ستظل »أسوان» واحدة من المحافظات السياحية التى ينتظرها مستقبل كبير فى مجال السياحة العلاجية الاستشفائية حتى وإن لم تُستغل مقوماتها بعد .. وستظل أسوان تشدو بما تملكه من مخزون طبيعى كالرمال والأعشاب التى تشفى المرضى بإذن الله بعيدا عن المواد الكيميائية وصداع الأدوية وآثارها الجانبية , ولكن مع هذا سيبقى السؤال المعتاد مطروحا وهو إلى متى ستظل السياحة العلاجية فى دُرة المشاتى وعاصمة الثقافة والاقتصاد والشباب الإفريقى مهملة تبحث عن الاهتمام ؟ الخبراء أجابوا عن هذا السؤال فى كلمة واحدة هى »الاستثمار » ، وطالبا الدولة بتيسير إجراءات إقامة مشروعات السياحة العلاجية وتحديد المناطق الصالحة منها بالتنسيق بين الجهات المعنية، وأجمع الخبراء على أن طبيعة أسوان ونقاء واعتدال طقسها تكفى لكى تحتل المرتبة الأولى حتى فى مجال سياحة النقاهة والأمراض النفسية . ويقول صلاح حسين ظافر خبير سياحىإن السياحة العلاجية تمثل 10% من حركة السياحة العالمية ، حيث يتجه معظم القاصدين نحو دول شرق آسيا رغم أن إمكانات هذه الدول لا يمكن مقارنتها بما تملكه مصر عامة وأسوان خاصة من مقومات ، وطالب بأن يكون هناك ترويج مناسب لإمكانيات الجنوب الطبيعية التى لا مثيل لها فى العالم مشيرا إلىضرورة تسهيل إجراءات إقامة منتجعات السياحة العلاجية الاستشفائية سواء بمدينة أسوان الجديدة أو بالبر الغربى ، لافتا إلى أن الرمال تعد من أبرز عناصر السياحة العلاجية وتلعب دورا كبيرا فى علاج العديد من الأمراض من خلال » الطمر » و« الدفن » فى توقيتات محددة تعتمد على الحالة المناخية وارتفاع نسبة الأشعة فوق البنفسجية. ويشير عبد الناصر صابر مرشد سياحىإلى ضرورة استنباط أنماط جديدة من السياحة العلاجية والاهتمام بها ومنها سياحة التأمل أو اليوجا , مشيرا إلى أن هناك شركات سياحية اقتحمت هذا المجال وتنفذه حاليا بشكل فردى فى مصر ،الأمر الذى يحتاج إلى تعميم هذه التجربة , وطالب باهتمام وزارة السياحة بالترويج للسياحة العلاجية فى أسوان نظرا لأن هذا النمط يتم استثماره فى دول سياحية أخرى لا تملك أىمقومات طبيعية مثلما هو الحال فى مصر موضحا أن أعدادقليلة من السائحين تحرص على اللجوء إلى حمامات الطمر بالرمال فى الفترة من مارس إلى شهر أكتوبر ، وهى الفترة التى تشتد فيها أشعة الشمس ، حيث يشرف عليها بعض خبراء العلاج الطبيعى من خلال برامج معدة بأسس علمية. ويتحدث محمد صبرى سرور من السياحيين بأسوان قائلا إن مقومات السياحة البيئية فى مصر ذات قيمة علاجية كبيرة بفضل مواردها الطبيعية التى تتمثل فى الطقس الدافئ الجاف بجانب العديد من العيون المعدنية والكبريتية والرمال السوداء التى تتميز بخواص استشفائية خاصة فى سفاجا بالبحر الأحمر وأسوان والواحات وشبه جزيرة سيناء مشيرا إلى أن أسوان تتمتع بشهرة واسعة فى مجال السياحة العلاجية خارجيا وداخليا ، حيث تعد مقصدا مهما للراغبين فى العلاج من أمراض مثل الروماتيزم والالتهاب الشُعبى والربو والتهابات الكلى المزمنة ، لافتا إلى أن هناك مركزا طبيعيا استشفائيا بقرية غرب أسوان يباشر العلاج بالرمال ، حيث يتم من خلال دفن المريض فى الرمال عدا رأسهفى الفترة إما قبل الشروق أو الضحى وقبل الغروب وعقب ذلك يتم لف جسده وتناوله مشروبات دافئة مثل القرفة ويمنع المريض من شرب المياه لمدة لا تقل عن ساعتين ، كما يمكن لمريض الجلدية أن يمشى على الرمال الرطبة لمدة ربع الساعة لمدة تتراوح ما بين الأسبوع والثلاثة أسابيع وسيشعر بالتحسن. ويؤكد أن الواقع يشهد بأن الاستفادة من هذه المقومات الأسوانية لا ترتقى لطموح الأسوانيين على الإطلاق ،وطالب بالسعى نحو إنعاش السياحة العلاجية وعدم التوقف عند نمط سياحة الآثار فقط ، مشيرا إلى أن نقوش جدران المعابد تحكى أن المصريين القدماء قد أحسنوا استغلال مقومات الطبيعة فى علاج بعض الأمراض المزمنة سواء عن طريق الرمال أو من خلال الأعشاب الطبيعية وتواصل ذلك فىأسوان حتى اكتسبت شهرة عالمية بعد أن كانت سببا فى شفاء الأغاخان الكبير الذى عجز أعظم أطباء العالم عن علاجه من الروماتيزم وعالجه شيخ نوبى بالدفن فى رمال البر الغربى . ويطالب أحمد شامبو باستثمار السياحة العلاجية الطبيعية فى أسوان ، ويقول إن هذا النمط السياحى يسعى إليه آلاف السائحين فى أوروبا ولكن للأسف فإن الترويج لها فى مصر ضعيف ، مشيرا إلى أن غرب سهيل النوبية تحولت إلى قرية بيئية مستدامة منذ 15 عاما وأصبحت بعدها مقصدا رئيسيا من المقاصد السياحية فى أسوان ،خاصة ذ أنها تتميز بالطبيعة الرائعة التى تحيطها غربا ، كما تتميز برمال منطقة بربر التى يتم دفن الراغبين فى رمالها لعلاج بعض الأمراض الجلدية والروماتيزمية.وأكد اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان أن المحافظة تسعى نحو التعاون مع الهيئات والكيانات السياحية للتسويق والترويج الجيد للمقومات التى تتمتع بها وعاصمة الثقافة والاقتصاد والشباب الإفريقى ، مشيرا إلى أن هناكدعما كبيرا للأنماط السياحية بعيدا عن السياحة الأثرية والثقافية ، ومن هذه الأنماط سياحة المؤتمرات والمهرجانات والسياحة العلاجية والرياضية . وأوضح أن هناك توجها نحو إنشاء مراكز طبية أخرى فى مجال علاج الأورام وغيرها من أجل زيادة معدلات الإقبال على هذا النمط السياحى الذى أنعشه بكل تأكيد مركز جراح القلوب العالمى الدكتور مجدى يعقوب .