جاء إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن زراعة مليونين ونصف المليون نخلة من أفخر أصناف التمور, ليؤكد أن التنمية في مصر تسير في كل الاتجاهات والمجالات, فهي لا تتوقف فقط عند المصانع والاستثمار وغيرها, بل تخطو خطوات واسعة نحو مجالات أخري كالسياحة والزراعة. ومما لاشك فيه أن ويأمل أهل أسوان بأن يكون لمنطقة مشروع توشكي نصيب كبير من إعلان الرئيس السيسي, خاصة أن هناك زراعات للنخيل تنتج أصنافا فاخرة من تمور البرحي ومعظم إنتاجه يتم تصديره للخارج, فزراعة النخيل في توشكي تتميز بالإنتاج الوفير الفاخر, نظرا لملاءمة طبيعتها وظروفها مع مثيلاتها بدول الخليج وعلي رأسها المملكة العربية السعودية والعراق. وأشار الدكتور ممدوح حمزاوي الباحث في شئون الزراعة بهيئة تنمية بحيرة السد العالي إلي أن النخيل المصري وجد أخيرا من يهتم به, حيث جاء حرص الرئيس السيسي علي التوجيه بزراعته من الشتلات المميزة ليؤكد أن هناك إستراتيجية وخططا منظمة تستهدف مجالات التنمية, وطالب بأن يكون هناك اهتمام من مسئولي أسوان بالنخيل المنتشر بكل أرجاء القري بالقدر نفسه الذي اهتم به الرئيس السيسي, فليس من المعقول أن لا يكون هناك مصنع واحد في أسوان يقوم علي صناعة التمور وتصديرها, رغم أنها من أكبر محافظات مصر تصديرا للبلح الجاف كالسكوتي والبرتمودة والشامية والمالاكابي. وأبدي النائب البرلماني شرعي صالح دهشته من عدم الاستفادة من منتجات النخيل في أسوان حتي الآن, سواء في صناعة التمور الجافة أو العجوة وغيرها من الصناعات التكميلية, مشيرا إلي أن زراعة النخيل في محافظة أسوان تحتل المركز الثاني بين المحاصيل الإستراتيجية بعد قصب السكر, وقال إن هناك مساحات هائلة من الأراضي البكر التي يجب استغلالها في زراعة النخيل ومنها مشروعا توشكي والنقرة, وفي المشروع الأول تحديدا يتم تصدير منتجه من التمر ذي الشتلات العربية إلي جميع دول العالم. وطالب النائب بضرورة التنسيق مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لدعم هذه الحرف اليدوية التي تقوم علين منتجات النخيل ومنها الأثاث المنزلي, حيث ستحد هذه المشروعات البيئية من بطالة الشباب كما ستعمل علي مساندة المرأة المعيلة في القري التي تشتهر بصناعة النخيل. زراعة النخيل.. تتواصل في توشكي وكانت محافظة أسوان استضافت مؤخرا وعلي مدي ثلاثة أيام مؤتمرا خاصا بالنخيل المصري, بحضور كل من محافظي أسوان والوادي الجديد وعدد من الخبراء المتخصصين, وكشف اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان خلال المؤتمر أن المحافظة تملك مليونين ونصف المليون نخلة تمثل نسبة25% من إجمالي أشجار النخيل المزروع في مصر, كما يعد التمر الأسواني من أجود أنواع البلح الجاف علي مستوي العالم. وأكد المحافظ أن هناك تنسيقا مع وزارة الزراعة للاهتمام بهذا المحصول المهم وتنميته من خلال تدعيم المعمل المركزي للنخيل بأسوان, بجانب تخصيص أراض لإنشاء مصانع للتمور في أسوان مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة, للمساهمة في رفع نسبة تصدير التمور, مما سيعود بالنفع المباشر علي المزارع الأسواني. وأشار محافظ أسوان إلي دعم جهاز الخدمة الوطنية بالتنسيق مع وزارة الزراعة والمحافظة في زراعة أعداد كبيرة من النخيل بمنطقة مشروع توشكي, مؤكدا قرب الانتهاء من الدراسة الخاصة بإنشاء أكبر مصنع للتمور في أسوان والشرق الأوسط بأحدث التقنيات الحديثة للمساهمة في وضع البلح الأسواني علي قمة خريطة التمور العالمية, وأخيرا قال المحافظ إن حرص الرئيس السيسي علي زراعة مليونين ونصف المليون نخلة في مصر يؤكد أن هدف الرئيس هو توفير سبل الاستثمار الزراعي الذي يتواكب مع المشروع القومي الكبير بزراعة مليون ونصف المليون فدان لسد الفجوة الزراعية في كل المنتجات.