بعد ما يقرب من14 عاما من تعاونها مع الفنان عادل إمام في فيلم السفارة في العمارة تعود الفنانة داليا البحيري للوقوف أمام الزعيم في مسلسل فلانتينو المقرر عرضه في رمضان, وفي حوارها مع الأهرام المسائي كشفت داليا البحيري عن طبيعة دورها لافتة إلي أنه مختلف ويقدمها بشكل غير تقليدي موجهة الشكر للمخرج رامي إمام علي ترشيحه لها, ورفضت التعليق حول اعتذارها العام الماضي عن مشاركة الزعيم في مسلسل عوالم خفية الذي عرض رمضان الماضي, كما تحدثت عن تعرض مسلسل للحب فرصة أخيرة للظلم في الدعاية, وأسباب غيابها عن السينما, والمنظور المختلف الذي أصبحت تنظر من خلاله للأدوار..وتفاصيل أخري كشفت عنها في هذه السطور: تشاركين الفنان عادل إمام للمرة الثانية في مسلسل فلانتينو كيف ترين هذه المشاركة؟ الحقيقة أنه من الصعب جدا رفض العمل مع فنان بحجم عادل إمام فهو قيمة فنية كبيرة وشرف لأي فنان الوقوف أمامه, لذا أعتبر نفسي من المحظوظين بأن يجمعني عمل ثان مع الزعيم بعد فيلم السفارة في العمارة الذي قدمته قبل14 عاما, وكذلك مخرج العمل رامي إمام الذي عندما يرشح فنانا يعلم جيدا كيف يتم توظيفه بالشكل الذي يخدم العمل, ويقدر قيمة الممثل الذي يعمل معه. ما طبيعة دورك؟ ألعب دورنورا وهي فتاة بسيطة قادمة من مدينة طنطا حاصلة علي دبلوم صنايع ترتدي جلبابا وعباءة سوداء, وهي شخصية بعيدة عن طباعي تماما وأعتبرها جرأة وذكاء من رامي إمام مخرج العمل أن يقدمني في هذا الدور, غير التقليدي بالمرة فقلما يتم إسنادي لمثل هذه النوعية من الشخصيات, لأنه في العادي أظهر بدور الفتاة الأرستقراطية أو ذات منصب وجمال. هل معني ذلك أنك تعتبرين الدور بمثابة تحد لك؟ بالفعل تحد.. ولكن يجب ألا نغفل أنني سبق وقدمت دور شروق بائعة الورد في مسلسل بنت من الزمن ده, وعفاف في صرخة أنثي فكلتاهما ينتميان إلي بيئة أقل من المتوسطة, ولكن دوري في فلانيتنو يحمل جوانب مختلفة عنهما. وما هو المختلف؟ أعتقد اللمحة الكوميدية في طبيعة الشخصية التي ألعبها وظني أن رامي إمام رشحني بعدما شاهد سلسلة يوميات زوجة مفروسة لأن العمل كان يحمل حلقات فانتازيا تخلق مواقف كوميدية, فمثلا كانت الأسرة تستيقظ علي مغامرات منها أن الأم تبيع خضارا والأب لحام كوتش أو أن الحال تدهور بهم وتركوا الحياة الفارهة التي يعيشونها. علي الرغم من سعادتك بالتعاون مع الزعيم عادل إمام هذا العام إلا أنك لم تكوني العام الماضي علي نفس القدر من السعادة بعد أن اعتذرت عن المشاركة في مسلسل عوالم خفية ما السبب؟ بالفعل كنت مرشحة لدور في العمل ولم يحدث نصيب, وأتحفظ عن كشف الأسباب فالدور تم إسناده لزميلة ولا أحب الحديث عن أية تفاصيل في عمل تم تقديمه. قدمت مسلسل للحب فرصة أخيرة كيف تقييمين التجربة؟ سعيدة بهذه التجربة مع فريق عمل يضم المخرجة منال الصيفي والمؤلفة شهيرة سلام لأنها كاتبة حساسة خاصة في الجوانب التي تتعلق بالمرأة وتعرف كيف تضع يدها علي الوجع ومتمكنة في رسم الشخصيات التي كان لكل منها قصتها وكذا الأبطال فراس سعيد وأميرة العايدي والأبطال الشباب. ولماذا لم يحقق العمل الصدي المتوقع أسوة بأعمال أخري تعرض حاليا؟ للأسف المسلسل تعرض لظلم كبير في الدعاية الخاصة به وطريقة عرضه, كما كان لدي أزمة في أسلوب عرض العمل حيث واجهنا الكثير من الصعوبات, لأن الشركة المعلنة تم تغييرها لنسقط وسط هذه التفاصيل التي لم تخدم علي المسلسل. ما سبب عرض المسلسل علي جزءين؟ لا هو جزء واحد, وطبيعة الأعمال الدرامية التي تكون خارج شهر رمضان إما60 حلقة وتقدم علي جزءين أو45 وتذاع مرة واحدة, ولكن طريقة عرضه هي التي أحدثت الالتباس لدي المشاهد, فقد تعاقدت علي مسلسل جزء واحد من45 حلقة وتم تسليم الحلقات كاملة, ولكن ظروف العرض هي التي جاءت غير سليمة حيث تم إذاعة21 حلقة ثم بعدها ب4 أشهر تم عرض المسلسل كاملا, وهو ما أحدث لبسا لدي المشاهدين. لماذا كان هناك شد وجذب دائمان في العلاقة بين ليلي ومحمود بالعمل؟ ليلي لم تضع في حساباتها أن ترتبط برجل آخر بعدما ذاقت الأمرين من زوجها خيري مراد مكرم, الذي رفض حتي أن يمنحها حريتها ويطلقها وكل ما كانت تحلم به هو بيت يلم شملها وتنزوي بعيدا كي تعيش في سلام ما تبقي من حياتها فلم تكن تفكر في الارتباط بمحمود فراس سعيد, ولكن عندما وجدت منه المعاملة الطيبة عكس ما شهدته من قبل يقع كل منهما في حب الآخر, ولكن كلاهما ملتزم بالعديد من الواجبات تجاه أشخاص آخرين في حياتهما لذلك تظهر العديد من العقبات التي يحاولان تجاوزها. هل ترين العمل رسالة أمل أم جرس إنذار؟ الاثنان معا, فعلي المرأة أن تتسلح بالعلم والعمل لأنها لا تعرف إلي ماذا ستسوقها الأقدار, فالمسلسل ليس موجها ضد الرجل لأن هناك أزواجا يقدرون قيمة شريكة حياتهم. إلي أي نوعية أعمال تميلين لتقديمها التراجيدي أم الكوميدي أم التشويق؟ ليس إلي طبيعة عمل بعينه ولكن إلي الشخصية التي أظهر بها, فكلما كانت بعيدة عن طبيعتي وصفاتي الحقيقية كلما استمتعت بتقديمها, وأفضل الأعمال التي تحمل رسالة للجمهور حتي لو كان هدفها الإضحاك فهي رسالة في حد ذاتها, وإضحاك الناس ليس بالأمر السهل فهو أصعب من أن تبكيهم. لكن البعض يري أن الفن لا يجب أن نحمله أكثر من طاقته؟ أختلف مع ذلك تماما, فقد يكون الموضوع المقدم بسيطا ولكنه يحمل هدفا يصل لإدراك الجمهور, ودعني أسأل لماذا الفن قوي ناعمة؟!, فهو يرتقي بالأذواق ويحرك مشاعر الناس ويؤثر فيهم وقد يجعلهم يشعلون ثورات أو يغيرون قوانين, فإذا لم يكن للفن شأن كبير لما كان للفنان قيمة كبيرة. هل هناك تحضير لجزء خامس من يوميات زوجة مفروسة؟ هذه الفكرة مطروحة ووارد حدوثها ولكنها مؤجلة لارتباط فريق العمل سواء أنا أو خالد سرحان أو أحمد نور مخرج العمل بمشاريع فنية أخري. هل ترين أن المسلسلات عندما تعرض خارج دراما رمضان لا تحقق النجاح المطلوب؟ بالعكس, فعندما يذاع العمل خارج السباق الرمضاني ينال قدرا كبيرا من المشاهدة ويجد رد فعل من الجمهور وهذا حدث في أجزاء يوميات زوجة مفروسة, ولا أنكر أن لدراما رمضان بريقها, ولكن زخم المسلسلات في الشهر الكريم قد يجعل أعمالا لا تجد حظها من المتابعة. بعيدا عن الدراما التليفزيونية أين أنت من السينما؟ أشتاق لها.. السينما وحشتني وأتمني أن أعود لها, ولست أنا فقط البعيدة عنها ولكن هناك فنانات كثيرات لم تسند لهن أعمال علي الشاشة الفضية وظني أنه بسبب قلة الأفلام الجيدة, حيث تلقيت عروضا ولكن ليست بالمستوي الذي أرغب في الظهور به. هل معني ذلك أنك لم تصبحي مطلوبة سينمائيا؟ ليس هكذا, فهناك فنانون انقطعوا عن السينما لسنوات طويلة وعادوا إليها بشكل يليق بهم, والأمر له علاقة بمرحلة النضوج التي يمر بها الفنان بأن يعرض عليه نص مناسب في توقيت يكون مستعدا نفسيا, فمن الممكن أن يكون الفنان في مرحلة عمرية معينة تأتيه أدوار في التليفزيون بشكل أفضل له, وممكن أن يتحسن حال السينما في المستقبل. هل لديك حسابات في السينما؟ نعم لدي حسابات كثيرة تجعلني بعيدة عن السينما, فمن الممكن أن أكون دورا ثانيا ولكن من يكون النجم ؟ وما طبيعة العمل؟ وكذلك في البطولة الجماعية ولكن من هذه المجموعة؟ فهذه أمور أضعها في حسباني. هل ترين أن هناك شلة معينة هي المسيطرة علي الظهور في السينما؟ هذا ليس جديدا في عالم الفن وهذا ليس قاصرا داخل مصر فقط, فعندما يحقق فريق عمل نجاحا يكررون التجربة مع بعضهم لاستثمار النجاح السابق, ولذا لا يرون سوي أنفسهم فقط, طبيعة شخصيتي لا أبني علاقة صداقة مع أحد كي يرشحني لدور. هل مرحلة النضوج التي تعيشينها تفرض عليك محاذير في قبول أو رفض أدوار معينة ؟ مع الخبرة التي اكتسبتها تكونت بداخلي خطوط حمراء, وعندما تصل لهذه المرحلة يصبح معروفا في الوسط الفني ما الذي سيلقي قبولا لديك وما الذي سترفضه, فالأدوار تنادي أصحابها, فلست في حاجة لبذل مجهود لتعريف الصناع بهوية الأعمال التي أشارك فيها مثلما كان في الماضي. وما هي الخطوط الحمراء بالنسبة لك؟ تأتي في مرحلة قراءة العمل, فممكن كلمة أشعر أنها وجعت قلبي أو أثارت أذني فأرفض التلفظ بها خاصة في مسلسل يوميات زوجة مفروسة كنت حريصة علي مراعاة ذلك جدا لأن العمل يدخل كل بيت مصري ويشاهده كل الفئات العمرية, ولكن قد يختلف الأمر في السينما فمن الممكن أقول لفظا أو أقدم مشهدا لا أستطيع تصويره في التليفزيون. كيف تقييمين نجاح أعمالك؟ هناك أكثر من معيار نستطيع أن نقيم بها عملا ما, منها حجم مشاهدته ووقت عرضه وكذلك علي المنصات الإلكترونية المختلفة ومدي الجدل الذي يثيره علي مواقع التواصل الاجتماعي, وكذلك ردود الفعل مع الجمهور الذي تقابله في حياتك اليومية, ودعني أضرب مثلا بسلسلة يوميات زوجة مفروسة الذي حقق نجاحا فاق توقعاتي حيث وصلت نسبة مشاهداته علي يوتيوب إلي820 مليون مشاهدة أي أنه اقترب من المليار حتي إن إدارة جوجل طلبت بعمل جزء من المسلسل يقتصر مشاهدته علي يوتيوب بسبب تكرار المشاهدة, وهناك أعمال لم تلق نصيبها في مصر ولكنها أحدثت صدي كبيرا في الخارج مثل فيلم كان يوم حبك اكتشفت أن المواطنين في سوريا ولبنان تابعوه بشكل جيد. كيف تتفاعلين مع السوشيال ميديا؟ أتفاعل مع الجانب الإيجابي منها وأترك مساوئها, لأن سلبياتها أكثر بكثير, فمثلا أتابع منها أخبار أصدقائي ومعارفي وأتفاعل معهم حتي لا تنقطع علاقتي بهم خاصة الذين لا يتسع الوقت للاتصال بهم, وأتجاهل الأكاذيب والشائعات ومثيري الأخبار الكئيبة التي قد تؤثر علي حالتك النفسية