أصدر وزير الثقافة د.عماد أبو غازي قرارا بتشكيل مجلس أمناء لعدد من المتاحف والمراكز التابعة لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة, وهي فكرة مأخوذ بها في متاحف العالم لكنها تطبق لأول مرة في مصر, في محاولة لإشراك المثقفين في القرارات المتعلقة بالمراكز الثقافية. وتشكلت لجنة متحف بيت الأمة ومركز سعد زغلول الثقافي, برئاسة الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة, وعضوية كل من الكاتب الصحفي بلال فضل والدكتور سمير مرقص والصحفي والمؤرخ سيد محمود والدكتور مجدي جرجس أستاذ الوثائق والدكتورة نيفين سعد أستاذة العلوم السياسية, كما شكل مجلسا لأمناء متحف كرمة ابن هانئ( منزل أمير الشعراء أحمد شوقي) برئاسة الناقد الدكتور محمد عبد المطلب, وعضوية الشعراء والنقاد رفقي سلام وعبد الرحمن يوسف وعمر شهريار ومحمد إبراهيم أبو سنة ومحمود قرني, أما مركز رامتان الثقافي ومتحف طه حسين بالهرم فيرأس مجلس أمنائه الدكتور جابر عصفور, ويضم في عضويته عددا من الكتاب الصحفيين والنقاد والباحثين وهم, الأساتذة والدكاترة: إبراهيم عبد العزيز وإبراهيم عيسي وأحمد زكريا الشلق وحلمي النمنم ومحمود الضبع. كذلك أصدر وزير الثقافة قرارا بتشكيل مجلس أمناء متحف دنشواي برئاسة الدكتور حلمي شلبي أستاذ التاريخ بجامعة المنوفية, وعضوية كل من المخرج المسرحي أحمد إسماعيل والدكتور أيمن العشماوي ومصطفي الخولي والدكتورة مريم صالح والدكتور هيثم الحاج علي, وقرارا آخر بتشكيل مجلس أمناء متحف مختار برئاسة الفنان عبد الهادي الوشاحي, وعضوية كل من: حورية السيد وجمال الجمل والدكتور شمس القرنفلي والمخرج محمود إبراهيم وهشام نوار, أما متحف النصر ببورسعيد فيرأس مجلس أمنائه الكاتب قاسم مسعد عليوة, ويضم في عضوينة عددا من الفنانين والكتاب من بورسعيد وهم: سيد درويش والفنان عباس الطرابيلي ومحمد إسماعيل الأقطن ومحمد النبوي ومعتز حمودة, وسوف تصدر خلال أيام قرارات بتشكيل مجالس أمناء باقي المتاحف التابعة لقطاع الفنون التشكيلية. وأكد د.محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة أن الفكرة جديدة علي الوسط الثقافي المصري, وتناسب ما يطالب به المثقفون بأن يديروا المراكز الثقافية بأنفسهم, بشكل جماعي حتي لاينفرد أحد بالرأي. كما تتناسب الفكرة أيضا مع نداء المثقفين دائما لفصل وزارة الثقافة لكي يديرها المثقفون أنفسهم, مشيرا إلي أن هذه خطوة في اتجاه أن يتولي المؤسسات الثقافية رجالها المثقفون, حتي يكون هناك طرح للرؤي والأفكار, مما يوجد تنافسا بين نشاطات المتاحف, لكن في النهاية العبرة بالجهاز الإداري الذي عليه تنفيذ الأفكار المطروحة. وقال عفيفي إن متحف بيت الأمة من الضروري أن يلعب دورا مهما خاصة بعد الثورة ليعبر عن فكر الأمة, وحتي يصبح اسما علي مسمي, عن طريق إقامة مجموعة من الحوارات السياسية والاجتماعية, بين جميع التيارات بصرف النظر عن انتماءاتها, حتي ليرجع للبيت مكانته ويرجع مكانا لكل المصريين, فهذه هي الفكرة الملحة, التي تجعل من الكل جزءا من المكان من حقه المشاركة في صنع القرار. وقال الكاتب قاسم مسعد عليوة إن المجلس تشكل بهدف تنشيط أداء المتاحف وإبداء الرأي والمشورة, بعيدا عن الخط التنفيذي, لأن دوره استشاري رغم أن قرارات التشكيل والمهام لم ترد إلينا, لافتا إلي أنه من خلال اللجنة المسئولة عن متحف النصر للفنون المعاصرة ببورسعيد, سيكون أول أهدافها في تصوري ربط النشاط المتحفي بالقاعدة العريضة للجمهور. وأشار مسعد إلي أن مجلس الأمناء مكون من خمسة أعضاء من مختلف التيارات الفكرية والفنية والثقافية, وهذا بهدف تكامل الرؤي, وهناك وجود للشباب أيضا, هدفه تنشيط أداء المتحف وزيادة الوعي بأهمية النشاط المتحفي, مؤكدا أن لكل عضو تصورا لكيفية أداء الرسالة والحفاظ علي المعروضات المتحفية, وتأمينها, وضرورة الانفتاح علي مختلف المراحل العمرية, والاهتمام بتنشيط الجانب الوطني للمتحف وابرازه فنيا, وهناك تصور عن إقامة ورش لتعليم وتنمية الرسم والتصوير والفن التشكيلي لنحول المتحف لبؤرة إشعاع ثقافي, كي نبني جسرا يسد الفجوة بين الفنانين والجمهور. فيما أشار الناقد عمر شهريار إلي أن معرفته بالقرار جاءت عن طريق البيان المنشور لكن لم يصله قرار رسمي حتي الآن, لافتا إلي أن إشراك المثقفين في إدارة المراكز الثقافية فكرة متميزة, بعيدا عن الشكل البيروقراطي وهيمنة الموظفين عليها لأن المثقفين هم الأعلم بتلك الأماكن, ومن الممكن أن يكون هناك اعتراض علي بعض الأسماء المختارة وهذا شئ صحي ومطروح طوال الوقت علي المثقفين. وكان وزير الثقافة د.عماد أبو غازي قد أكد في تصريحات له أن مهمة مجالس أمناء المتاحف الفنية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية هي وضع السياسات الخاصة بكل متحف وخطط النشاط فيه, وتصورات للترويج لها وطرق العرض لمقتنيات المتاحف, مبررا قراره بتشكيل المجالس برغبته في إشراك المثقفين في تحديد سياسات وزارة الثقافة.