بعد كل هذه السنوات التي مضت منذ تحرير سيناء نجد أنفسنا أمام حقائق جديدة تتكشف تباعا وتشير الي أخطاء وخطايا ارتكبت في حق الوطن. الاعتذار لسيناء الأرض والبشر يجب أن يكون البداية الحقيقية لاعادة ترتيب المهام لمرحلة التأسيس والبناء التي نخطو بها نحو مصر الجديدة الناهضة والقوية. وهذا الاعتذار الذي نتحدث عنه لا يقتصر علي الكلمات الصادقة التي تبادلها رئيس الوزراء أمس مع أهالي سيناء والمشاعر التي جعلت من اللقاء علامة مهمة لفتح صفحة جديدة في العلاقة بين الحكومة والمسئولين, وهذا الجزء الغالي من أرض وشعب مصر والذي تحمل المسئولية للدفاع عن الوطن خلال الحروب الماضية واستطاع ولا يزال ان يبرهن علي التلاحم الكامل بين الشعب والجيش المصري البطل الذي يمثل الدرع المتين والحصن الحصين في مواجهة كل من تسول له نفسه العبث مع مصر والاقتراب من ترابها المقدس. الاعتذار لسيناء واجب معلق في رقبة الحكومة وجميع القوي والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي آن الأوان لكي تعود عن غفلتها وتدرك عن يقين أن سيناء ليست فقط الرصيد الاستراتيجي لجميع المشروعات التي تخدم الاقتصاد المصري, ولكنها الرمز والايقونة الحامية لأرض الكنانة علي مدي التاريخ. ولقاء الأمس بين الدكتور عصام شرف وأهالي سيناء يؤكد أن مصر بالفعل قد تغيرت, فالحديث مباشر والنقد أيضا حتي ولو كان لبعض القيادات الموجودة بالمكان, وكلها ملامح الممارسة الديمقراطية التي لم تعد منحة للشعب وانما حقا أصيلا بعد أن دفع ثمنها من دماء شهداء الثورة. والمطالب المشروعة التي قيلت يجب أن تحظي بالأولوية لدي الحكومة وهو ما وعد به رئيس الوزراء الذي تزداد مهمته أهمية في ضوء القبول الواسع له وباعتباره قد أتي الي منصبه من ميدان التحرير, وهي مسئولية لا شك أنه يدرك ابعادها وتبعاتها حاضرا ومستقبلا. muradezzelarab@hotmailcom