يعد البر الغربى لمدينة الأقصر من أكثر المناطق ثراء بالآثار وأشهرها حيث يحتوى هذا الجانب من المدينة على أكثر من اثنى عشر موقعا أثريا شهيرا مثل معبد الملكة العظيمة حتشبسوت والمعروف بالدير البحرى ومعبد الرامسيوم للملك رمسيس الثانى أحد أشهر ملوك مصر على الإطلاق ومعبد والدة سيتى الأول ومعبد هابو للملك رمسيس الثالث والذى يعد آخر أقوى ملوك عصر الرعامسة فضلا عن معبد دير المدينة والمعبد الرومانى والمعروف بدير شلويط نظرا لاستخدامه كدير فى العصر المسيحى،بالإضافة إلى بقايا المعبد الجنائزى للملك أمنحتب الثالث والذى يقع فيه التمثالان العملاقان المعروفان بتمثالى ممنون من قبل اليونانيين حيث لايزال هذا الاسم يطلق على التمثالين حتى الآن وكذلك العديد من المقابر مثل مقابر وادى الملوك التى اختيرت من قبل اليونسكو كواحدة من مواقع التراث العالمي ومقابر الملكات التى يوجد بها مقبرة نفرتارى ومقابر النبلاء وعلية القوم وما تحتويه من آيات النحت والتصوير،بالإضافة إلى مقابر للعمال، وتتناثر هذه المواقع الأثرية الفريدة بجانب بعضها البعض على امتداد خمسة كيلومترات. وبهذا الكم الهائل من الآثار الذى تحتويه منطقة البر الغربى بالأقصر يعد من أكثر الأماكن المفضلة للسائحين من مختلف الجنسيات، وقد نال غرب الأقصر قدرا من التنمية السياحية والاهتمام. ولكن لاتزال المنطقة تحتاج إلى المزيد من خطط التنمية السياحية لتحقيق معدلات أعلى من الاستفادة وهذا ما يؤكده عدد كبير من السياحيين بالأقصر . يقول أيمن أبوزيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية بالأقصر إنه لم يتم حتى الآن الاستفادة الكاملة مما تملكه الأقصر من مقومات تراثية غير قابلة للمنافسة،مشيرا إلى أن البر الغربى لايزال يحتاج إلى خدمات كثيرة مثل وجود الكافيتريات السياحية الراقية،فمثلا منطقة وادى الملوك لا يوجد بها كافيترياعلى الإطلاق،فيما تحتاج مقابر النبلاء إلى «تندات« لتحمى السائحين من حرارة الشمس صيفا كما يجب رفع كفاءة الطريق الغربى الممتد من غرب الأقصر إلى مدينة دندرة بقنا لمسافة 50 كيلو مترا تقطعها السيارة فى أربعين دقيقة مما يترتب عليه تحقيق قدر أكبر من التنمية لكلتا المدينتين ويوفر الوقت أمام السائحين ويعطيهم فرصة التنقل بين كلا الجانبين الغربى والشرقى وليس الشرقى الزراعى فقط المليء بالمطبات والذى يعد من معوقات السياحة فى الأقصر مع رفع مستوى البيئة المبنية على الطريق الغربى وتوفير الخدمات الأمنية به وفتحها أمام السياححيث انه مغلق أمام الحافلات السياحية. وأشار إلى ضرورة إعطاء أولوية للطرق وتوفير المناخ المناسب للسائح للاستمتاع برحلته كفتح بعض المواقع الأثرية بعد الخامسة مساء لتفادى حرارة الجو الحارقة صيفا،لافتا إلى أن السياحة صناعة حساسة تحتاج الى فكر متجدد وتضافر للجهود حتى تواكب المدينة متطلبات العصر.ويقول مصطفى رفاعى نقيب المرشدين السياحيين بالأقصر إن البر الغربى للأقصر يحتاج إلى وضع كاميرات مراقبة بالمواقع الأثرية، فضلا عن مراسى نيلية مؤهلة لاستقبال السياح من ذوى الاحتياجات الخاصة حيث إن هذا النوع من السياحة فى ازدياد ولكنه يحتاج إلى خدمات وعدد من المتطلبات، فضلا عن استحداث أنماط سياحية جديدة بالمدينة وهو ما يحتاج إلى مزيد من التعاون بين مؤسسات القطاع السياحى. ويضيف الطيب عبدالله نقيب المرشدين السياحيين الأسبق أن البر الغربى يوجد به صناعة الألباستر اليدوى والتى تتميز به الأقصر عن غيرها من المدن السياحية المصرية الأخرى ولكن تحتاج الصناعة الى دعم لدفعها إلى المنافسة عالميا والتقليل من استيراد العاديات السياحية المستوردة وجعل المنتج الأقصرى فى المقدمة حيث يوجد بالبر الغربى عدد كبير من الفنانين والنحاتين العالميين والمتخصصين فى الفنون الفرعونية ويجب استغلالهم الاستغلال الأمثل قبل اندثار هذه الصناعة المهمة.