وصفت فاطمة إدريس, فنانة أشغال عرجون النخيل في أسوان, الدعم الذي تلقته من فرع جهاز تنمية المشروعات في ساحرة الجنوب, بنقطة التحول الكبيرة في حياتها, التي جسدت من خلالها ملحمة كفاح لتربية فلذات أكبادها الأربعة. تقول فاطمة: إنها حصلت علي دبلوم فني قسم ملابس, وجلست مع نفسها لتفكر في كيفية مساعدة زوجها لاستكمال تعليم بناتها الثلاثة, حتي لا تتكرر تجربتها مع التعليم الجامعي, الذي حرمت منه بسبب العادات والتقاليد في الصعيد, وبعد أن نصحتها إحدي صديقاتها بالانضمام إلي برامج جهاز تنمية المشروعات التدريبية الخاصة بغزل العرجون مخلفات النخيل استجابت علي الفور وأتقنته تماما, وبمرور الوقت بدأت في الإبداع والبحث عما هو جديد في عالم المشغولات اليدوية, ليبدأ إنتاجها من الحقائب والحافظات وشنط السيدات رحلة المشاركة في المعارض المختلفة, وكانت نقطة الانطلاق بالمتحف النوبي بأسوان, ولاقت معروضاتها إقبالا كبيرا من الزائرين, ثم شاركت بمعرض آخر بالسفارة السويسرية بالقاهرة, وهناك نصحتها أستاذة بكلية التربية النوعية بعمل مشروع خاص عبارة عن ورشة لتصنيع الغزل بتصميمات حديثة كالكاروه والمبرد والزجزاج وتعدد الألوان. وفيما يتعلق بدعم جهاز تنمية المشروعات, أوضحت فاطمة أنها حصلت في عام2017 علي قرض من الجهاز قيمته18 ألف جنيه, وساعدها هذا القرض علي زيادة عدد العمالة وفتح مجالات تدريب لسيدات أسوان وشراء ماكينات خاصة بغزل العرجون الذي يستغرق وقتا طويلا في إنتاجه, بخلاف مشاركتها في فعاليات برنامج ريادة الأعمال الذي وضع دراسة الجدوي للمشروع, وسهل كثيرا من إجراءات استخراج رخصة التشغيل والسجل التجاري, وساهم في أن يقف المشروع علي أرض صلبة مكنتها من تدريب السيدات المعيلات بالمجان. وأشارت فاطمة إلي أنها تدرس حاليا كيفية تجميل الكافيتريات والأماكن السياحية والفنادق بديكورات عرجونية مضاءة, لتبدو في شكل جمالي وبيئي يضفي قيمة عالية أفضل من الديكورات والمصنوعات المستوردة, وناشدت فاطمة المسئولين عن جهاز تنمية المشروعات, مساعدة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة في التسويق والوصول إلي المعارض الدولية خارج مصر, قائلة: إنها في عهد الرئيس السيسي, الذي يولي فيه المرأة المصرية اهتماما ومكانة غير مسبوقة, من حقها أن تحلم بتسويق منتجاتها عالميا.