مريض يعطى حقنة كل ست ساعات , فهل يباح له الفطر ؟ الحمد لله الذي أعظم عَلَى عِبَادِهِ الْمِنَّةَ , بِمَا دَفَعَ عَنْهُمْ كَيْدَ الشيطان وفنه , ورد كيده وَخَيَّبَ ظَنَّهُ ؛ إِذْ جَعَلَ الصَّوْمَ حِصْنًا لِأَوْلِيَائِهِ وجنة , وفتح لهم به أبواب الجنة , وعرفهم أن وسيلة الشيطان إلى قلوبهم الشهوات المستكنة , وأن بقمعها تصبح النفس المطمئنة ظاهرة الشوكة في قصم خصمها قوية المنة , والصلاة والسلامعلى سيدنا ونبينا محمد قائد الخلق وممهد السنة , وعلى آله وأصحابه ذوي الأبصار الثاقبة والعقول المرجحة وسلم تسليماً كثيراًوبعد فإن الصوم في اللغة هو : الإمساك عن الشئ مطلقا»... فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ?نِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا»…. (مريم: 26) أي إمساكا عن الكلام وشرعا : الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية , وهو من فروض الإسلام الخمسةثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة , «... ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ...» (البقرة: 183) أي فرضوفي الحديث الصحيح : “ بني الإسلام على خمس“ وعد منهاصوم رمضان وسأل رجل رسول الله (صلي الله علية وسلم ) عما فرض الله عليه من الصيام ؟ فقال (صلي الله علية وسلم) : « شهر رمضان «وانعقد الإجماع على وجوبه , وفرض في السنة الثانية من الهجرة النبوية , فتوفي رسول الله (صلي الله علية وسلم) وقد صام تسع رمضاناتوفرض أولا على التخيير بينه وبين أن يطعم عن كل يوم مسكينا , ثم نقل من هذا التخيير إلى تحتم الصوم * ويجب على المسلم البالغ العاقل القادر على الصوم المقيم * وأما من لم يقدر على الصوم أصلا , أو لو صام لأضر به ضررا غير محتمل لكبر , أو مرض لا يرجى الشفاء منه , فلا يجب عليه الصوم , ولكن يلزمه عن كل يوم مد من طعام أي ( 687 ) جرام إن كان موسرا , فلو كان معسرا ثم أيسر لزمته الكفارة وإجابة على السؤال نقول ومن الله التوفيقالحقنة الوريدية أو العضلية فيها خلاف بين الفقهاء فقال البعض : أنها لا تفطر الصائم , وقال البعض الآخرإنها تفطره , أخذا من ظاهر قول ابن عباس (رضي الله عنة ): « الفطر مما دخل وليس مما خرج « والراجح والذي نميل إليه ونختاره هوأن حقن الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الطعام مفطرة ؛ لأنها في معنى الأكل والشربوأما الحقن التي لا تغذي , بل للتداوي فلا تفطر , سواء استعملت في العضل أو الوريد , وسواء وجد طعمها في حلقه أم لم يجده .