تعيش الدراما التليفزيونية وتحديدا تلك التي تعرض في شهر رمضان المقبل حالة من التخبط وعدم الاستقرار ساهمت بشكل كبير في اهتزاز صورة دراما رمضان التي اعتاد المشاهد عليها كل عام حيث من المقرر أن يتراجع عدد الأعمال المعروضة بشكل ملحوظ, إضافة إلي العديد من الظواهر التي يشهدها شهر رمضان2019, وترصد الأهرام المسائي في السطور التالية عددا من الظواهر التي ضربت الدراما وترتب عليها انسحاب النجوم, أو دخول بلاتوهات التصوير متأخرا وعدم اكتمال النصوص وتفاصيل أخري: جاءت بداية أزمة انسحاب عدد من النجوم من موسم رمضان بناء علي رغبة جهات الإنتاج في تخفيض الأجور لما يقرب من50%, بناء علي البروتوكول الموقع بين القنوات الفضائية والذي يلزم القنوات الموقعة عليها بعدم شراء أي مسلسل درامي تتعدي قيمته70 مليون جنيه كحد أقصي, وألا يتعدي إجمالي قيمة المحتوي المشتري خلال شهر رمضان مسلسلات وبرامج وغيرها مبلغ230 مليون جنيه بحد أقصي, سواء كانت المسلسلات والبرامج مشتراة أو منتجة داخليا, وهو ما يعني أن موضة الأجور الفلكية قد انتهت, وهو ما لم يرض به عدد من النجوم الذين رأوا أن الانسحاب والعودة إلي السينما أو الجلوس علي مقعد المشاهد أفضل من تخفيض أجورهم إلي النصف لإيمانهم أن الإعلانات ونسب المشاهدة تأتي علي اسمهم فقط لا شيء آخر. فيما قرر آخرون المشاركة في موسم رمضان بهدف التواجد هذا العام علي أمل تحسن حال الدراما تدريجيا لتعود أجورهم إلي سابق عهدها وكان في مقدمة هؤلاء الفنانة مي عز الدين التي تقدم مسلسل البرنسيسة بيسه, وياسمين عبد العزيز بالملكة, وغيرهما من النجوم. بينما فضل قطاع آخر من النجوم الجلوس علي مقعد المشاهد هذا العام في مقدمتهم الفنان طارق لطفي الذي يغيب عن موسم رمضان للعام الثالث علي التوالي بعد أن كان قد حقق الأعوام الماضية نجاحا كبيرا بالأعمال التي عرضت له, وكذلك الفنانة شيرين رضا التي كانت قد شاركت العام الماضي بمسلسل لدينا أقوال أخري مع الفنانة يسرا وخرج من السباق الرمضاني في اللحظات الأخيرة, وأيضا الفنانة أنوشكا, وآخرون ارتأوا أن الحالة التي تمر بها الدراما الرمضانية تستلزم المكوث قليلا والتفكير والتخطيط للخطوات المقبلة. كما يغيب أيضا هذا العام عدد من النجوم ممن كانوا في الأعوام الماضية, وهم نجوم الموسم في مقدمتهم الفنان يوسف الشريف الذي يغيب للعام الثاني علي التوالي, منذ آخر أعماله مسلسل كفر دلهاب الذي عرضه في رمضان2017, وحقق نجاحا كبيرا. وجاء قرار يوسف الشريف بعد ضيق الوقت, حيث لن يستطيع التحضير للعمل لذلك قرر تأجيله إلي.2020 فيما فضلت الفنانة زينة الابتعاد هذا العام لانشغالها بأعمال سينمائية في مقدمتها فيلم كل سنة وأنت طيب بطولة تامر حسني, حيث أعلنت عبر حسابها أنها لم تتفق علي مسلسل لرمضان بسبب انشغالها بثلاثة أفلام هي: التاريخ السري لكوثر, كل سنة وأنت طيب بينما فضلت أن يكون الثالث مفاجأة. وكان آخر أعمال الفنانة زينة في رمضان2018 بعنوان ممنوع الاقتراب أو التصوير مع نسرين أمين وفتحي عبد الوهاب ومي القاضي. الفنان التونسي ظافر العابدين قرر هو الآخر عدم المشاركة في الموسم الرمضاني المقبل, بعد نجاح مسلسله ليالي أوجيني في رمضان الماضي. عودة نجوم وانسحاب اللحظات الأخيرة من بين المفاجآت التي شهدتها فترة الاستعدادات لشهر رمضان المقبل هو قرار النجوم بعدم المشاركة في الموسم المقبل