الحكومة المعدلة برئاسة شرف تبدو عازمة علي النجاح هذه المرة والقرارات الصادرة عن اجتماع اللجنة الوزارية لإدارة الأزمة تنبئ بخطوات يجب أن تكون سريعة وحاسمة لأن المشكلة الكبري التي تواجهنا هي أن الشارع يسبق الجميع ومن هنا يحدث الارتباك والعرقلة بل التصادم في حين لا يختلف مصري واحد علي ضرورة تحقيق أهداف الثورة كاملة بصرف النظر عن التفاصيل التي تسكنها الشياطين وتفتح أبواب الاختلاف والانقسام. ولن نتحدث عن النيران الصديقة التي كان يتعرض لها رئيس الوزراء من داخل حكومته السابقة وقد تحدثنا عنها مرارا فليس هذا وقته وآوانه, والتاريخ وحده الكفيل بالكشف عنها, لكننا نضيف للمهام العاجلة التي التزم بها عصام شرف, ضرورة الخروج عن المناهج القديمة في الملفات المهمة ذات الارتباط المباشر بحياة الناس والخدمات المقدمة إليهم, وعليه العمل بدون ابطاء علي إنقاذ ما تبقي من الأراضي الزراعية الخصبة في الدلتا من خلال مفاهيم جديدة لا تكتفي بالحلول الأمنية المتمثلة في المطاردة المستحيلة بين الدولة والأهالي الباحثين عن مسكن لهم ولأولادهم. وبالتالي يصبح الحل بالخروج للصحراء بأسرع وقت ممكن وأن يواكب ذلك وضع مجموعة متكاملة من الحوافز والتيسيرات للعائلات الراغبة في الانتقال مع ضمان وجودهم هناك وعدم المتاجرة بتلك المساحات الواجب تخصيص الجزء الأكبر منها للشباب القادر علي مواجهة الصعاب في الوقت الذي تسارع فيه الدولة بمد المرافق الاساسية من مياه وكهرباء ومواصلات سريعة ومتاحة علي امتداد ساعات الليل والنهار, ولابد من الاشارة للمدن الجديدة التي انحرفت عن مسارها وسقطت مبكرا في بحور الإهمال والفساد وكان علينا تطبيق التجربة الناجحة للاحياء التي أسهم المترو السطحي قليل التكاليف في انتعاشها سواء في حي مصر الجديدة ومن بعده مدينة نصر. ومن شأن احياء دور هذه المدن الموجودة بالفعل استقبال الملايين من البشر في وقت قياسي وبعدها يجري النقاش حول المقترحات الجادة الاخري التي تحتاج إلي أموال طائلة وزمن طويل لا نملكه مع الاهدار الحالي للارض الزراعية ولاننس هنا الاشارة للفلاح المصري وهو الأب والجد للاجيال التي قامت بالثورة ويعيش وسط أحوال قاسية دفعته للتفريط في الأرض وهي التي كانت عنده العرض والكرامة, وعندما تستعيد القرية ما كانت عيه من إنتاجية وسلوكيات وعادات تكون مصر علي الطريق الصحيح.