تعد فرقة أضواء النوبة من أبرز الأمثلة علي النغم النوبي الأصيل, بتنويعاته النابعة من الأراضي الخصبة والوجوه المبتسمة. كون أول فريق للفرقة الفنان السيد جمال عام1962, وجمعت وقتها أفضل موسيقيين ومغنيين في النوبة. اليوم, وبعد مرور أجيال وأجيال لاتزال أضواء النوبة تقدم الموسيقي النوبية التقليدية في قلب القاهرة. بعد أن أضفي عليها نجومها لمسة جديدة, فأصبحت تحكي مواضيع شتي ما بين الحنين إلي الماضي والوطن وحياة النوبة, إلي جانب أغان عن أحداث البلاد المعاصرة. واشتهرت فرقة أضواء النوبة منذ إنشائها بتقديمها عددا من الأصوات المتميزة في غناء النوبة مثل عبدالله باطا( الملحن الأصلي لعدة أغنيات غناها منير وسجلها باعتبارها فلكلورا نوبيا), وأبو ميرغني, وصالح عباس. ويضم برنامج الفرقة أغاني تقليدية تحكي مأساة فقدان النوبيين لموقع إقامتهم التاريخي, جنوب مصر, قبل تهجيرهم إلي قري بديلة ضمن خطط حكومية مختلفة, وما استتبعه ذلك من فقدانهم للكثير من مظاهر حياتهم وثقافتهم المتميزة. ومن أبرز العروض التي تقدمها الفرقة عرض أمندوجر وهي أسطورة نوبية قديمة عن أعظم أنهار العالم النيل, وتحكي الأسطورة عن غرقي النيل, فهم لا يموتون أبدا بل تحيا أرواحهم وتستكمل رحلتها في حياة أخري في أعماق النهر. وتعرض فرقة أضواء النوبة من خلال الأنغام النوبية عادات أهل النوبة الذين كانوا يعيشون في تلاحم وتناغم مع الطبيعة المحيطة بهم ويتبعون في حياتهم مواسم الطبيعة ومذ وجزر النيل وكانت أغانيهم انعاكسا لهذا التمازج الحميم مع الطبيعة وكان كثير من أغنياتهم مستوحاة من الزراعة والبيئة وكذلك كان استخدام الآلات المختلفة مثل الدف وغيره, والتي كان يعتقد أنها حلقة الوصل بين أهل النوبة وبيئتهم المحيطة وكأنها تطلق أصواتا تشبه أصوات الطبيعة بعواملها المختلفة مثل النار والماء والهواء, إلي جانب الأغاني التقليدية عن الزراعة وحصد المحاصيل والحياة اليومية, غني أهل النوبة أشعارا خالدة عن الحب والدين الإسلامي والمسيحي. كما اشتهرت الفرقة بتقديم أغاني المناسبات النوبية من ميلاد طفل جديد إلي أغاني العزاء لنعي موت الأحباب, كما كان للرقص أيضا دور أساسي في حضارة النوبة وخاصة رقصة الفري والتي تحاكي حركة سمكة البلطي النيلي وهو يسبح في النيل والتي تقدمها الفرقة أيضا.