أكد المخرج رءوف عبد العزيز أن مسلسل «قمر هادي» يحمل شكلا مختلفا على الدراما التليفزيونية المصرية بشكل عام من ناحية التركيبة الدرامية، والشكل، وطريقة السرد، والإخراج والطرح البصرى، مشيرا إلى أنه أثناء تقديمه لمثل هذه النوعية كان يدرك جيدا أن بها قدرا من الخطورة والمجازفة، لأنه دائما ما يقابل طرح أى شكل جديد فى الفن وجهتى نظر بين القبول والرفض. وأضاف أن تنفيذه لفكرة جديدة تأتى انطلاقا من رفضه فكرة الاستنساخ من أعمال أخرى، لكون هذا الأسلوب لا يمت للفن بصلة، لكن هذا لا يعنى أيضا أنه ضد الاستلهام أو التأثير الخارجى لأنه الطبيعى أن يتأثر الفنان بأى شىء، مثل الموسيقى التى يسمعها منذ صغره فهذا عادى، ولكن هناك فرقا بين الاستلهام والاقتباس، ولهذا فهو يرفض فكرة التحول لماكينة زيروكس وأن تتحول الأعمال الفنية لاقتباسات سواء من بعضنا أو من الخارج، لتكون النتيجة صورة أقل من الأصل. أوضح ل«الأهرام المسائي» أنه على الرغم من أنه يعتبر مسلسل «قمر هادي» تشويقيا نفسيا، غير أنه لا يفضّل تعريف العمل لرغبته فى أن يترك الجمهور يقول رأيه، مشيرا إلى أن قضية المسلسل تعتمد على ثلاثة عناصر، الأولى هى إثارة فضول المشاهد والثانية العمل على إبهاره من ناحية المستوى التقنى فى الصورة والإخراج والموسيقى والتقنيات، والثالث هو اللعب على المشاعر. وأشار إلى أن الحلقات الأولى حملت عدة ألغاز مثل الخرزة الزرقاء التى ظهرت فى الأحداث ولها مدلولها الخاص والتى ستتضح خلال الحلقات المقبلة، أما بالنسبة لظهور القمر عدة مرات فى الحلقات فهو مقصود بالإضافة لسماع البطل آية من «سورة القمر» عندما كان يشترى السجائر من الكشك خلال الحلقة الأولى، على أن يستمع فى كل حلقة آية من سورة القمر فى عدة أوضاع مختلفة خلال كل حلقة، ثم سنكتشف فى نهاية الحلقة أن الصورة لها رمزية بالحلقة ومرتبطة بها مثل «اقتربت الساعة وانشق القمر» فى الحلقة الأولى ولها علاقة بالدراما والمغزى من الآية قرار البطل أن ينتحر فى ليلة اكتمال القمر، وخرج من المنزل فى حالة انهيار. وأشار إلى أن هذا المسلسل من أصعب الأعمال التى قدمها على مدار مشواره الفنى، لأنه مرهق للغاية، موضحا أن المسلسل لم يتطلب السفر للخارج، لكن رغم التصوير فى القاهرة إلا أنه كان صعبا لأنه كان يبحث عن الأفضل، مؤكدا أن لعنصر الموسيقى عاملا أساسيا فى سياق الأحداث، ومن هنا جاءت استعانته بالعمل مع الموسيقار محمد ناصف فى أولى تجاربه فى الدراما التليفزيونية، وأرى أنه سيكون له مستقبل واعد لأنه موهوب.