«يا هانى يا حيانى» لا يمكن أن تتذكر هذا الإفيه بدون أن تتذكر الفنان الراحل محمود الجندى ومشهد التنويم المغناطيسى الشهير فى مسرحية «البرنسيسة»، الذى يستدعى فيه الفنان الراحل محمد متولى الفنان سمير فريد الذى يقوم بدور منوم مغناطيسى لكى يكشف حقيقة هانى الحيانى، الجندي، قبل أن يستولى على قلب «البرنسيسة» الفنانة ليلى علوى، فيتحول المشهد إلى واحد من أشهر المشاهد الكوميدية فى مسرح القطاع الخاص. «البرنسيسة» إنتاج عام 1984، وفترة الثمانينات تعتبر من الفترات المهمة فى حياته الجندى المهنية وشهدت مرحلة تألقه خاصة على مستوى المسرح، ودوره فى «البرنسيسة» يعتبر من أهم الأدوار التى قدمها فى هذه الفترة فعلى الرغم من أنه لا يعتبر البطل الرئيسى للمسرحية التى كان بطلها فاروق الفيشاوى إلا أن دور هانى الحيانى المغنى الشعبى الصعلوك الذى يحاول استغلال فهلوته فى الإيقاع بسماح الجميلة الثرية بالاتفاق مع خادمها الذى يقوم بدوره سيد عزمى، يعتبر من الادوار التى فرضت نفسها فى المسرحية وحقق نجاحا كبيرا، حيث شكل مع محمد متولى وسيد عزمى ثلاثى كوميدى رائع استطاع أن يجتذب الضحكات بسهولة من الجمهور بالصراع الكوميدى بينهم والحضور القوى للثلاثى على خشبة المسرح. ولا تعتبر هذه هى المرة الأولى التى يتحول فيها اسم الشخصية التى يقدمها محمود الجندى على المسرح إلى «إفيه» كوميدى شهير، فمنذ أن بدأ العمل فى عالم الفن وشارك مع الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس فى بطولة مسرحية «إنها حقا عائلة محترمة» فى 1979 بشخصية الابن الجامعى نور الدين أبو الفضل تحول اسم «نور» إلى إفيه نتيجة للطريقة الكوميدية التى كان ينطق بها فؤاد المهندس الاسم فى المسرحية وهو يحاول إقناع الابن بشىء هو غير مقتنع به فينطقه بهذه الطريقة «أانووور»، وتألق الجندى بأدائه أمام العملاق الراحل وفى شخصية الابن المثقف الذى يحاول التمرد على سلطة الأب ويجادله الحجة بالحجة. وتكرر النجاح الذى حققه مع فؤاد المهندس مرة أخرى فى مرحلة لاحقة عندما شارك معه للمرة الثانية فى مسرحية «علشان خاطر عيونك» 1987 التى شاركتهما فيها النجمة شريهان وضمت المسرحية العديد من المشاهد الكوميدية المعتمدة على سوء الفهم و الطرق المختلفة فى تفسير الكلام، ويعتبر من أشهر المشاهد الكوميدية فى المسرحية عندما تحاول رزة، شريهان، إقناع مراد، الجندي، بأن يخطو سبع مرات فوق حجاب المحبة الذى وضعته أسفل السجادة دون أن يدرى فتختلق الحجج لتنتقل فى أرجاء الغرفة وتجذبه إليها أكثر من مرة. وقدم الجندى عددًا كبيرًا من المسرحيات فى مسرحى القطاع الخاص والعام أيضا ومنها «شبورة» و«باللو» و«طرائيعو» إخراج سمير العصفورى و«عيب يامحترم» مع المخرج أحمد البدرى، و«حالة طوارىء» مع المخرج السيد راضى، و«اللى عايزنى يجينى» لرزيق البهنساوى، ومحدش يقدر عليهم» و«مبروك» لشاكر عبد اللطيف و«ايه اللى حصل فى شهر العسل» لمجدى الابيارى، و«الرعب اللذيذ» لحسن عبد السلام، و«زواج البنات» لعبد الغنى زكى، و«المليم بأربعة» و«بحبك يا مجرم» و«تتجوزينى يا عسل» لجلال الشرقاوى، و«ست الحسن» لعبد الرحمن الشافعى و«عائلة الفك المفترس» لأشرف زكى و«حلاق بغداد» لهناء عبد الفتاح و«شىء فى صبرى» لعصام السيد و«سى على وتابعه قفه» لمراد منير، وشارك فى مسرحية «اللى بنى مصر» مرتين. وكانت أخر مرة يقف فيها الجندى على خشبة المسرح مع فرقة المسرح القومى فى عرض «اضحك لما تموت» العام الماضى.