مريض القلب والفشل الكلوى اللذان لا يستطيعان الصومما حكمهما؟ روى البخارى بسنده عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُوَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَالحَجِّ» وانعقد الإجماع على وجوبه ثم إن هذا الوجوب فى حق المسلم البالغ العاقل القادر على الصيام. بناء على ذلك وإجمالا فإن من لا يقدر على الصيام أصلاأو لو صام لأضر الصيام به ضررًا غير محتمل؛ لكبر أو مرض لا يرجى برؤه أى الشفاء منه كالأمراض المزمنة فلا يجب عليه الصوم رحمة ورأفة من الله بعباده ذوى الأعذارفلا تجزع أخى المسلم بما ابتليت به من مرض؛ فإن الأمراض يكفر الله بها من الذنوب والخطايا ما شاء عن عباده ولقد جاءت الأحاديث مصرحة: بأن المرض يكفر السيئات ويمحو الذنوب. فقد روى البخارى ومسلم فى صحيحيهما بسندهما عن أبى هريرة (رضى الله عنه) أن النبى (صلى الله وسلم عليه) قال: «من يرد الله به خيرًا يصب منه» وبسندهما كذلك عن أبى هريرةقالقال (ص): «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه». إنه من المبادئ التى قام عليها التشريع الإسلامى مبدأ «التيسير والتخفيف» وهذا المبدأ صرح به القرآن الكريم بأوضح بيان فى قوله تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَي? وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَي? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَي? مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (البقرة:185 )«ويرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا» (النساء: 28) وفى سنة رسول الله (صلى الله وسلم عليه): «أنه صلى الله وسلم عليه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه «أخرجه البخارى» والمتتبع لنصوص الشريعة يجد أنه ما من أمر مفروض أو ممنوع إلا شرعت فيه الرخصة فقد أبيحت المحظورات عند وجود الضروراتوأبيح ترك الفرض والواجب إذا كان فى أداء أحدهما مشقة وحرجواعتبر الإكراهوالمرضوالسفر والخطأوالنسيان.. من الأعذار التى تستتبع التخفيف. وبما أن مريض القلب والفشل الكلوى لا يستطيعان الصوم، فيقينًا ذكر ذلك بناء على سؤال أهل الذكر من المختصين من الأطباء وإلا فلا بد من أن تقرر لجنة طبية من أطباء القلب المهرة العدول الثقات المسلمين لأن هذا أمر دينى تقرر هذه اللجنة بأن مرض القلب هذا لا يرجى الشفاء منه أى ميئوس الشفاء منهوصيام المريض فى هذه الحالة سوف يزيده ألما أو أن الصيام سوف يفقد الأدوية التى يتناولها مريض القلب والفشل الكلوى لفاعليتها ففى هذه الحالة يطبق عليهما ما يطبق على كبير السن من الفدية أىيلزمه عن كل يوم مد من طعام فى أصح الأقوال الذى وزنه = 687 جرامًا أى كيلو إلا ربعا تقريبا إن كان موسرًا من غالب ما يأكل وهذا هو قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين كعلى وابن عباس وأبى هريرة وأنس رضى الله عن الجميع وبه قال سعيد بن جبير وطاووس وأبو حنيفة والثورى والأوزاعي وكيفية الإطعام: إما أن يصنع طعامًا ويدعو إليه الفقراء والمساكين، وإما أن يوزع عليهم طعاما مطبوخًا، أو غير مطبوخكأرز ونحوه وإن جعل مع هذا الطعام لحمًا كان أفضل أو يخرج قيمة المد نقودًا على رأى الحنفية إن كان ذلك أنفع للفقير والمسكين وأيسر لمن لزمه الفداء.