قبل أيام قليلة من إعلان المنتخبات ال 24 خوضها منافسات كأس الأمم الإفريقية المرتقبة فى مصر قوائمها النهائية التى ستبدأ المشوار فى 21 يونيو الحالى، بات العقل المفكر وصانع الألعاب ورمانة الميزان هو الاسم الأول الذى تراهن عليه الأجهزة الفنية بشكل لافت فى البطولة القارية لصناعة الفارق وقيادة المنتخبات إلى انتصارات تمنحها اما التتويج بطلا أو العبور للدور قبل النهائى على أدنى تقدير فى بطولة استثنائية. وتمثل بطولة أمم إفريقيا 2019 حدثا مثيرا فرض واقعا جديدا ومغايرا على العديد من المنتخبات والمديرين الفنيين الذين أعلنوا عن استعادة « أهل الخبرة« ممن يجيدون اللعب فى مركز صانع الألعاب سواء من تقدم بهم السن وأختفوا لفترة أو من عانوا من إصابات طويلة أو من تراجع بريقهم بعض الشيء، فى ظل قوة البطولة وأملا فى استغلال خبراتهم. وبالنظر إلى القوائم الأولية للمنتخبات المختلفة نجد تفجر ظاهرة مثيرة للجدل أبطالها « صناع الألعاب الكبار« العائدين من جديد للحسابات من أجل هدف واحد وهو صناعة الفارق فى بطولة كان 2019. وبالنظر إلى قائمة المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم نجد الظاهرة حاضرة وبقوة بعدما فاجأ خافيير أجيرى المدير الفنى الجميع باستدعاء الثنائى وليد سليمان 35 عاما لاعب وسط الأهلى المهاجم وعبدالله السعيد 34 عاما صانع ألعاب بيراميدز المخضرم إلى تشكيلته الدولية، والمثير فى الأمر أن الأول أعلن قبل أشهر اعتزاله الدولى فيما خرج الثانى من حسابات أجيرى لتسع أشهر وأدلى تيتو جارسيا المدرب المساعد تصريحا شهيرا ومثيرا للجدل قبل فترة أكد خلاله أن سبب عدم ضم السعيد يأتى لعدم تأقلم طريقة أدائه مع الطرق التى يؤدى بها المنتخب مبارياته القارية، قبل أن تنهار كل هذه السيناريوهات بعد حصول مصر على شرف تنظيم أمم إفريقيا ويتعرض أجيرى لضغوط كبيرة من أجل استدعاء السعيد لاستغلال خبراته خاصة وأنه من اللاعبين الذين ساهموا فى ولاية هيكتور كوبر المدير الفنى السابق فى بلوغ نهائى أمم إفريقيا 2017 بالإضافة إلى التأهل للمشاركة فى بطولة كأس العالم الماضية فى روسيا 2018. ونفس السيناريو تكرر فى منتخب عربى آخر وهو المنتخب التونسى الذى استدعى ألن جيريس مديره الفنى لاعبه المخضرم يوسف المساكنى 29 عاما المحترف فى يوبين البلجيكى «أحد أندية الوسط» هناك بعد عام كامل من الغياب كان يعالج فيها المساكنى من إصابة قوية، سعيا وراء استغلال خبراته القارية الكبيرة وأداء دور القائد فى تشكيلة نسور قرطاج وحرص على وضع برنامج تدريبى خاص له من أجل تجهيزه للبطولة خاصة وأنه يراهن عليه فى تحقيق سيناريو الوصول للدور قبل النهائى على الأقل للبطولة القارية لضمان تجديد عقده لثلاث سنوات قادمة. كما كتبت قائمة المنتخب الجزائرى عودة لاعب من العيار الثقيل كان من بين لاعبى الجزائر فى مونديال 2014 وهو سفيان فيجولى 30 عاما صانع ألعاب فريق جالاطا سراى التركى الذى أستدعاه المدير الفنى