دعا مجلس حماية الثورة إلي تنظيم مليونية عقب افطار اليوم لتوحيد الصف علي هدف محاكمة مبارك عقب حالة الانشقاق التي حدثت عقب اجتياح السلفيين للجمعة الماضية. وطالب المجلس في بيان أصدرته أمس كل القوي السياسية الليبرالية والاشتراكية والإسلامية بالنزول إلي ميدان التحرير بعد افطار اليوم الموافق لمحاكمة الرئيس المخلوع مبارك في حال لم يحضر المحاكمة أو تم وضع حجج واهية, علي حد تعبيره, بهدف ألا يمثل للمحاكمة اليوم. وقال البيان: لا يجب ألا نسمح بأي حجج كشعب ظلم وعاني من هذا الرجل, وستكون المليونية القادمة إذا لم يظهر مبارك بالصوت والصورة داخل قاعة المحكمة, رادعة لكل من تسول له نفسه إقصاء مبارك أو غيره من قتلة الثوار أو المتهمين بموقعة الجمل أو غيرهم من الفاسدين من المحاكمات العلنية. واستقبل مجلس حماية الثورة بكل حزن وأسي عميقين رد فعل النظام الحالي سواء المجلس العسكري أو الحكومة تجاه فض الاعتصام بالقوة أول أيام رمضان لهوان الإنسان المصري المطالب بحقه والتعامل معه بنفس آلية التعامل التي كان ينتهجها النظام القديم البائد, مع أن المصريين قدموا للعالم فنونا جديدة في التظاهر السلمي. واعتبر البيان أن ضرب المتظاهرين وتخويفهم هو عمل إرهابي يجب أن يحاسب عليه المسئولون سواء من الحكومة أو من المجلس العسكري, فبدلا من أن يقدم النظام الحالي التهنئة للمعتصمين, أهداهم طلقات نارية في ميدان التحرير واعتقالات بالجملة. ووجه البيان رسالة إلي المجلس العسكري قال فيها انطلاقا من حرصنا علي أن تكون العلاقة بين الجيش والشعب وطيدة ذات أهداف واحدة فإن المجلس العسكري مطالب بالإفراج عن المدنيين الذين حوكموا أمام القضاء العسكري باستثناء البلطجية فقط, وهم المسجلون من قبل ولهم تاريخ إجرامي معروف, كما أن المجلس مطالب بالكشف عن كل حالات الاختفاء القسري لمن تم اعتقالهم من قبل, وأيضا مطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين من المعتصمين الذين اعتقلوا أول أيام رمضان نتيجة فض اعتصام التحرير بالقوة, مشيرا إلي أن الثورة قامت ولم تنته, ولن تنتهي إلا بعد أن تكتمل, ولن تكتمل إلا بالعزيمة, وعزيمة الشعب الذي قدم أولي حضارات العالم لن تهبط أبدا ولن تتقهقر. ورحبت الأحزاب والقوي السياسية ببيان مجلس الثورة في أول رد فعل لها مؤكدة مشاركتها في المليونية في حالة عدم مثول مبارك للمحاكمة في جلسة اليوم. وأعلن عدد من الأحزاب السياسية عن مشاركتهم في المليونية لتوحيد الصف علي محاكمة مبارك فيما أعلنت بعض القوي السياسية رفضها المشاركة في هذه المليونية, وقال أيمن نور رئيس حزب الغد إن هذه المليونية في غاية الأهمية لعدة أسباب أولها رفض ما قامت به القوات العسكرية من فض اعتصام التحرير بالقوة في أول أيام شهر رمضان المبارك وتوحيد كل القوي الممثلة للشعب المصري علي محاكمة مبارك علي الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب المصري. وأعلن عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية رفضه ورفض الجماعة المشاركة في هذه المليونية ووجه الدعوة لجميع أبناء مصر إلي عدم المشاركة, وقال دربالة في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي إن بعض المعتصمين يتم توظيفهم للتهييج, وهذا الموضوع نرفضه وبشدة مؤكدا أن قرار إخلاء ميدان التحرير تأخر كثيرا وكان يجب إنهاء هذا الوضع منذ بدايته. وأضاف أن حق الاعتصام مكفول ولكن عندما يتم غلق مجمع التحرير والشوارع وتعطيل العمل والإنتاج وغلق المحال في الشوارع المؤدية لميدان التحرير هنا يجب علي السلطات المختصة أن تتدخل وتتصدي مطالبا بتطبيق القانون وعلي من يعيش في غابة أن يفعل ما يشاء ولكن عليه أن يعي أن الجميع سيكون ضده. وقال المهندس سعد الحسيني, عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين, إن الإخوان بصفة عامة مع أي عمل احتجاجي سلمي ولا نرفض ذلك الأمر من حيث المبدأ, ولكن ما حدث في ميدان التحرير من غلق للشوارع وتعطيل مصالح المواطنين البعض يراه مناسبا ونحن نراه غير مناسب وأري أن فض الاعتصام يمكن تبريره لأن هناك تشويها لصورة الميدان, وكنت أري تواصل الاعتصام بدون تعطيل مصالح المواطنين, وقال الحسيني إن لفظ الدعوة لمليونية أمر صعب ويجب ترشيد لفظ المليونية لأنه من الممكن أن تقول ذلك ولا تجد سوي5 آلاف من المتظاهرين وهنا يكون الأمر مؤسفا أن تدعو لمليونية ولا تجد إلا عدة آلاف. وأكد محسن راضي عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين أن مثل هذه الأمور لا تعالج بمليونية وإنما تعالج من خلال التحقيق المنضبط واتخاذ الإجراءات ضد أي أخطاء يثبت ارتكابها. وقال إن أي اعتصام يؤدي إلي غلق ميدان التحرير وشوارعه وتعطيل مصالح الناس أمر مرفوض ونحن مع الوقفات المعبرة عن روح ثورة25 يناير مثلما يحدث يوم الجمعة وأن تكون أي مظاهرة سلمية وبشكل حضاري وليس فيها أي تعطيل للإنتاج ومصالح المواطنين. ومن جانبه قال فؤاد بدراوي سكرتير عام حزب الوفد إن الوفد لم يتخذ قرارا نهائيا بالمشاركة من عدمها وسوف يدرس الموضوع في اجتماع ظهر اليوم. وأضاف الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن الحزب ينتظر مثول الرئيس المخلوع للمحاكمة أولا ثم يقرر بعدها المشاركة في المليونية من عدمها. وقال السعيد: لابد أن ننتظر أيضا قرار الأطباء والقضاء في حالة عدم مثوله لأسباب صحية. متسائلا: كيف يكون شكل مصر أمام العالم في حالة مثول مبارك للمحاكمة ووفاته في القفص نظرا لظروفه الصحية السيئة.