إلي وقت قريب كان جابر عصفور هدفا للنفاق, واليوم يلزم الرجل بيته بعيدا عن الكرسي, مكتفيا بما يكتبه ولعله, وهو يحصي أرباحه يستشعر أنه كان في الجانب الخاسر. في العزلة لا يمكن أن نغالط أنفسنا بشأن خياراتنا! ذهب عصفور خلف أحلامه وراح يغذيها بطريقته. والمفارقة أن ما انتظره, بفارغ الصبر, حصل عليه في ظرف صارت فيه الأحلام أشبه بالذنوب, بحيث لايمكنك التسامح أو النسيان. ليس الفعل السيئ هو الذي ينتقم منك, كما يقولون, بل العواقب. وقد وترك عصفور مواقف وتقلبات شائكة جعلت كثيرين كلما نظروا في عشه رأوا أخطاء تفقس. جابز, منذ تولي المجلس الأعلي للثقافة عام1993, إلي أن قدم استقالته كوزير,9 فبراير2011, ظل يخصم من رصيد الناقد لصالح السياسي, والحاصل أن الناقد انكمش ولم يعمر السياسي أكثر من أسبوع. * أراد عدد من المثقفين تدعيم موقف صنع الله إبراهيم بعد رفضه للجائزة ببيان, لكنك اتصلت بهم وهددتهم, كي يتراجعوا عن هذا البيان؟ غير صحيح, ولعلمك مكانة صنع الله في نفسي لم تتزعزع أدبيا ونقديا, لكن ما أغضبني هو الخديعة. * في تعقيب له علي ذلك قال.. هم( يقصد النظام) خدعونا لمدة30 سنة وليس جريمة أن نخدعهم لمدة3 أيام! لكني لم أكن أمثل السلطة, واللجنة التي رشحت صنع الله إبراهيم من كبار نقاد العالم العربي ومبدعيه, وهؤلاء لا يمثلون مبارك, وعلي فكرة قبل أن تسألني: كانت هذه هي مبرراتي لقبول جائزة القذافي, القذافي لم يعطني الجائزة من جيب أبوه, الذي منحني الجائزة لجنة تحكيم عربية وعالمية محترمة. *( بخبث) علي كل حال أنت تنازلت عنها؟ تنازلت عن اسمها. * لكنك لم تتنازل ماديا؟ لأ, ماديا لأ. * وليس في نيتك طبعا؟ إذا ثبت لي أنها من جيب القذافي. * قيل إن إبراهيم الكوني, الروائي الليبي الذي حصل علي جائزة الرواية العربية, وقف وراء فوزك بهذه الجائزة كنوع من رد الجميل؟ من يقل هذا الكلام إما أبله أو جاهل لأن جائزة الرواية في مصر تشرف بأن يحصل عليها إبراهيم الكوني, وجائزة القذافي أو غيرها من الجوائز تشرف بأن يكون الحاصل عليها هو جابر عصفور. * كيف تري جمال الغيطاني؟ من أحسن وأعظم روائيينا ومثقفينا. * يبدو أنكما في هدنة الآن؟ الغطياني كان دائما علي خلاف معي حول قضية واحدة, وأظن أننا مازلنا مختلفين حولها, وهي أن الإسراف في المهرجانات تبديد لأموال الشعب, وكان من رأيي أن مصر من أقل الدول في إقامة المهرجانات, اتنين: أن هذه المهرجانات فرصة ليتعرف المثقفون المصريون علي نظرائهم في العالم. * ما رأيك في صبري حافظ؟ صبري حافظ واحد من أهم النقاد في العالم العربي, لكنه يفسد هذا النقد بتصرفات لا يمكن أن توصف إلا بأنها خيانة لقيم حقيقية. * مثل؟ موقفه من نجيب محفوظ, صبري كتب, نتيجة صلاته العراقية, مقالا من أسوأ ما يمكن, يكيل فيه السباب لمحفوظ في مجلة الأقلام العراقية وأنا أعرف أن نجيب محفوظ تأثر جدا بهذا المقال لدرجة أنه كاد يبكي اتنين: صبري عندما يجد مصلحة في شئ يمالئ صاحب المصلحة الي أبعد حد فعل هذا مع فاروق حسني, ومعي عندما كنت أمينا للمجلس الأعلي للثقافة ما أكثر ما كنت أدعوه, من لندن, في كل مناسبة لا لأنه كان صديقي, إنما لأنه ناقد كبير يستحق وقد لامني كثيرون علي الحفاوة به. * فؤاد زكريا؟ رجل فاضل جدا وكانت تربطني به علاقة حميمية, رغم إساءته الي نتيجة سوء الظن. * كيف أساء إليك, ثم ألم تلعب دورا في عدم حصوله علي جائزة مبارك؟. علي الإطلاق, لا والله, بالعكس أنا كنت أتمني أن يحصل عليها. * لكن قيبل إنك كنت سببا في عدم حصوله عليها, لأنه لم يوافق علي نشر كتاب لك في سلسلة عالم المعرفة, معللا ذلك بضعف الترجمة؟ غير صحيح, بالعكس فؤاد زكريا كان يري أنني أترجم أفضل من أساتذة قسم الإنجليزي, وعلي فكرة هو راجع الفصول وكان شديد الإعجاب بها, وعندي تعليقات بخطه تؤكد هذا والسبب في عدم نشر الترجمة أمران.. أن كتاب عصر البنيوية كان فيه فصلان.. واحد عن لوي التوسير وهو ماركسي, والثاني عن ماركسي قديم هو الآخر, فقال زكريا إن هذا سيحرجه مع شيوخ الكويت, ومن ثم طالبني بحذف الفصلين, لكني رفضت ونشرت الكتاب في بغداد. * وكيف أساء لك؟ مرة في حوار له أعلن أن محمود أمين العالم كان عضوا في لجنة التحكيم وأعطاني جائزة العويس مجاملة, وهذا غير صحيح وأغلب الظن أن أحدا ما نقل له ذلك وهو صدق, لأن زكريا كان في هذه الفترة مريضا وقد رددت عليه بعنف, وهو بدوره غضب من ردي وردها لي في معركتي مع عبدالعزيز حمودة اتهمني فؤاد زكريا بتتبع الأثر البوليسي, لأنني أحصيت بدقة سرقات وأخطاء حمودة. * ما هذه السرقات والأخطاء؟ ولماذا لم تظهرها إلا بعد أن هاجمك حمودة؟ لا علاقة لهذه الأخطاء بالهجوم علي, أنا كنت أعرف أن عبدالعزيز حمودة, رحمة الله عليه, لا يعرف شيئا من هذه الأشياء كان الرجل مشغولا بجمع المال وقرر الهجوم علي الحداثة, فكتب كتابه الذي يواجه فيه الحداثة والنقاد المحدثين, لا بأس.. هاجم كما تريد, لكن لا تهاجم بناء علي افتراءات, ومغالطات, لا تفعل ذلك بطريقة تنقصها الدقة العلمية. * صافي ناز كاظم؟ ليس بيني وبينها, إلا كل ود, حتي وإن كانت تهاجمني أحيانا بسبب ما تراه في من اتجاه علماني. * ويوسف البدري؟ يوسف البدري ذهب بي للمحكمة بسبب أنني في تقديره من العلمانيين, وأنا رجل مسلم وأشهد أن لا إله إلا الله, رغما عن أنف يوسف البدري وصافي ناز كاظم. * أحمد عبد المعطي حجازي؟ كانت بيننا خلافات, لكنها انتهت ونحن الآن سمن علي عسل. * المجلس القومي للمرأة, ما مبرر وجودك به؟ دخلت المجلس إيمانا مني بأن المرأة العربية بشكل عام مظلومة, وهذا المجلس بالمناسبة كنت ممن حرضوا علي إنشائه, عندما أقمت احتفالا كبيرا جدا بمرور مائة عام علي كتاب تحرير المرأة لقاسم أمين, ودعوت فيه كل ممثلات الحركات النسائية في العالم العربي, وكان من الطبيعي ان ادعو عن طريق فاروق حسني السيدة الأولي لافتتاح المؤتمر, وجاءت وفوجئت بنجاح المؤتمر, ومن هنا كانت فكرة انشاء مركز قومي للمرأة, وكان من الطبيعي بعد هذا النجاح ان تفكر السيدة سوزان مبارك, التي لم تكن تعرفني إلا في هذه المناسبة, في وضع اسمي ضمن المؤسسين للمجلس, ومن ثم توليت في السنوات الأولي لجنة الثقافة والإعلام لكن سحب الإعلام من الثقافة بتدخل من صفوت الشريف. * إلي من ذهب الإعلام؟ لزميل كان عميدا لكلية الإعلام, ثم بعد ذلك أنا أخذت شلوت لفوق بسبب السيدة التي كانت مسئولة عن المجلس. * فرخندة حسن؟ نعم, لأني لم أكن طيعا كما تشتهي ولهذا أخذت شلوت لفوق فأصبحت عضو اللجنة المركزية وهذه لجنة استشارية لا فاعلية لها إلا الاجتماعات اليومية. * وما الدافع وراء تصرف الشريف؟ لاني كنت ضد الإعلام وضد صورة المرأة في الإعلام. * ألم يكلمك بشكل مباشر؟ صفوت الشريف فيما اعرفه عنه لم يكن من النوع الذي يواجهك بما لديه انما يخزن حتي يحين الوقت المناسب, ليقتص منك. * وأنت ألم تكن تفعل ذلك يا دكتور؟ اعطني مثلا. * هناك كثيرون كانوا يستحقون جوائز الدولة, لكنك حلت دون حصولهم عليها لمواقف شخصية؟ اضرب لي مثلا. * الأمثلة قد تحرج؟ لكنني أعرف حالات كثيرة؟ بص, أنا لم أتدخل في أن يحصل احد علي جائزة أو يمنع منها, اطلاقا, والله علي ما أقول شهيد. * ما الذي بينك وبين طلعت الشايب؟ ليس بيننا إلا كل ود. * لكنه يقول كلاما خطيرا يستوجب وقفة لو صح؟ يقول إيه. * قال انك لم تكن تقبل المناقشة وكلامك نهائي, وكنت تدير المركز علي طريقة صاحب العزبة؟ ما ردك؟ اغلب اسراري واسرار المركز كانت مع طلعت الشايب, وعندما استقال, لاني قلت له انك تعامل المترجمين معاملة سيئة وهم يشتكون منك مر الشكوي, عندما قلت له ذلك غضب وقال لي: انا احسن منهم. فقلت له: لايمكن ان تكون احسن من المترجمين, نحن في خدمتهم, ويبدو أنني قسوت عليه في الرد فقدم استقالته في اليوم التالي, ومع ذلك ابقيت الاستقالة وعاودنا الاتصال به تقديرا لقيمته, لكنه كان غاضبا ثم حين هدأ, لانه شخص انفعالي طلب من يوسف القعيد ومن منير عامر ان يتوسطا عندي, لكي يعود, لكن الدكتور فيصل يونس كان قد اعاد الترتيب الاداري للمركز, فلم يكن له مكان في الوضع الجديد. * يري الشايب أنك اتخذت من المركز محطة انتظار للوزارة, حتي انك لم تكن تذهب الي هناك إلا لاجراء الحوارات الصحفية؟ اذا كان هذا صحيحا, فكيف وقعت قبل ان اغادر المركز علي الكتاب رقم2000, وعلي فكرة لم يصدر الي الان الكتاب رقم2000 ما صدر نحو1700. * هل كنت تعين, والكلام للشايب موظفين بدون مؤهلات مناسبة, لدرجة انك عينت خريجة علوم, مجاملة لزوجها زميلك بجامعة. ( مقاطعا).. وهل لدي طلعت مؤهلات مناسبة؟! طلعت كان مدرسا الي ان اتيت به, لانه مترجم ذو خبرة, ووصل الي اعلي سلم وظيفي بعدي في المركز, وكان يتقاضي اعلي مرتب بعدي. * كم كان راتبه؟ اسأله, كما ان كتبه, بخلاف السنوات الأخيرة, كانت تترجم في المركز بأعلي أجر, وهو يستحق كمترجم. * وهل ترجمت كتابا لمحمود درويش عن الإنجليزية؟! لا, الكتب موجودة * اهتممت بالكم علي حساب الكيف؟ في المرحلة الأولي حدث ذلك. * من باب إرضاء سوزان مبارك؟ لا, بل لإيماني بقانون أن التغيرات الكمية تؤدي إلي تغيرات كيفية, كنت حريصا علي أن يؤكد المركز وجوده. * وماذا عن مستوي الترجمة, قيل إنك كنت تتساهل فيه؟ لا, كيف أتساهل وكان الشايب هو المسئول عن ذلك, لقد كان مساعد المدير للشئون الفنية! طلعت نفسه هو الذي كان يتساهل, كما رد عليه احد زملائه. * والطبعات الثانية من كتب لم توزع أصلا؟ كانت تأتيني كشوف من المشرف علي التوزيع ومن الشايب شخصيا للكتب التي نفدت, ومنها كتبه, فكنت أعيد طبعها, وعرفت بعد ذلك أن كتبه لم تكن قد نفدت!! * كان هناك7 موظفين في المركز كانت مهمتهم هي قص أخبار وصور جابر عصفور؟ العلاقات العامة هذه كانت تابعة لزميلكم سيد محمود, اذهب واسأه. * علي ذكر سيد محمود هل كان اطلاق يده في الادارة كما يقول الشايب سببا في تقديم الاخير استقالته؟ غير صحيح, بالعكس سيد محمود شاب كفء وعمل انجازات في العلاقات العامة تحسب له. * قل لي.. ثمة اتساق بينك وبين نفسك؟ ام هناك جرثومة الازداوجية التي لم ينج منها مثقف عربي؟ أنا رجل صريح مع نفسي, ولو قرأت كتبي ستجد أن أكثر كلمة تتردد فيها هي كلمة المساءلة لاعتقادي ان المثقف الحقيقي هو الذي يسائل نفسه قبل ان يسائل غيره. * هل هناك ما تريد الاعتذار عنه؟ اطلاقا.. في العمل الثقافي, لا, الحمد لله * حتي بالنسبة للأشخاص؟ اطلاقا, لا يوجد شخص تعمدت ان اسئ اليه قط, كان مكتبي مفتوحا لكل المثقفين بلا اسثتناء, حتي الذين اساءوا لي وقفت بجانبهم وقت الشدة. * من من المثقفين مازال علي اتصال بك؟ كلهم. * من الذين استفادوا منك؟ هناك دائما مجموعة من الانتهازيين حول كل مسئول. * كنت تعرف أنهم انتهازيون؟ طبعا, كنت أعرف من صديقي ومن سينقلب علي. * حصل انقلاب؟ طبعا. * ممن؟ لا داعي للأسماء. * لما قبلت الوزارة, من وجد في قبولك فرصة لتصفية الحسابات؟ كثيرون من اصدقائي صدموا بقبولي. * ألم يحاولوا اثناءك؟ عبروا عن رأيهم, ومنهم إللي إنت قلت اسمه.. ثائر ديب, ثائر ديب ده أنا الذي اتيت به الي مصر وعرفته علي المثقفين المصريين ونشرت كتبه وجعلت منه مترجما معروفا علي امتداد العالم العربي. ثائر ديب مع مجموعة اخري اصدروا بيانا هجوميا حادا, لكني كنت اقول لنفسي.. هؤلاء بيني وبينهم التجربة. * ماذا يبقي من حسني مبارك؟ لايبقي منه للاسف شئ, لان هذا الرجل اضاع ما له من اعمال ايجابية بغباء نادر. * ما اعماله الايجابية؟ في البداية, عندما جاء عمل مصالحة وطنية, وافرج عن السجناء السياسيين فضلا عن اعادة المفصولين لاعمالهم, انا شخصيا كنت مفصولا من جامعة القاهرة واعادني للجامعة, ظل فترة رجلا وطنيا نظيفا, حتي زوجته لم تكن لها سلطات وقتها. * متي بدأ التحول؟ بعد سنوات, ويبدو أن من حوله لعبوا دورا في ذلك؟ * من منهم يمكن أن تشير له بالاسم؟ هم في السجون الآن, لكن هناك من لم يدخلوا السجن. * مثل؟ أحمد فتحي سرور, ولا هو في السجن؟ * في السجن؟ إللي قبل كده.. إللي قبل فتحي سرور. * رفعت المحجوب؟ رفعت المحجوب, عليه رحمة الله. * يستحق أن يكون في السجن, لو لم يمت؟ أظن, لأنه من الذين أفسدوا مبارك, الذين أفسدوا مبارك كثيرون وأنا شخصيا استغرب هذه الوطنية التي يتظاهر بها الآن كمال الجنزوري وبعض الذين كانوا من رجال مبارك, ولا أعرف لواحد منهم وقفة حاسمة, علي الذين يريدون أن يحاسبوا علي ما حدث في مصر عليهم أن يحاسبوا الجنزوري بسبب المليارات المهدرة في مشروع توشكي. * وكيف تري عمرو موسي؟ عمرو موسي كان في حالات كثيرة يسكت, والسكوت في حد ذاته مسئولية هناك أشياء أسامح في السكوت عليها, عندما لاتستطيع أن تفعل شيئا عندما تلعب مع الكبار تلزمك بعض المرونة, وإذا لم تستطع التغيير فعليك أن تصمت. * بماذا خرجت من غابة السياسة؟ السلطان هو من بعد عن السلطان. * هل أصبحت سلطانا الآن؟ سأضرب لك مثالا.. لما كنا في مشروع تطوير جوائز الدولة, لم تكن هناك فكرة عن جائزة باسم مبارك, كان هناك مشروع لتعديل مكافأة جائزة الدولة التشجيعية والتقديرية اقترحت وجود جائزة وسطي بينهما. * التفوق؟ جائزة التفوق.. فاقترح محمد أبوالعينين, وهو حي يرزق, وكنا في مجلس الشعب ظهرا, أن تسمي هذه الجائزة باسم مبارك, خاصة أن اليوم كان يوافق عيد ميلاده, لكن فتحي سرور, بمعلمة وذكاء أجل الموضوع لليوم التالي. * لماذا؟ حتي يكون التصويت في الصباح, وأراد أن يحسب بعض الأشياء, وبالطبع كان يريد الحصول علي موافقة الرئيس, واظن ان زكريا عزمي اعترض ان تحمل اسم الرئيس جائزة صغيرة كجائزة التفوق! ثم أضاف.. لم لانبحث عن جائزة كبيرة؟ فسألوني: هل هناك جائزة كبيرة, أجبتهم: لدينا مشروع قديم اسمه جائزة النيل الكبري.. فقالوا: هذه تصلح! وهكذا اصبحت جائزة النيل هي جائزة مبارك, ولم استطع فعل شئ, هذه هي السياسة. * وبم شعرت؟ شعرت بالغضب, لانني ضد اطلاق اسم الحاكم علي أية مؤسسة أو منشأة. * وماذا فعلت أكثر من الغضب؟ لم أكن في وضع يسمح لي بأكثر من هذا. * أكمل؟ لا شئ, صدر بعدها قرار من مجلس الشعب بالإجماع علي إنشاء جائزة جديدة باسم مبارك. ( بنبرة عالية فاجأتني أنا نفسي وهي تخرج من فمي) ألم يحدث شئ يجعلك تفكر جديا في تقديم استقالتك؟! كان علي ان اوازن بين شيئين: ألا تصطدم بشكل مباشر, ثم.. هل اصطدامك يفيد الثقافة أم لا, انا وضعت في اعتباري هذه الرغبة الانانية عند هؤلاء ومن ناحية ثانية انه ستكون هناك جائزة رفيعة القدر تعطي للمتميزين من المثقفين المصريين. واعجبني بالمناسبة رد احد العلماء الذين حصلوا علي جائزة مبارك عندما طالبوه بردها, فقال: هذه الجائزة من اموال الشعب المصري وليست من مال مبارك!! * نسيت أن أسألك عن صلاح فضل؟ صلاح فضل زميل عمر. * تضعه إلي جوارك في مقعد واحد؟ بالعكس اضعه في مكانة كبيرة جدا في النقد, وأكن له كل الاحترام. * عاطف عبيد, أحمد نظيف؟ حدد لي مسئولية كل منهما فيما وصلنا إليه؟ عاطف عبيد مسئول عن كارثة فظيعة جدا قبل كارثة احمد نظيف, وهي كارثة بيع القطاع العام وكل من شجعوا مبارك علي بيع القطاع العام مجرمون ويستحقون أقسي أنواع المحاكمة, وكل من شارك في بيع القطاع العام خائن لبلده. * ما الذي بقي من عالمك القديم؟ البراءة وطيبة القلب والتسامح, واظن ان هذه الاشياء هي التي تبقيني متفائلا. * ماذا يبقي من جابر عصفور؟ يبقي منه كتبه.