في موقف مغاير لما اتفقت عليه القوي الاسلامية والوطنية والائتلافات الثورية من حظر رفع الشعارات الدينية في مليونية وحدة الصنف والارادة الشعبية اليوم خالفت الدعوة السفية الاتفاق برفعها مساء أمس شعارات دينية تدعو الي تطبيق الشريعة الاسلامية والحكم بكتاب الله وهو ما اعتبرته القوي الليبرالية واليسارية نقضا للاتفاق الذي توافقت عليه اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة والكيانات الدينية, مما يهدد مليونية اليوم ويجعلها محفوفة بالمخاطر. من جانبها استنكرت الجبهة الحرة للتغير السلمي ومعها ائتلاف ثوري موقف جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين من معارضة اصدار وثيقة المبادئ فوق الدستورية والذي يعد مخالفا لموقف الاخوان والسلفين بعد اتفاقها علي التوحيد في مليونية اليوم علي تضيق هوة الخلاف علي التوحد في هذا اليوم مع احتفاظ كل فصيل بوجهة نظره الخاصة. وأكدت الجبهة في بيان امس ان القوي الاسلامية لا تبحث عن وحدة الصف بقدر ما تبحث عن مصالحها الشخصية من الانفراد بالحكم ظنا منها انها القوة الوحيدة في المجتمع, مغترة بكثرة عددها في الشارع دون أن تعلم أن ثمة توازنات جديدة ظهرت قبل وبعد الثورة وحملت الجبهة الاخوان المسلمين المسئولية الجنائية لأي أعمال عنف قد تنشأ في الميدان اليوم بسبب نزولهم الميدان بقصد الخلاف والفرقة وليس التجمع واللحمة. وأكد عصام الشريف المتحدث الرسمي باسم الجبهة الحرة للتغيير السلمي أن بيان الأخوان الرافض للمبادئ فوق الدستورية أثار حفيظة الثوار في التحرير.. مشيرا إلي أن تعمد الاخوان رفع شعار مصر دولة اسلامية ذات مرجعية اسلامية في بيانهم الاخير هو دعوة للصدام وتصدير مشهد الحرب الأهلية. وأكد عبدالرحمن سمير عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة أن شباب الاخوان المسلمين سيتولون تأمين مداخل ومخارج الميدان بالتنسيق مع الائتلافات الثورية فيما يتولي السلفيون تأمين المنصات الموجودة بالميدان. وقال سمير ان الاتفاق بين القوي السياسية والتيارات الاسلامية علي توحيد خطبة الجمعة والتي سيلقيها الشيخ مظهر شاهين من علي منصة اللجنة التنسيقة لجماهير الثورة فيما تتولي قناة الحكمة من علي المنصة التي أنشأتها خصيصا لنقل شعائر الصلاة علي الهواء مباشرة. وأشار سمير إلي أن مليونية اليوم ستفوق جمعة التنحي حيث من المتوقع أن يصل عدد المتظاهرين إلي أكثر من مليوني مواطن بعد فتوي الشيخ أبواسحاق الحيوني بأن يجب شرعا النزول لميدان التحرير لرفض المبادئ الفوق الدستورية والتأكيد علي هوية الدولة وهي الفتوي التي لاقت قبولا من الشعب المصري ذي الطابع المتدين. وحذر الدكتور احمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير من خطورة عدم التزام التيارات الدينية بما تم الاتفاق عليه في البيان الجامع الذي حدد المطالب المتوافقه التي قبلتها جميع التيارات المشاركة في مليونية اليوم. وقال يجب علي الجميع عدم الخروج عن اجندة الوحدة الوطنية وتأنيب من يخالف ذلك معبرا عن توقعه أن تكون مليونية اليوم داعمة بشكل قوي لتنفيذ مطالب الثورة اذا ما التف جميع التيارات والقوي السياسية والوطنية علي المطالب التي اتفق عليها الجميع. أكد بسام صبري عضو الامانة العامة لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي ان هناك حالة من التحريض من التيارات الاسلامية ضد القوي اليسارية والليبرالية في الخطاب الاسلامي وهو ما نخشي ان يترجم فعليا في مليونية اليوم وهو ما يهدد وحدة واستقرار القوي الوطنية التي شهدت اتفاقا طوال الفترة الماضية. وقال صبري رغم توافقنا علي المطالب الثورية التي صاغتها القوي الثورية مع القوي الاسلامية إلا أننا سنرد عليها برفضنا للمجلس العسكري اصدار القوانين بشكل منفرد وعدم طرحها للحوار المجتمعي والمطالبة بتحديد جدول زمني واضح ومحدد لنقل السلطة من المجلس العسكري خاصة أن هذه المرحلة لم تتحدد بعد ولم يعرف موعد محدد لاجراء الانتخابات الرئاسية. أكد عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الاسلامية ان مليونية اليوم هي مليونية الارادة الشعبية وقال دربالة انه يجب ان نقدر رغبة الجيش في تسليم السلطة لحكومة مدنية وندعو الي مشاركة كل من يريدون الاستقرار لمصر ان يشاركوا في مليونية اليوم. وأكد ان الجماعة الاسلامية لا تري اي مانع في رفع لافتات تحمل شعارات الهوية الاسلامية علي ألا يكون في هذه الشعارات عبارات طائفية. وأكد دربالة أن اليافطة التي رفعتها الدعوة السلفية مساء أمس بميدان التحرير وتحمل عبارات الشعب يريد تحكيم الشريعة.. وإن الحكم إلا لله وقال ان التحرير ليس ملكا لاحد مؤكدا ان الثوار الحقيقيين ملتزمون بعدم الصدام مع مختلف التيارات وهناك خطة محكمة لتأمين المليونية والحرص علي نجاحها. وقال الشيخ عاصم عبدالماجد المتحدث باسم الجماعة الاسلامية ان تعليق لافتة في ميدان التحرير تطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية ليس عيبا وانها حرية شخصية من حق أي شخص أن يعبر عن موقفه بكل حرية تامة وبدورها أعربت جماعة الاخوان المسلمين عن اسفها لما حدث مساء أمس داخل ميدان التحرير بعد ان قام مجموعة من التيار السلفي برفع لافتات عليها شعارات دينية. وقال محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الاخوان اننا اتفقنا مع جميع التيارات سواء من القوي السياسية أو التيارات الدينية علي عدم رفع أي لافتات تحمل شعارات دينية من أي جماعة أو غير الجماعات والتيارات الدينية.