أضرب الآلاف من سائقي الميكروباص بمدينة بورسعيد عن العمل لمدة ساعات علي مدي اليومين الماضيين احتجاجا علي إغلاق الشارع الرئيسي بالمدينة( الثلاثيني) من جانب الإشغالات الثابتة والباعة الجائلين مما صعب من مهمة المرور عبره للوصول لنهايات الخطوط بميدان المنشية والمعدية, وضاعف وقت السير به لأكثر من30 دقيقة, وهو لا يستغرق في الأحوال العادية أكثر من7 دقائق فقط, وشمل الإضراب خطوط الأمين وال5 آلاف وحدة, وهي أكثر الخطوط أهمية وكثافة وطولا وتخدم في الغالب أكثر من250 ألف مواطن.وقد فشلت جميع المحاولات الودية الرامية لإنهاء إضراب السائقين الذي أصاب الحياة في المدينة بحالة شلل تام, وقاد بعض السائقين وأصحاب السيارات مهمة تعطيل حركة السير بأنفسهم وتهديد بعض السائقين من زملائهم الممتنعين عن المشاركة في الإضراب, والراغبين في العمل علي الخطوط المذكورة. وقال عبده أحمد( سائق): إن الأمر لم يعد يحتمل الصبر ولا الصمت, والمسألة في النهاية تتعلق بإهدار ثمن البنزين أو السولار المستخدم بلا فائدة في قطع شارع الثلاثيني من بدايته عند مسجد مريم القطرية, وحتي نهايته بالمنشية في نحو نصف ساعة نظرا لاحتلال جانبي الشارع من إشغالات الباعة, الذين انتقلوا ببضاعتهم من الشوارع التجارية بالحميدي والشرقية وتقاطعاتها العرضية إلي أهم شارع علي الإطلاق بالمدينة الذي يستوعب مرور3 سيارات نقل ثقيل دفعة واحدة, وبات لا يسمح بسبب الإشغالات إلا بمرور سيارة ميكروباص أو ملاكي أو أجرة واحدة فقط وبصعوبة.ويضيف: لا ندري تحديدا أين شرطة المرافق وإدارات الإشغالات بأحياء المناخ والعرب والشرق من هذه المهزلة؟! وإلي متي الصمت المطبق علي تجاوزات هؤلاء الباعة الذين لا يردعهم قانون ولا ضمير, ومعظمهم من الأغراب القادمين لبورسعيد من القري والمحافظات المجاورة, وهناك للأسف من يستقدمهم ليدفع بهم لشغل الشوارع والنواصي بالإشغالات الثابتة والمتحركة, ومن المؤكد أن هناك من يتابع كل ذلك لكنه لا يحرك ساكنا لمصالحه الشخصية المرتبطة بمافيا الباعة الجائلين ببورسعيد. ويقول عبدالعاطي محمود من قاطني ال5 آلاف وحدة: إنه علي الرغم من رفضه لإضراب السائقين الذي عطل مصالح الناس, فإنه يتفق مع هؤلاء المضربين في احتجاجهم علي الواقع المرير لشارع الثلاثيني ومعظم شوارع بورسعيد التي راحت ضحية للإشغالات وأصابت السيولة المرورية بالمدينة بأكملها في مقتل, وذلك في غيبة من المرور والشرطة والإشغالات. ويضيف أن الأزمة مرشحة للتعقيد والتفاقم مع قرب حلول شهر رمضان والأعياد, وإذا لم يتدخل المحافظ أحمد عبدالله ومدير الأمن سامي الروبي ومديري إدارات المرافق والإشغالات بالأمن والأحياء لإنهاء هذه المأساة والتصدي بحزم لهؤلاء البلطجية قاطعي الطريق خلال الساعات القليلة المقبلة, فإن المدينة بأكملها ستواجه مأزقا حرجا للغاية. وداخل حي العرب الذي يقع شارع الثلاثيني فيه أكد مدير إحدي الإدارات المسئولة عن ملف الإشغالات الذي رفض ذكر اسمه أن جميع محاولات الاستعانة بالشرطة لمواجهة هذه الظاهرة المؤسفة ليس في شارع الثلاثيني فقط, ولكن في بقية شوارع الحي خاصة المطلة علي شارع عاطف السادات( الكورنيش), وتقاطعات المنطقة التجارية بوسط البلد قد باءت بالفشل الذريع, فقد طلبت قيادات الشرطة تأجيل الاستجابة لطلبنا المتعلق بالقيام بحملات مشتركة لإزالة العشوائيات التجارية والإشغالات بدعوي عدم ملاءمة الظروف الأمنية بالمدينة, وردت الشرطة علي مراسلاتنا الرسمية في هذا الشأن بالجملة المعهودة المتعلقة بالدراسة الأمنية الجارية, لذلك لا يجب توجيه اللوم لإدارة حي العرب الذي لا يمكنه القيام بأي حملات إلا بمرافقة قوة أمنية, وهذا ما نتمناه في القريب العاجل لإنقاذ بورسعيد من حالتها المؤسفة.