الائتلاف هو البوابة السحرية للهروب, وهو يعبر عن مجموعة توافقية الفكر والأهداف, تسعي وراء الصالح العام, هكذا كانت النظرة الأولي لبدء عالم الائتلافات في الظهور بالمجتمع المصري. قبل ان تتحول حاليا إلي سوق لا أحد يعلم عدده ولا أحد يعلم اهدافه ولا أحد يري خططا مستقبلية, فقط اصبح موضة يمكن ان يضم اعدادا لا تزيد علي100 فرد يشكلون معا ائتلافا, والائتلاف ظاهرة جديدة علي مجتمعنا المصري, ظهرت فور نجاح ثورة25 يناير وخرجت من رحم خلع حسني مبارك, ولا توجد في مصر ارقام حقيقية حول عدد الائتلافات الرسمية, بعد ان تحول الائتلاف عند بداية ظهوره من مجتمع سياسي إلي مجتمع أكبر يشمل ائتلافات تدعو لمطالب فئوية وأخري تدعو إلي مطالب تخص العقيدة وأخري اظهرت الانتماء إلي الحي الشعبي القاطنين به, وتحولت الظاهرة إلي ما يشبه ائتلافات علي كل شكل ولون. وباتت مصر تعيش حاليا سوقا من الائتلافات وهناك نماذج عديدة تعبر عن تلك الحقيقة فهناك نوع جديد من الائتلافات ظهر في الأسابيع الأخيرة لا يدعو للعمل السياسي بقدر اصلاح شأن المجتمع الصغير الذي يعيش به, وهو ائتلاف الاحياء المصرية, وظهر أكثر من40 ائتلافا بهذا الخصوص, يضم بين صفوفه ابناء المنطقة الواحدة, قد لايتجاوز عددهم حاجز ال100 شخص ولكنهم علي الفور يعلنون اقامة ائتلاف فيما بينهم ويطلقون عليه اسم الحي الذي يسكنون به, والمثير أيضا ان اشعار الائتلاف يتم اولا من خلال تأسيس صفحة بهم علي الفيس بوك الذي كان نقطة انطلاق الثورة المصرية, ومن هذه الائتلافات ائتلاف شباب العمرانية, وائتلاف شباب شبرا, وائتلاف شباب المطرية, وائتلاف شباب الزاوية الحمراء هذا في القاهرة الكبري, وخارجها هناك عدد آخر مثل ائتلاف شباب السلامون وائتلاف شباب رمانة, وائتلاف شباب السنطة, وائتلاف شباب ادكو, وائتلاف شعب كفر البطيخ, وغيرها من الائتلافات التي تعبر عن احياء شعبية التي ينتمون اليها, ويسعون من وراء تلك الائتلافات ايضا لأن يكون لهم دور في انتخابات عضوية مجلس الشعب المقبلة خاصة مع تخفيض سن المرشح إلي25 عاما. والاهتمام الأول لهم حاليا وفقا لاعلان ظهورهم هو محاربة زيادة الاسعار التموينية ومساعدة رجال الشرطة في السيطرة مرة أخري علي الأحياء الشعبية. وتوجد فئة أخري من الائتلافات وهي ائتلافات ظهرت علي خلفية المطالب الفئوية الخاصة بزيادة الرواتب والحوافز فيما يخص مهنا بعينها, وهي ائتلافات تأخذ شكلا عاما يضم ابناء المهن الواحدة, مثل ائتلاف شباب الاطباء والائتلاف العام للمعلمين الشرفاء وائتلاف الأطباء البيطريين وائتلاف انا صيدلي, وظهرت فئة ثالثة جديدة وهي ائتلافات شعارها الذي ظهرت من خلاله والبوابة التي عرفوا منها طرق العمل العام وهو تقديم الخدمات العامة الخاصة بالديمقراطية ودعمها مثل ائتلاف شباب حقوق الانسان, وائتلاف المدني الديمقراطي بالإسكندرية وائتلاف تنمية مصر وائتلاف الكرامة وائتلاف المصري الحر وائتلاف الصوت الحر. وهناك ائتلافات ظهرت عبر الفيس بوك أيضا تنتهي إلي فصيل ديني مثل ائتلاف الإسلامي المصري وائتلاف الاقباط وتتحدث عن حقوق تعود إلي عقيدة كل منهم يطلبون توافرها في الدستور الجديد المنتظر اعداده فور انتهاء انتخابات مجلس الشعب. وبالعودة إلي تاريخ تأسيس الائتلافات يظهر الفارق الكبير بين ائتلافات ما بعد خلع رئيس الجمهورية السابق, وما بين ائتلافات الأيام الأخيرة, فبعد11 فبراير ونجاح الثورة المصرية ظهرت ائتلافات سياسية في المقام الأول مثل ائتلاف شباب الثورة, وهو ائتلاف سعي إلي جمع اكبر عدد ممن شاركوا في ميدان التحرير, وائتلاف آخر هو ائتلاف شباب25 يناير, والذي جري تسميته علي تاريخ توقيت بدء الثورة المصرية, وائتلاف رابع هو ائتلاف مصر الثورة وائتلاف مجلس ائتلاف الثورة, وائتلاف ثوار مصر وغيرها من الائتلافات التي لم يزد عددها في أول شهر ما بعد تنحي حسني مبارك علي20 ائتلافا فقط, قبل أن تنفجر الظاهرة وتتضاعف الأرقام بعشرات الائتلافات, وتنضم اليها فئات أخري. في غضون ذلك أجمع خبراء أن وجود الائتلافات أمر لا يمكن رفضه إلا أنه يتحول إلي قنبلة موقوتة إذا لم يتم التوافق بين الائتلافات لأنها في هذه الحالة تتحول إلي فرصة سانحة لاعداء التغيير حتي يربحوا منها علي حساب المطالب الفئوية بدلا من المطالب الثورية والوطنية التي كان يرفعها صانعو الثورة.