جمال بلماضى لقائمة محاربى الصحراء وطوى صفحة أبعاد اللاعب الطويل عن المنتخب فى عصر مدربين سابقين فى آخر 3 سنوات، خاصة بعد أن تألق فيجولى برفقة جالاطا سراى فى الدور الثانى للدورى التركى وساهم فى حصد فريقه لقب بطل الدورى وقدم مستويات جيدة رغم تقدم سنه نوعا ما، وبات من العناصر الأساسية التى يراهن عليها بلماضى فى تقديم الإضافة القوية للمنتخب الجزائرى فى المونديال الإفريقى المقبل. ويثير الجدل حاليا فى نيجيريا «جون أوبى ميكيل» 32 عاما لاعب وسط فريق ميدلسبروه الإنجليزى الذى يلعب فى دورى الدرجة الثانية، والذى اختاره جيرنوت روهر المدير الفنى للنسور الخضر ليجد نفسه تحت طاولة الانتقادات العنيفة بسبب تراجع مستوى اللاعب المخضرم الذى لعب لسنوات فى صفوف فريق تشيلسى الإنجليزى ولكن روهر اعتبر تواجد جون أوبى ميكيل أمرا فنيا مهما للاعبيه فى بطولة أمم إفريقيا. كما كتبت قائمة المنتخب الغانى الأولية مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت فى استدعاء جيمس كواسى أدياه للمخضرم كوادو أسامواه 31 عاما نجم وسط فريق الإنتر الإيطالى والذى لعب لسنوات فى يوفينتوس رغم ابتعاد اللاعب لسنوات طويلة عن المنتخب الغانى بسبب كثرة الإصابات وتجاهل قلة مشاركاته فى الكاليتشيو خلال آخر موسمين ويراهن بقوة على خبراته الكبيرة بالاضافة إلى مهاراته فى تادية دور صانع الألعاب فى إعادة غانا لمنصات التتويج بعد طول غياب، وساهم أسامواه فى وصول غانا للمربع الذهبى لأمم إفريقيا عامى 2008-2010 وهو صاحب شخصية قوية وقيادية داخل الملعب وبات القائد الثانى لغانا فى البطولة القارية. ويلمع اسم كريستيان باسجوج لاعب وسط مهاجم منتخب الكاميرون ونجمه المتألق فى أمم إفريقيا 2017 ضمن القائمة الأولية للمدرب الهولندى كلارنس سيدورف المدير الفنى للأسود رغم تراجع مستواه بعد ذهابه للإحتراف فى الدورى الصينى خلال الموسم المنقضى، ويراهن سيدورف على خبرات اللاعب الكبيرة فى تعويض ما فاته واعادة اكتشاف نفسه عندما تبدأ الكاميرون رحلة الدفاع عن لقبها بطلة لأمم إفريقيا. ويظهر اسم آخر مثير للجدل وهو خاما بيليات صانع العاب فريق كايزر تشيفز الجنوب إفريقى الذى أنهى مدربه صانداى الخلافات الطاحنة بينهما التى كادت أن تعصف باللاعب خارج قائمة منتخب زيمبابوى، واستدعاه صانداى فى قائمته الأولية التى سيخوض بها منافسات كان 2019 المنتظر أن يلتقى فيها زيمبابوى منتخبات مصر والكونغو وأوغندا. سيسيه : انتظروا ساديو مانى رشح أليو سيسيه المدير الفنى للمنتخب السنغالى نجمه الكبير ساديو مانى المحترف فى صفوف فريق ليفربول الإنجليزى لتقديم نسخة دولية استثنائية له فى الكان برفقة « أسود التيرانجا« فى ظل وصوله لمستوى مميز برفقة الريدز فى الموسم المنتهى وتحقيقه لقب هداف البريمير ليج مشيرا إلى أن مانى فى طريقه للتخلص من الإجهاد البدنى والاستشفاء بشكل كامل تمهيدا للمشاركة فى برنامج إعداد السنغال للبطولة. فرجانى يظهر مع