أكثر من20 ألف مواطن من أبناء قرية حرارة التابعة لمجلس مدينة حوش عيسي, تحاصرهم مياه المجاري والمحافظة في موقف المتفرج. يستيقظ بعضهم من نومه فيكتشف أن المجاري قد طفحت داخل حجرة نومه. وأنه لا يستطيع السير في منزله إلا فوق الحجارة والطوب, وإذا لم ينتبه لموضع قدمه جيدا قد يجد نفسه غارقا في المياه, يستحيل عليه دخول حمام منزله, فيلجأ إلي مسجد القرية لقضاء حاجته, وقد تمتد معاناته لأيام حتي يتمكن من تدبير تكلفة استئجار سيارة الكسح لشفط المياه, التي لا تلبث أن تعاود مرة أخري. عن مشكلة أبناء القرية يوضح محمود عبدالحميد بركات(25 سنة) بكالوريوس خدمة اجتماعية, أن قرية حرارة يقطنها أكثر من5 آلاف أسرة, وبسبب الزيادة السكانية المطردة وعدم وجود أرض فضاء, قام معظم الأهالي بهدم منازلهم القديمة وبناء أخري ذات3 طوابق فأكثر حتي يمكن لأبنائهم الاستقرار بها, ومع الاستهلاك المتزايد من المياه بدأت المشكلة في الظهور, وتسربت مياه الصرف من خزانات المنازل إلي التربة التي تشبعت بها ليظهر الرشح في الجدران, وتطفح مياه المجاري في المنازل ذات المنسوب المنخفض. ويضيف: استبشر أهالي القرية خيرا عندما علمنا بأنه تم إدراجها ضمن خطة الصرف الصحي, وكم كانت سعادتنا عندما قامت الشركة المنفذة بجلب معداتها والبدء في تنفيذ شبكة الانحدار, لكن للأسف لم تدم أوقات السعادة طويلا, فالشركة( فص ملح وذاب) حيث قامت بسحب جميع معداتها, وتوقف العمل منذ نحو عام. ويوضح أن المشكلة تكمن في تعطل شبكة الصرف الذاتية في أثناء تنفيذ شركات المقاولات لأعمال الحفر, وكانت النتيجة أن طفحت مياه المجاري في الشوارع مرة أخري. يلتقط طرف الحديث أحمد فرج موسي فيؤكد أن المشكلة فاقت كل الحدود حيث يفاجأ البعض عند الاستيقاظ من النوم بمياه المجاري وقد تسربت إلي غرف النوم وتراكمت بالحمام, وعليه نسرع للبحث عن جرار أو سيارة كسح لشفظ المياه, وندفع له مقابل الحمولة الواحدة مبلغ51 جنيها, وما هي إلا أيام حتي تعاود المياه في الظهور, حتي إن الكثيرين يضطرون إلي كسح خزانات منازلهم3 مرات شهريا, ويتساءل: كيف لموظف بسيط علي المعاش أو عامل أن ينفق70 جنيها شهريا علي سيارات الكسح؟!