فتح صابر عينه علي صورة والده وهو يضع شالا يخفي به ملامح وجهه ويحمل بندقيته وينطلق تحت جنح الليل قبل أن يعود مع أول خيوط الصباح محملا بكل ما استطاع أن ينهبه ويسرقه من ضحاياه. وفي إحدي الليالي الظلماء خرج اللص كعادته ولكنه لم يعد هذه المرة فقد وجد من هو أكثر منه يقظة سائق سيارة ملاكي خرج عليه اللص من بين الزراعات ملثم الوجه وأشهر بندقيته في وجهه وطلب منه أن يلقي كل ما معه من أموال ومتعلقاته الشخصية علي الأرض ولكن قائد الملاكي لم يستسلم للص وغافله وأخرج مسدسا من طيات ملابسه وأطلق منه رصاصة استقرت في قلب اللص أردته صريعا في الحال. كانت هذه آخر مرة يري فيها صابر والده قبل أن يخرج إلي العمل كما كان يخبره. مرت سنوات طويلة كبر خلالها صابر وصار رجلا وبدلا من أن يبحث عن فرصة عمل شريف سار علي خطي الصريع الذي أورثه الشقاوة فكانت الحصيلة ضبطه في16 قضية سرقة بخلاف عشر قضايا أخري مطلوب التنفيذ عليه فيها. جلس صابر يتذكر أيام طفولته الأولي حينما كان يجلس مع والده ليروي له بكل فخر قصص غزواته الليلية ومطاردات الشرطة له التي فشلت في الإيقاع به أو ضبطه بسبب إجادته فن التخفي ولأنه لايترك وراءه أثرا يدل عليه. فبدأ يتعرف علي عدد من أصدقاء السوء وتعلم مهنة القيادة وعمل سائقا علي سيارة ميكروباص وأصبح يقضي معهم السهرات الحمراء حتي الصباح, ويتناول خلالها كل مالذ من مسكرات ومواد مخدرة حتي أدمن المخدرات وأصبحت الأموال التي يتحصل عليها من مهنة القيادة لاتكفي الانفاق علي سهراته حتي دله أصدقاء السوء علي مهنة النشل. تردد صابر في بداية الأمر خوفا أن يلقي مصير والده ولكن أمام احتياجه للمال لشراء المخدرات التي اعتاد عليها يوميا بدأ يمارس نشاط سرقة وخطف حقائب السيدات بالاشتراك مع أحد أصدقائه مستخدمين دراجة نارية. وفي إحدي السهرات تعرف علي إيمان(26 سنة) ربة منزل ونشأت بينهما علاقة عاطفية وأصبح لايطيق البعد عنها, وطلب منها الزواج بالفعل تم عقد قرانهما وأنجبا ولدا وبنتا وأثناء ذلك اختلف صابر مع شريكه في السرقةوأصبح لايقوي علي العمل بمفرده فقرر الاستعانة بزوجته وطفليهما حتي لايشك فيهم رجال المباحث. استأجر المتهم سيارة ملاكي يستقلها وتجلس بجواره زوجته التي تضع طفليهما في المقعد الخلفي ويجوبان الميادين الرئيسية ويختاران ضحيتهما بحيث يقترب هو منها بينما تجذب الزوجة منها الحقيبة ويلوذان بالفرار. تلقي اللواء عابدين يوسف مدير أمن الجيزة إخطارا من العميد محمد حسام مدير نجدة أكتوبر يفيد بأنه أثناء تمركز السيارة603 لاسلكي رئاسة أمين الشرطة ماجد إسماعيل من قوة إدارة شرطة النجدة بأكتوبر بميدان ليلة القدر تلاحظ له سير السيارة رقم د.ع2591 بسرعة جنونية عكس الاتجاه معرضة حياة المواطنين وقائدي السيارات للخطر, فقام بمطاردتها محاولا استيقافها إلا أن قائدها رفض الامتثال وقام بإلقاء حقيبة حريمي علي سيارة الشرطة فأطلق أمين الشرطة طلقة تحذير بالهواء لكي يقف ولكن قائدها زاد من سرعته فأطلق الأمين رصاصة علي الإطار الخلفي للسيارة فتوقفت ونزل منها قائدها ولاذ بالفرار وعند الوصول للسيارة تبين أن بداخلها سيدة وثلاثة أطفال. وبفحص المقدم محمد عبد الواحد رئيس مباحث قسم أكتوبر ثان ومعاونه الرائد مصطفي صديق تبين أن السيدة تدعي إيمان محمد ناجي(26 سنة) ربة منزل ومقيمة بالحي12 دائرة قسم الشيخ زايد, وبالكشف عليها تبين أنها مطلوبة في5 قضايا سرقة وبصحبتها ابنها بشار صابر( سنة) وابنتها نورهان(5 سنوات) وابنة شقيق زوجها آية(6 سنوات). وبمناقشتها أمام اللواء جمال عبد الباري مدير مباحث أكتوبر قررت أن قائد السيارة الهارب زوجها ويدعي صابر حشمت(34 سنة) عاطل وبالكشف عليه تبين أنه سابق اتهامه في16 قضية ومطلوب التنفيذ عليه في10 قضايا أخري. وبقيام العميد رضا العمدة رئيس فرع البحث الجنائي بتفتيش السيارة عثر بداخلها علي جهاز لاب توب وكيسة كمبيوتر و13 شنطة حريمي وعدد8 بوك حريمي صغير وحافظة نقود فارغة وبطاقة لسيدة تدعي ابتسام(41 سنة) ربة منزل. ودلت تحريات الرائد إسلام سلامة معاون المباحث علي قيام المتهمة وزوجها الهارب بتشكيل عصابة لسرقة حقائب المواطنين بنظام الخطف والمغافلة في أثناء قيادة السيارة. تم التوصل لصاحبة البطاقة واتهمت المتهمة وزوجها بخطف حقيبة يدها في أثناء سيرها أمام مستشفي الزهور, وأكدت أن الحقيبة كان بها مبلغ400 جنيه. تم تحرير محضر بالواقعة وإحالته إلي محمد سليم مدير نيابة أكتوبر ثان وبمواجهة المتهمة اعترفت بارتكابها العديد من جرائم السرقة بالاشتراك مع زوجها الهارب فتم حبسها علي ذمة التحقيق وكلفت النيابة رجال المباحث بسرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب.