تونس اطمأن ألن جيريس المدير الفنى للمنتخب التونسى على جاهزية لاعبه المخضرم فرجانى ساسى محور الارتكاز المدافع المحترف فى الزمالك للتواجد فى تشكيلته الأساسية عندما يبدأ منافسات كأس الأمم الإفريقية واستعادته لجزء كبير من لياقته البدنية فى الفترة الأخيرة بعد شفائه من الإصابة، ويتجه الجهاز الفنى لنسور قرطاج لمنح اللاعب الفرصة للمشاركة فى لقائه الودى المرتقب مع كرواتيا استعدادا للبطولة القارية. بيبى رقم « 1»فى الأفيال استقر ابراهيما كمارا المدير الفنى للمنتخب الإيفوارى على وضع نيكولاس بيبى رأس الحربة المحترف فى صفوف ليل الفرنسى على رأس قائمة المهاجمين المنتظر الرهان عليهم فى المباريات الرسمية عندما تنطلق منافسات بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة، ووضع من بعده اسمى جارديل وزاها ليكونا بديلين يمكن اشراكهما بالتدوير مع بيبى الذى قدم موسما رائعا برفقة فريقه فى الموسم المنتهى للدورى الفرنسى. مارتينز : موريتانيا « بلا ضغط» أكد كورنتين مارتينز المدير الفنى للمنتخب الموريتانى خوضه المنافسات القارية لاكتساب الخبرة أولا وتقديم عروض قوية ثانيا ووضع موريتانيا فى مقدمة الفرق داخل القارة السمراء قبل بدء المشروع الكروى الصعب بخوض منافسات التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2022 مشيرا إلى إنه حرص على تخفيف كافة الضغوط على لاعبيه التى ظهرت فى الساعات الأخيرة للمعسكر المغلق لضمان تقديم عروض قوية. قصة بطولة.. الكاميرون تنتصر فى 2002.. والوصافة سنغالية أحمد الضبع تتواصل نسخ بطولات كأس الأمم الإفريقية بمشاركة 16 فريقا والموعد هذة المرة مع نسخة مالى 2002 التى جرت لأول مرة فى البلد الإفريقى وسط حضور ومشاركة كبار المنتخبات يتصدرهم الكاميرون حامل اللقب ونيجيريا ومصر وتونس والمغرب وجنوب إفريقيا وفى المجموعة الأولى حسم منتخب نيجيريا القمة لصالحه برصيد 7 نقاط وحلت مالى البلد المضيف وصيفة ب 5 نقاط ليتأهلا معا. فى المجموعة الثانية، تصدر الأولاد منتخب جنوب إفريقيا برصيد 5 نقاط مقابل 5 نقاط أيضا لمنتخب غانا ليتأهلا معا. وفى المجموعة الثالثة، حسمت الكاميرون حامل اللقب القمة برصيد 9 نقاط العلامة الكاملة فيما نالت الكونغو الديمقراطية الوصافة ب 4 نقاط وفى المجموعة الرابعة حسمت السنغال القمة برصيد 7 نقاط فيما حل المنتخب الوطنى وصيفا ب 6 نقاط من الخسارة بهدف أمام السنغال ثم الفوز على تونس بهدف حازم إمام والفوز على زامبيا بهدفين مقابل هدف سجلهما حازم إمام وأحمد حسن ميدو. وفى دور الثمانية، فازت مالى على جنوب إفريقيا بهدفين مقابل لاشيء، وفازت نيجيريا على غانا بهدف لاوال، وفازت الكاميرون على المنتخب الوطنى بهدف باتريك مبوما وفازت السنغال على الكونغو بهدفى دياو والحاج ضيوف لتتأهل معا إلى الدور قبل النهائى. وفى المربع الذهبى، فاز المنتخب السنغالى على نظيره النيجيرى بهدفين لهدف سجلهما بوبا ديوب ودياو للسنغال وأجاهوا