التقي مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون أمس في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي ينتظر بإلحاح توضيحات منه بشأن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يومين عزمه علي الانسحاب من معاهدة أساسية حول الأسلحة النووية. وهذه الزيارة مقررة منذ وقت طويل, وأعلنت قبل أن يكشف ترامب عن قراره سحب الولاياتالمتحدة من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدي التي وقعت مع روسيا إبان الحرب الباردة. وتكتسب أهميتها من كونها أول زيارة يقوم بها مسئول أمريكي كبير لموسكو منذ أشهر عدة. لكن إعلان ترامب أضفي عليها مزيدا من الأهمية في وقت تراجعت فيه العلاقات بين البلدين إلي أدني مستوياتها. وبدأ اللقاء بين بولتون الذي يعتبر أحد صقور الإدارة الأمريكية ولافروف ويتوقع المسئولون الروس أن يشرح لهم المستشار الأمريكي موقف واشنطن من المعاهدة النووية. كذلك, سيجتمع بولتون اليوم بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين, وفق ما أفاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. واعتبر بيسكوف أمس أن انسحاب الولاياتالمتحدة من المعاهدة النووية سيجعل العالم أكثر عرضة للخطر مشيرا إلي انه ينتظر توضيحات من واشنطن ورافضا الاتهامات التي وجهتها الولاياتالمتحدة إلي روسيا والمتعلقة بانتهاكها للمعاهدة. وفيما يثير إعلان الولاياتالمتحدة مخاوف من العودة إلي الانتشار النووي, أكد بيسكوف أن روسيا لن تكون البادئة في الهجوم علي أحد. وأشار لافروف, من جهته, خلال مؤتمر صحفي, إلي أنه ينتظر توضيحات للموقف الرسمي الأمريكي مضيفا إذا كان بولتون مستعدا لتقديمها, حينها سنقيم الوضع, بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية. وبولتون الذي عين في مارس الماضي معروف بمواقفه المتشددة للغاية في ملفات السياسة الخارجية. وكان في مقدمة المطالبين بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقع في2015 بين إيران ومجموعة الدول الست الكبري لمنعها من امتلاك السلاح النووي. كما انه لم يتردد في إعلان اقتناعه بوجوب ان توجه واشنطن ضربة عسكرية الي كوريا الشمالية بدل التفاوض معها, ويبقي مؤيدا لتوسيع العقوبات علي روسيا التي تتهمها واشنطن بالتدخل في العملية الديمقراطية. واستهل بولتون زيارته لموسكو بلقاء مع نيكولاي باتروشيف رئيس المجلس الروسي للأمن القومي, استمر حوالي خمس ساعات, وفق ما صرح متحدث باسم هذا الجهاز افجويني انوشين.