الحمد لله الذى أعظم عَلَى عِبَادِهِ الْمِنَّةَ، بِمَا دَفَعَ عَنْهُمْ كَيْدَ الشيطان وفنه، ورد كيده وَخَيَّبَ ظَنَّهُ؛ إِذْ جَعَلَ الصَّوْمَ حِصْنًا لِأَوْلِيَائِهِ وجنة، وفتح لهم به أبواب الجنة، وعرفهم أن وسيلة الشيطان إلى قلوبهم الشهوات المستكنة، وأن بقمعها تصبح النفس المطمئنة ظاهرة الشوكة فى قصم خصمها قوية المنة، والصلاة والسلامعلى سيدنا ونبينا محمد قائد الخلق وممهد السنة، وعلى آله وأصحابه ذوى الأبصار الثاقبة والعقول المرجحة وسلم تسليماً كثيراً، فإن الصوم فى اللغة هو : الإمساك عن الشيء مطلقا، وشرعا: الإمساك عن شهوتى البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية. وهو من فروض الإسلام الخمسة ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ضوفى الحديث الصحيح: «بنى الإسلام على خمس«وعد منهاصوم رمضان، وسأل رجل رسول الله (صلى الله عليه و وسلم ) عما فرض الله عليه من الصيام ؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): «شهر رمضان» وانعقد الإجماع على وجوبه، وفرض فى السنة الثانية من الهجرة النبوية، فتوفى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد صام تسع رمضانات وفرض أولا على التخيير بينه وبين أن يطعم عن كل يوم مسكينا، ثم نقل من هذا التخيير إلى تحتم الصوم. ويجب على المسلم البالغ العاقل القادر على الصوم المقيم. وأما من لم يقدر على الصوم أصلا، أو لو صام لأضر به ضررا غير محتمل لكبر، أو مرض لا يرجى الشفاء منه، فلا يجب عليه الصوم، ولكن يلزمه عن كل يوم مد من طعام أى (687) جراما إن كان موسرا، فلو كان معسرا ثم أيسر لزمته الكفارة. وإجابة على السؤال نقول ومن الله التوفيق: الحقنة الوريدية أو العضلية فيها خلاف بين الفقهاء، فقال البعض: إنها لا تفطر الصائم، وقال البعض الآخر إنها تفطره، أخذا من ظاهر قول ابن عباس (رضى الله عنه) : «الفطر مما دخل وليس مما خرج». والراجح والذى نميل إليه ونختاره هو: أن حقن الإبر المغذية التى يستغنى بها عن الطعام مفطرة؛ لأنها فى معنى الأكل والشرب وأما الحقن التى لا تغذى، بل للتداوى فلا تفطر، سواء استعملت فى العضل أو الوريد، وسواء وجد طعمها فى حلقه أم لم يجده.