لنيجيريا فيما فازت الكاميرون على مالى بثلاثية نظيفة سجلها أوليمبى « هدفين « وفويه وحاز المنتخب النيجيرى على البرونزية بعد فوزه على مالى بهدف مقابل لاشيء سجله ياكوبو إيجينى فيما توج المنتخب الكاميرونى بطلا عقب فوزه على السنغال 3-2 بركلات الترجيح. أسطورة لا تنسى.. توماس نوكونو.. القفاز الذهبى أحمد عبدالمقصود بطل مرتين والوصافة مرة.. عنوان يفرض نفسه على اسم عملاق يعتبره الكثير من الخبراء أحد أفضل 3 حراس مرمى عرفتهم القارة الإفريقية عبر تاريخها الطويل وأسطورة لا تنسى فى بطولات كأس الأمم. بطل هذه السطور هو توماس نوكونو أو نونو الرهيب كما يطلقون عليه فى الكاميرون أحد رموز الجيل الذهبى للكرة الكاميرونية فى حقبتى السبعينيات والثمانينيات ومطلع التسعينيات والذى حقق كل شيء برفقة منتخب بلاده وبات اسما لا يمكن تجاهله ضمن أساطير القارة. ولمع توماس نوكونو بشدة فى عالم الكان خلال عقد الثمانينيات الذى سطر خلاله برفقة جيل روجيه ميلا وستيفان تاتاو وكوندى وأبيجا المجد الحقيقى للكاميرون، وقاد الأسود للفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية مرتين عامى 1984، 1988 بخلاف الوصول لنهائى نسخة 1986 والخسارة بركلات الترجيح وحاز 3 مرات على لقب أفضل حراس مرمى أمم إفريقيا. وتميز نوكونو بقدرته على التصدى للانفرادات بالمرمى وكذلك القوة فى التعامل مع الكرات العرضية بخلاف شخصيته القيادية داخل الملعب التى جعلت منه قائدا للمنتخب الكاميرونى عندما خاض لأول مرة فى تاريخه منافسات كأس العالم 1982 فى إسبانيا، وساهم نوكونو بخلاف الوصول لمنصات تتويج بطلا لأمم إفريقيا فى تأهل منتخب بلاده إلى دور الثمانية فى أفضل إنجاز كروى لها فى بطولة كأس العالم 1990 فى إيطاليا. واختير نوكونو برفقة منافسه الشرس أنطوان بيل افضل حارسى مرمى عرفتهم الكاميرون عبر تاريخها، بخلاف التواجد بين قائمة أفضل 3 حراس مرمى ظهروا فى القرن العشرين داخل القارة السمراء. هداف فى سطور.. مبوما وأوليمبى وأجاهوا فى الزعامة أحمد عبدالحميد عادت الصدارة المشتركة لتفرض نفسها على سباق هدافى بطولات كأس الأمم الإفريقية فى نسخة 2002 فى مالى التى كتبت حصول 3 لاعبين دفعة واحدة على لقب هداف الكان. ونال الجائزة لاعبان من المنتخب الكاميرونى المتوج بطلا للبطولة القارية فى ذلك الوقت هما الأسطورة باتريك مبوما صاحب القدم اليسرى الذهبية، وسولمون أوليمبى لاعب الوسط الأعسر وصانع الألعاب، ولعبت أهدافهما الست « بواقع 3 أهداف لكل لاعب « دور البطولة فى تتويج منتخب بلاده بطلا للبطولة، وتساوى معهما فى الرصيد التهديفى لاعب نيجيرى هو جوليوس أجاهوا الذى لم يكن مفترضا أن يكون المهاجم الأول للنسور الخضر فى وجود ياكوبو إيجينى ولكنه فرض نفسه على التشكيلة وقدم مستوى مميزا، وظهر وصيفا فى لائحة الهدافين 5 لاعبين دفعة واحدة يتصدرهم حازم إمام صانع ألعاب المنتخب الوطنى الذى سجل هدفين فى مرمى زامبيا وتونس فى الدور الأول.
