جاءت مفاوضات أسرة فيلم الهجام مع المنتج نصر محروس للسماح للفنان بهاء سلطان بالغناء في الفيلم الذي يقوم ببطولته الفنان أحمد عبد الله محمود, لتذكر بأزمات المطربين مع المنتجين والتي تستمر لسنوات وتنتقل إلي ساحات المحاكم وهو ما يحرم الجمهور من مواهب غنائية عديدة.. الأهرام المسائي تستعرض من خلال هذا التحقيق أبرز أزمات المطربين مع شركات الإنتاج خلال السنوات الأخيرة والتي شملت عمرو دياب الملقب بالهضبة وبهاء سلطان, وشيرين عبد الوهاب, وتامر عاشور, حيث دفع هؤلاء النجوم ثمنا لتحكم شركات الإنتاج في مواهبهم ومحاولاتها احتكارهم وإملاء شروطها عليهم, كما نرصد رأي عدد من الموسيقيين ودور نقابتهم في مواجهة هذه الأزمة القديمة المتجددة. فقد عاني الفنان بهاء سلطان لمدة5 سنوات من أزمات متتالية مع فري ميوزيك التي يملكها المنتج نصر محروس, حيث رفض الأخير الاستغناء عن بهاء إلا بعد دفعه الشرط الجزائي الذي يصل إلي مليون دولار, كما أنه يرفض أن يطرح لبهاء ألبومه الغنائي الجديد حتي هذه اللحظة. وبدأت الأزمة عقب مماطلة محروس في طرح ألبوم بهاء الغنائي الذي ظل حبيس الأدراج من عام2013, وسط مفاوضات واتفاقيات وصلت إلي نقابة الموسيقيين ليتدخل مصطفي كامل وقتها ويحاول حل الأزمة بعد الجلوس لساعات طويلة في مكتب محروس مع وعد بحل الأزمة ولكن ازداد الأمر تعقيدا عقب رفع الأخير دعوي قضائية ضد سلطان بحجة أنه لم ينته من تسجيل أعماله الغنائية التي ينص عليها عقد التعاقد, وعدم دفعه النسب المادية للشركة من حفلات اللايف, إلا أن المطرب نفي ذلك جملة وتفصيلا, ورغم محاولات البعض للصلح بينهم لكنها باءت كلها بالفشل.
الهضبة الأزمة لم تقتصر علي بهاء فحسب ولكنها طالت عمرو دياب الشهير بالهضبة في بعض الأحيان من جهة وبين روتانا من جهة أخري, وذلك عقب فسخ تعاقد الهضبة معهم بعد تعاون دام لأكثر من11 عاما, إلا أن الجهة المنتجة لألبوماته أكدت أنها من بادرت بفسخ التعاقد, ليعود الهضبة مرة أخري ويرد علي بيان روتانا بإصدار آخر رسمي هو الآخر عبر مكتبه الإعلامي, ليكذب البيان, بالإضافة إلي تأكيده التزامه بكل تعاملاته السابقة مع كل شركات الإنتاج, وهو ما جعل بينهم حائط سد ووصل الأمر بينهم إلي رفع دعاوي قضائية.
شيرين عبد الوهاب وصلت حدة الخلافات بين المطربة شيرين عبد الوهاب وشركة نجوم ريكوردز المنتجة لألبوم نساي إلي ساحات المحاكم عقب طرح المطربة لألبومها من دون الرجوع للجهة المنتجة وهو ما عرضها للمساءلة القانونية وتفاقم حدة الخلاف بين الطرفين, وقالت الجهة المنتجة في بيان صحفي, إن المطربة قد حصلت علي4 ملايين و750 ألف جنيه مقابل الألبوم الجديد, ولكنها لم تلتزم بتسليم الألبوم, فخاطبتها الشركة بشكل ودي من أجل استرداد الأموال, إلا أنها تجاهلت طلب الشركة.
تامر عاشور كان من الخلافات التي انتقلت إلي ساحات المحاكم, خلاف بين شركة مزيكا للإنتاج الموسيقي, والمطرب تامر عاشور, والذي وقع بعدما طرح الأخير أغنية عيش الليلة, والتي رفضت مزيكا طرحها, مؤكدة أنها تملك حقوقها المادية. من جانبها, رفعت مزيكا دعوي قضائية ضد عاشور وعدد من مواقع الإنترنت, بسبب الأغنية التي صدرت له بعنوان عيش الدنيا, مؤكدة أن الأغنية من حق الشركة وليس من حق المطرب التصرف فيها وطرحها من دون موافقتها, كما أكدت أن هذه ليست المرة الأولي التي تتم فيها مقاضاة عاشور حيث سبق أن قامت بمقاضاته لمخالفته عقود تعاقده مع الشركة عند طرحه الألبوم الغنائي خيالي بداية العام الحالي, محذرة من نشر أو عرض الأغنية من دون موافقة منها.
