مشوار طويل من الغناء سطّرّه المطرب الكبير على الحجار، الذى طرح مؤخرا الأغانى الأولى من ألبومه الجديد «لو عاوز»، ليعود إلى الساحة الغنائية من خلال طريقة جديدة اتبعها تتناسب مع الشكل الحالى لسوق الأغنية. حيث يؤكد الحجار فى حواره مع «الأهرام المسائى» أن الإنترنت أصبح الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام أى فنان يرغب فى نشر أعماله الفنية، فى وقت لم يعد موجودا إلا عدد قليل من القنوات الغنائية التى تطلب أموالا طائلة لعرض الأغانى، وكذلك بعض القنوات الخليجية الأخرى التى التفتت لأهمية عرض الأغانى، كما تحدث عن شروطه للعودة إلى التمثيل، ومصير الدويتو الذى قدمه مع المطرب مدحت صالح، ومشروع إعادة توزيع أغانيه القديمة، ورباعيات صلاح جاهين، واستعداده لإقامة معرض لوحات تشكيلية بعد غيابه عن الحركة التشكيلية لفترة طويلة. أصبحت حريصا خلال الفترة الأخيرة على طرح أغانيك عبر قناتك الرسمية على اليوتيوب، هل أصبحت ترى أنه الحل الأفضل لكل صناع الأغنية حاليا؟ بالتأكيد فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى هي الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام أى فنان يرغب فى نشر أعماله الفنية، بعد أن توقف بيع الأسطوانات وأشرطة الكاسيت، وأغلقت شركات الإنتاج الفنى مكاتبها، وتوقفت الإذاعة عن الإنتاج وأصبح لا يوجد برنامج واحد فى أى قناة تليفزيونية يقدّم من خلاله أغانى المطربين المصريين، فى المقابل نرى قنوات كبيرة مثل روتانا طرب وروتانا خليجية وروتانا كليب وغيرها من القنوات الخليجية التى انتبهت لأهمية الأغنية وضرورة توظيف المطرب ليكون سفيرا لبلاده. معنى ذلك أن مواقع التواصل الاجتماعى باتت الحل أمام المطربين لانتشار الأغنية ورواجها؟ دعنا نتفق أنه حتى وإن كان هناك بعض السلبيات التى تشوبها، إلا أنه لا أحد يستطيع أن ينكر أنها هى المصدر الأهم لنشر الأغانى ورواجها، وحتى الآن لم نر بديلا لها، بدليل أنها هى الشغل الشاغل للناس بعد الحديث فى السياسة وأحوال المجتمع، وفى أوقات كثيرة يستخدمون مقاطع من الأغنيات للإشارة إلى أحوالهم الاجتماعية والعاطفية والنفسية أيضا. أشرت فى السطور السابقة إلى إغلاق مكاتب شركات الإنتاج وتوقف الإذاعة هل لهذه الأسباب اتجهت إلى الإنتاج لنفسك؟ الحقيقة أنه أمر ليس بجديد على، فمنذ عام 1981 وأنا أنتج أغنياتى المنفردة وكذلك ألبوماتى ثم أبيعها إلى أى شركة تمتلك سجلا تجاريا وقدرة على التسويق، ليصل عدد الألبومات التى أنتجتها إلى أكثر من 20 ألبوم نجحت معظمها، ويرجع ذلك إلى رغبتى الدائمة فى أن أكون حرا فى اختياراتى لنوعية الأغانى التى تناسب معى، ومن خلال اتباعى هذا الأسلوب قدمت ألبومات «اعذرينى، الأحلام، متصدقيش، فى قلب الليل، تيجيش نعيش، أنا كنت عيدك، لم الشمل، زى الهوى، لسه الكلام، رمى رمشه»، وغيرها، أما الأعمال التى لم أنتجها لا تزيد علي 6 ألبومات، ومؤخرا أنشأت الاستوديو الخاص بى وشركة إنتاج لا يزيد عمرها علي 9 سنوات. هل أصبح طرح الأغانى بطريقة السينجل ضمانا لانتشار الأغنية بشكل أكبر بالنسبة للمطرب؟ يوجد قناتان أو ثلاث فى مصر متخصصة فى إذاعة الأغانى المصورة «الفيديو كليب»، ولكن بمقابل مادى كبير، وبما أن المطرب لن يستفيد ماديا أو معنويا من طرح الألبوم كاملا على أسطوانات أو أشرطة، فليست هناك ضرورة لطرحه كاملا على مواقع الإنترنت، وهو ما أدى طريقة السينجل التى تعتمد على طرح أغنية واحدة كل فترة، وهو ما يعيدنا لزمن كانت تؤدى فيه أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومعظم المطربين الكبار أغنية واحدة جديدة كل عدة أشهر. هل لهذا السبب اتبعت الطريقة نفسها فى طريقة طرح ألبومك الجديد؟ نعم بالفعل أصدرت قبل نحو شهر ونصف على مواقع الإنترنت ثلاث أغنيات من ألبومى الجديد «لو عايز» بطريقة السينجل، وهي «قبل ما تواعد، إنت المدد، ليه الطريق»، لتستمر كل أغنية من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تكتمل أغانى الألبوم الذى يصل عدده إلى 12 أغنية، على أن أقيم بعدها حفل توقيع الألبوم وتوزيع الأسطوانات كإهداء للأصدقاء. لكن بماذا تفسر حالة الانتعاش الغنائى خلال الفترة الأخيرة فى مقابل تراجع سوق الأغنية؟ تقييمى لهذا الانتعاش هو أن الكم يغلب الكيف، كما أن هناك ترتيبا لأولويات الناس فى الاستماع للأغانى وهو كالآتى، الأغنية الشعبية وعلى مستوى كل الأوساط الاجتماعية، ثم أغانى المهرجانات ويأتى بعد ذلك المرحلة الثالثة باقى المطربين والنجوم. ماذا عن الدويتو الذى يجمعك بالمطرب مدحت صالح؟ انتهينا أنا والفنان الرائع مدحت صالح من التسجيل الصوتى للدويتو وهو بعنوان «شبّك يا مصرى إيديك» تأليف محمد حارس، ألحان إبراهيم نصير، وتوزيع أسامة كمال، وفى انتظار تصوير الكليب قريبا بإذن الله. أعدت قبل فترة توزيع أغنية «على قد ما حبينا»، هل من الممكن أن تعيد تقديم هذه التجربة؟ بالفعل أعدت توزيع أغنية «على قد ما حبينا» التى قدمنى بها الموسيقار بليغ حمدى للجمهور، وهى كلمات عبد الرحيم منصور وأعاد توزيعها العبقرى أشرف محروس، وأعتزم إعادة توزيع أغنية أو اثنين مع كل ألبوم جديد، كما سأقوم بإعادة عدد كبير من الأغنيات التى أحب أن يستمع إليها جيل الشباب، ولم يعاصروها، مثل «أنا كنت عيدك، اعذرينى، عنوان بيتنا، كان إحساسى صحيح، الليلة ليكى، من غير ما تتكلمى، فى قلب الليل، لسه الكلام، تيجيش نعيش، متغريناش، عم بطاطا»، وبعض الأغانى من تترات المسلسلات مثل «اللى بنا مصر، المال والبنون، ذئاب الجبل، مسألة مبدأ، الليل وآخره، الرحايا، حدائق الشيطان، الأيام»، إضافة إلى رباعيات صلاح جاهين التى غنيتها من قبل، ألحان الشيخ سيد مكاوى، وأعلم أن هذا الجيل من الشبابسيحب الاستماع إليها إذا ما تم تسجيلها الآن للتطور الكبير الذى حدث فى طريقة التسجيل والمكساج والمونتاج الحديث. على ذكر جيل الشباب كان والدك حريصا على اكتشاف أصوات وتقديمها للساحة, هل من الممكن أن تكمل هذا المشوار؟ منذ عامين قدمت دعوة خلال موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لكل من يجد فى نفسه موهبة الغناء أو العزف أو الشعر ليتقدم بها إلى أنا وفريق العمل، والحمد لله وصلنى عدد كبير من المواهب الجيدة جدا يقدر بالمئات، ومن وقتها أقدمهم على المسرح فى حفلاتى الشهرية بساقية الصاوى، وأستضيفهم فى صالون فنى ثقافى يعقد عندى بشكل دورى، كما عرضت فيديوهات عديدة على مواقع التواصل على الإنترنت لهذه المواهب الرائعة سواء من الحفلات الغنائية أو من الصالون الفنى، كما أنشأت منذ 6 سنوات مدرسة لتعليم الغناء والعزف على جميع الآلات الموسيقية فى الأستوديو الخاص بى ولا أتقاضى أجرا عنه لأننى كنت أرى والدى إبراهيم الحجار يقوم بهذه المهمة، ويكون سعيدا بذلك رغم أنه لا يتقاضى أجرا من تلاميذه. وماذا عن تجربة التمثيل وهل عرضت عليك أعمال للعودة سواء من خلال المسرح أو الدراما أو السينما؟ دائما ما تعرض علىّ أعمال مسرحية كثيرة، لكننى أنتظر عملا يكون مرصودا له ميزانية محترمة تليق بالمسرح الغنائى المتطور الذى نراه يحدث فى العالم أو على الأقل نكون قريبين من هذا التطور إلى حد ما. ما هى أعمالك الفنية المقبلة؟ أنتظر منذ أكثر من عام بدء تصوير الجزء الثانى من مسلسل «حدائق الشيطان» سيناريو ناصر عبدالرحمن، وإخراج حسنى صالح. لماذا لم تشارك بإبداعاتك فى الساحة التشكيلية رغم أنك خريج الفنون الجميلة؟ رغم انشغالى بمشروعى الغنائي، لكننى أقوم حاليا بتحضير لوحات تشكيلية حول رباعيات صلاح جاهين التى قمت بغنائها وبإذن الله سيكون هذا المعرض فى إحدى قاعات الأوبرا أو ساقية الصاوى لأننى أنتوى غناء هذه اللوحات «الرباعيات» أثناء عرضها للجمهور مباشرة.