ولا يصلى قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سنته المطهرة عندما سئل : أى العمل أحب إلى الله ؟ قال : «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا» الحديث، صلى الله عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، وبعد، فإن الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين.. وهى أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بنية، وهى واجبة بالقرآن والسنة وإجماع الأمة، فمنكرها والمستهزئ بها كافر ومرتد عن الدين «....وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)البقرة: 43) والأحاديث فى ذلك كثيرة جدا، والصوم فى اللغة هو: الإمساك عن الشيء مطلقا. «فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِى إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ?نِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا....» مريم: 26 أى إمساكا عن الكلام* وشرعا الإمساك عن شهوتى البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية. وهو من فروض الإسلام الخمسة ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهو معلوم من الدين بالضرورة، روى البخارى فى صحيحه عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «قال الله عز وجل : «الصيام جنة، فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله، أو شاتمه فليقل: إنى صائم والذى نفسى بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلى، الصيام لى وأنا أجزى به والحسنة بعشر أمثالها». وهناك فرق بين بطلان العبادة وعدم قبولها، فقد تكون العبادة صحيحة لا تجب إعادتها؛ لأنها مستوفية الأركان والشروط، ومع ذلك تكون غير مقبولة عند الله تعالى، كمن يصلى رياء، أو فى ثياب مسروقة والذى يصوم إن كان ممسكا عن المفطرات، من طعام وشراب وشهوة، فصومه صحيح غير باطل ولو ارتكب بعض المعاصى، كالكذب وترك الصلاة، لكن مع صحة الصوم، هل يكون مقبولا يؤجر عليه؟ لقد صرحت الأحاديث الصحيحة بحرمان هذا الصائم من قبول صومه مثل قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» رواه الجماعة إلا مسلما، وبالمثل من يصوم ولا يصلى، صومه صحيح لا تجب إعادته لتركه الصلاة، أما قبوله فالحديث يدل على عدمه، وعلى فرض قبوله وأخذ الثواب عليه، فإن عقاب ترك الصلاة عقاب شديد، ويظهر ذلك فى الميزان يوم القيامة إن لم يكن عفوا من الله، فلنضع أمام أعيننا وفى قلوبنا قول الله سبحانه وتعالى، «فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) (الزلزلة)، وصدق الله العظيم.