عقد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، أمس، بمقر مجلس الوزراء، جلسة مباحثات موسعة، مع عادل عبد المهدي، رئيس وزراء العراق، والوفد الوزارى رفيع المستوى المُرافق له، بحضور عدد من الوزراء بالبلدين، وسفيرى مصر والعراق. وفى مستهل المباحثات، رحب الدكتور مصطفى مدبولى برئيس الوزراء العراقي، معرباً عن سعادته بأن تكون مصر هى أول دولة يزورها فى أول زيارة خارجية له منذ تولى منصبه. وأكد رئيس الوزراء العلاقات الوطيدة التى تربط بين مصر والعراق حكومة وشعباً، بالرغم من عدم وجود حدود مشتركة بين البلدين، حيثُ تخطت تلك العلاقة مسألة الحدود الجغرافية، إلى روابط تاريخية وثيقة طالما جمعت بين البلدين، بحيثُ كانت قوة الأمة العربية تقاسُ دوماً بقوة مصر والعراق، وثقلهما الإقليمى والعالمي. وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن الأمل يحدوه فى دفع العلاقات الثنائية بين البلدين بصورة قوية وسريعة تساهم فى تعويض ما فات، وتحقيق المأمول من هذه العلاقات الثنائية، لا سيما أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والعراق لا تزال أقل من طموحات شعبى البلدين، وهناك مساحة كبيرة للحركة يمكن استغلالها للوصول إلى المُستهدف.وهنأ رئيس الوزراء نظيرُه العراقى بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابي،الذى مثل عاملاً مؤثراً بالسلب على جهود التنمية بالعراق خلال الفترة الماضية، معرباً عن تطلعه لتعويض هذه الفترة، ومؤكداً سعى مصر الكامل شعباً وحكومة، لدعم الشعب والحكومة العراقية فى تحقيق التنمية والنمو الاقتصادى المنشود. وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة المصرية والقطاع الخاص، حريصون على المشاركة فى جميع الأنشطة الاقتصادية التى تُلبى طموحات العراق، حيثُ طرح مدبولى إمكانية إنشاء شركات مشتركة بين البلدين، باعتبارها تجربة ملهمة تم تطبيقها سابقاً، وستسهم فى تدعيم قدرات الشركات العراقية من جانب، وكذا الاستفادة من مرونة الحركة والتعاملات للشركات الوطنية فى العراق، بما يسهم فى تنفيذ مشروعات كبيرة ومهمة ومؤثرة، لافتاً إلى أن مصر نفذت العديد من التجارب من هذا النوع فى بعض البلدان الإفريقية بصفة خاصة، وآخرها مشروع لتنفيذ سد بتنزانيا، باستثمارات تبلغ نحو 3 مليارات دولار بتحالف مصري. ودعا الدكتور مصطفى مدبولى فى ختام كلمته، إلى اغتنام الفترة الزمنية القادمة قبل موعد عقد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق الشهر المقبل، والتركيز على عدد قليل من المشروعات للتعاون بشأنها، ليبدأ الاتفاق بشأنها والعمل على تنفيذها فوراً ووضعها على الطريق، مطالباً الوزراء من الجانبين بالعمل سوياً من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن هذا العدد المحدد من المشروعات والتركيز عليها وبحثها جيداً خلال الفترة المقبلة. من جانبه، أعرب عادل عبد المهدي،رئيس وزراء العراق عن سعادته البالغة بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذى لمسه والوفد المرافق له منذ وصولهم إلى القاهرة ، وشكر نظيره المصرى على العبارات الطيبة التى تعكس مشاعر ودٍ صادقة ورغبة حقيقية فى التعاون. وأشار عبد المهدى إلى أن العراق ومصر بلدان غير متجاورين، ولكن بينهما الكثير من الروابط العميقة، والعلاقات التاريخية، والثقافات المتقاربة، والمصالح المشتركة، لافتاً إلى أهمية اللقاءات الثنائية بين الجانبين فى التوصل إلى رؤية مشتركة واضحة، قابلة للتنفيذ، بصورة عملية، لتعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.