مواصل الكلام عن مكانة أرضنا الطيبة وسر عبارة «مصر المحروسة» بقدرة الله.. كان لمصر نصيب من دعاء الأنبياء لها:- قال عبد الله بن عمرو: «لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها وغربها وسهلها وجبلها وأنهارها وبحارها وبناءها وخرابها ومن يسكنها من الأمم و من يملكها من الملوك، فلما رأى مصر رآها أرضًا سهلة ذات نهر جار مادته من الجنة تنحدر فيه البركة وتمزجه الرحمة، ورأى جبلًا من جبالها مكسوًا نورًا لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمة إن فى سفحه أشجار مثمرة فروعها فى الجنة تسقى بماء الرحمة، فدعا آدم فى النيل بالبركة، ودعا فى أرض مصر بالرحمة والبر والتقوى، وبارك على نيلها وجبلها سبع مرات». و قال: يأيها الجبل المرحوم، سفحك جنة وتربتك مسك، يدفن فيها غراس الجنة، أرض حافظة مطيعة رحيمة، لا خلتك يا مصر بركة، ولازال بك حفظ، ولا زال منك ملك وعز. ( أورده السيوطى جزء 1 ص 20 نقلا عن بن زولاق) أما دعاء نوح عليه السلام لها فقال عبد الله بن عباس: «دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصر فقال اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه و فى ذريته وأسكنه الأرض الطيبة المباركة التى هى أم البلاد وغوث العباد»، وولد على أرضها من الأنبياء إبراهيم الخليل، وإسماعيل، وإدريس، ويعقوب، ويوسف، واثنا عشر سبطًا. وولد بها موسى، وهارون، ويوشع بن نون، ودانيال، و أرميا ولقمان. و كان بها من الصديقين والصديقات مؤمن آل فرعون الذى ذكر فى القرآن فى مواضع كثيرة وقال على بن أبى طالب كرم الله وجهه اسمه حزقيل، وكان بها الخضر عليه السلام.. و آسيا امرأة فرعون و أم إسحاق ومريم ابنة عمران، و ماشطة بنت فرعون، ومن مصر تزوج إبراهيم الخليل هاجر أم إسماعيل وتزوج يوسف من زليخا، ومنها أهدى المقوقس الرسول عليه صلوات الله وسلامه عليه ماريا القبطية فتزوجها وأنجبت له إبراهيم.