيدا عن الغالبية العظمي من المواطنين وبالتالي يقوم التليفزيون هنا بدور الوسيط الذي ينقل أفكار ودعوات شباب المدونات والمواقع الإجتماعية. ويقول سعيد الصعيدي نحتاج كثيرا لمثل هذه الحملات التي تقضي علي العديد من الظواهر السلبية والسلوكيات الخاطئة التي تراكمت داخل معظمنا وبالتالي نحن بحاجة إلي مشروع وطني مدروس لنهضة مصر أخلاقيا وسلوكيا قبل كل شيء.. فلا يجوز أن يتحول هذا العيد تحديدا إلي موسم للتحرش الجنسي مثل كل عام لأنه أول عيد فطر بعد الثورة وبالتالي لابد أن نطبق فيه أخلاقيات وسلوكيات الثوار. وتقول مروة محمد أنا فعلا خايفة السنة دي اكتر من أي سنة وفسرت السبب بانتشار أعمال البلطجة والانفلات الأمني التي تهدد الجميع ليلا ونهارا وتوقعت أننا سنشهد الأسوأ هذا العام لأن هذه الظاهرة كان يصعب السيطرة عليها طوال السنوات الماضية رغم انتشار الشرطة في الشوارع فكيف سيكون الوضع الآن..!. وتؤكد أنه علي الرغم من إصدار المجلس العسكري مرسوما بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات لتشديد العقوبة علي التحرش بالأنثي والتي قد تصل لحد الإعدام إلا أنها غير مفعلة لأن الفتيات يتعرضن للتحرش بشكل مستمر ولا يستطيعون إثبات الواقعة.