قبل أن يتراجعوا في اللحظات الأخيرة ولأسباب مختلفة, كان في مقدمتهم الفنانة هند صبري التي قررت المشاركة بمسلسل جميلة وابن السلطان تأليف تامر حبيب, إلا أن ضخامة العمل واحتياجه فترة طويلة للإعداد دفعت القائمين عليه للانسحاب لحين الانتهاء من كل التفاصيل الخاصة بالعمل والتي تستلزم وقتا طويلا, وهو ما يصعب تحقيقه في ظل ضيق الوقت. الحال نفسه ينطبق علي الفنان يحيي الفخراني الذي كان يجري الإعداد لمسلسل ضخم مع المؤلف عبدالرحيم كمال, قبل أن يتم إيقاف المشروع لعدة أسباب كان في مقدمتها ضيق الوقت وعدم كتابة السيناريو إضافة إلي حال سوق الدراما غير المستقر. الأمر نفسه بالنسبة للفنان عمرو يوسف الذي كان أعلن انسحابه من موسم رمضان قبل أن يعود مجددا ويعلن مشاركته في شهر رمضان عبر إحدي شركات الإنتاج من خلال مسلسل يحمل اسم القائمة36 وبعد فترة قصيرة من التحضيرات, قرر الانسحاب نهائيا من العمل بسبب انشغاله بتصوير فيلم ولاد رزق2, وهو السبب الذي لم يقتنع به الكثيرون, خاصة أنه كان قد بدأ الإعداد للمسلسل خلال فترة تصوير الفيلم مما يعني أنه كان قادرا علي تحديد موقفه من البداية قبل الانسحاب. لم يختلف الحال بالنسبة للفنانة يسرا التي كان تأكد غيابها عن موسم شهر رمضان قبل أن تعود للإعلان عن استعدادها لبدء تصوير مسلسل يخرجه محمد العدل, لتفاجئ الجميع مؤخرا بانسحابها من الموسم قبل حتي الإعداد للعمل بشكل نهائي. بدء التصوير متأخرا من بين مظاهر موسم دراما رمضان أيضا التي تشير إلي وجود حالة عدم استقرار هو بدء تصوير عدد كبير من المسلسلات متأخرا كان في مقدمتها مسلسل زلزال بطولة محمد رمضان, وحلا شيحا في أول عمل لها بعد العودة من الاعتزال, حيث بدأ التصوير بعد منتصف شهر فبراير الماضي, وهو ما يشير إلي أنه مطلوب منهم الانتهاء من تصوير أكثر من70% من أحداث المسلسل في غضون شهرين ونصف فقط خاصة أن شهر رمضان سيكون في أول مايو المقبل, مما يعني أن مخرج العمل عبد العزيز حشاد قد يلجأ إلي وحدة تصوير أخري للانتهاء من المسلسل في أسرع وقت ممكن. الأمر نفسه بالنسبة للفنان عادل إمام والذي بدأ تصوير أحداث مسلسل فلانتينو في أول شهر فبراير الماضي وهو توقيت متأخر, عكس ما كان يحرص عليه الزعيم الذي كان يبدأ تصوير أعماله بين شهر ديسمبر أو الأول من يناير. كذلك الأمر بالنسبة لمسلسل قابيل بطولة محمد فراج وأمينة خليل ومحمد ممدوح الذي بدأ تصوير أحداثه منتصف فبراير الماضي, الأمر الذي دفع المخرج كريم الشناوي لوضع جدول زمني لتكثيف تصوير المشاهد في أسرع وقت ممكن, خاصة أن هناك مشاهد مقرر تصويرها في عدد من المحافظات مثل الإسكندرية والفيوم. عدم اكتمال السيناريوهات تأخر التصوير ليس العائق الوحيد الذي يواجه مسلسلات رمضان, ولكن هناك مشكلة كل عام, التي تتسبب في خروج عدد من المسلسلات بشكل مهلهل وهي أزمة بدء التصوير دون الانتهاء من كتابة النص وهي مشكلة تواجه العدد الأكبر من مسلسلات رمضان التي تعرض العام المقبل, وفي مقدمتها زلزال للمؤلف عبد الرحيم كمال, لمس اكتاف للمؤلف هاني سرحان وبطولة ياسر جلال, قابيل للمؤلف مصطفي صقر, ومحمد عز, كلبش3 تأليف باهر دويدار وبطولة أمير كرارة, أبو جبل تأليف محمد سيد بشير وبطولة مصطفي شعبان, الملكة بطولة ياسمين عبد العزيز, فلانتينو للمؤلف أيمن بهجت قمر, وعدد كبير من الأعمال المقرر عرضها في رمضان المقبل.