نبيل.. آخر ضحايا محروس لم تتوقف الخلافات بين نصر محروس والمطربين المتعاقدين معه, آخرهم المطرب الشاب نبيل, وحدثت أزمة كبيرة بينهم بعدما تقدم نبيل بشكوي رسمية ضد محروس إلي نقابة المهن الموسيقية, مدعيا إخلال الأخير ببنود العقد المبرم بينهما. وقال- في تصريحات سابقة- نصر محروس يجبرني علي تقديم أغان غير راض عنها, وأري أن أسباب توقف تقديمه لي علي الساحة الغنائية من خلال الألبومات وراءها مطرب آخر, لا أستطيع الإفصاح عن اسمه, ولكن ما يحدث معي هو إقصاء من المنتج الذي من المفترض أن يكون الراعي الأول لي ولموهبتي, فقد أزال ألبومي بالكامل, بعدما وصل عدد مشاهداته إلي15 مليونا, وخلال فترة تعاقدي معه التي امتدت ل9 سنوات لم ينتج لي سوي ألبوم واحد. ومن جانبه قال الموسيقار د. رضا رجب ل الأهرام المسائي أن المشاكلات التي وصلت إلي طريق مسدود بين المطربين وشركات الإنتاج هو يؤدي لفشل في منظومة الفن وحرمان الجمهور من أصوات قوية ومطربين مميزين وخاصة ان بعضهم أعطي الكثير لمجال الغناء ولكن بعد قرارات تعسفية بين شركات الإنتاج والمطربين المتعاقدة معهم يؤدي إلي فشل في منظومة الغناء المصري. تابع رضا رجب: أن قرار فرض30% علي أي عمل فني يقدمه المطرب لصالح شركة الإنتاج, مجحف للمطرب لأنه يجعله طول الوقت تحت سلطة المنتج أو الجهة المتحكمة فيه, والسبب في إدخال هذا القرار لسوق الغناء هو حسن أبو السعود عندما كان نقيبا للموسيقيين وطبقه وقتها علي تعاقد شيرين عبد الوهاب ونصر محروس, ومن وقتها يعاني الوسط الغنائي من جراء هذا القرار, وللأسف هناك شركات كثيرة تريد اسقاط الغناء بمصر لأنهم يقوموا بتحويل المطرب إلي سلعة تباع وتشتري بموجب عقد ببنود وشروط جزائية, وهم السبب في إبعاد الكثيرين من المطربين وتهميشهم علي الساحة الغنائية. بينما قال أحمد رمضان سكرتير نقابة الموسيقيين: إن النقابة تتدخل في حل الكثير من الأزمات التي تحدث بين المطرب وشركاتهم المنتجة ولكن طول الوقت نحاول أن نكون في صف العضو ويهمنا مصلحته في المقام الأول, ولكن إذا وصل الأمر الي التقاضي وساحات المحاكم فالنقابة تكف يدها علي التدخل في الأزمة وتوكل الأمر إلي القضاء. وتابع: أعيب وأستنكر علي قانون حماية الحقوق الفكرية الذي أعتبره فيه تعسف كبير علي المطرب ويحتاج إلي تعديل كبير, وهو يعد سببا في الأزمة التي يعيشها بعض المطربين وشركات إنتاجهم والتي تتحكم في مصير الفنان وأعماله الفنية وهو ما يجعلها تحجر عليه وعلي إبداعه, ورغم أنني متفق علي التزام الطرفين بجميع البنود المادية ولكن فيما يتعلق بالأمور الإنتاجية والمعنوية ليس من حق شركة الإنتاج الحكر علي المطرب وأغانيه. ومن جانبه قال الموسيقار محمد سلطان, إن وجود مشكلات ما بين شركات الإنتاج والمطربين ليس أمرا حديثا ولكنه قديم للغاية وعاشها كبار النجوم, ولكن علي المطرب ألا يستسلم لمثل هذه المعوقات التي تعوق مسيرته الفنية, وغياب المطرب عن الساحة لهذا السبب لا يعد سببا كافيا, فالإبداع لا يحجر عليه أي بشر وعلي النقابة أن تتدخل لحل هذه الأزمات بين المطربين وجهات إنتاج ألبوماتهم الفنية.