يشارك هذا العام في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة84 من رؤساء الدول, بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي, و44من رؤساء الحكومات, ويطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس, اليوم الإثنين إستراتيجية الأممالمتحدة للشباب: شباب2030 لتوجيه منظومة الأممالمتحدة بأسرها, فيما توسع نطاق عملها لتمكين الشباب من تحقيق كامل إمكاناتهم, ولدعم حقوقهم وضمان انخراطهم ومشاركتهم في تطبيق ومراجعة أجندة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم علي تحقيق أهدافها بحلول عام.2030 ويشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي, في اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة, حيث سيلقي الرئيس, بيان مصر أمام الجمعية العامة, الذي سيتناول رؤية مصر لتعزيز دور الأممالمتحدة, وكذا المواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالميين, وجهود مصر في دعم مكافحة الإرهاب الدولي. والزيارة الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلي الأممالمتحدة, لرئاسة وفد مصر في اجتماعات الشق رفيع المستوي في اجتماعات الدورة73 للجمعية العامة للأمم المتحدة, هي الزيارة الخامسة من نوعها إلي المنظمة الدولية. ويترأس السيسي الاجتماع رفيع المستوي لمجموعة السبعة والسبعين, التي تتولي مصر رئاستها خلال العام الحالي للمرة الثالثة في تاريخ المجموعة, حيث سيلقي البيان الافتتاحي لمصر أمام الاجتماع, والذي يتضمن استعراض الدور المصري في دعم أنشطة المجموعة منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي, مما ساهم بشكل فعال في تعزيز مسيرة ودور المجموعة في إطار التعاون فيما بين دول الجنوب, كما يشمل البيان موقف مصر نحو الجهود الرامية لإصلاح المنظومة التنموية للأمم المتحدة للاستجابة بشكل أكبر للمتطلبات والاحتياجات التنموية لدولها الأعضاء. وزيارة الرئيس إلي نيويورك, تتضمن نشاطا مكثفا علي الصعيد الثنائي بين مصر والولايات المتحدة علي عدة مستويات. ويلقي الرئيس السيسي, الضوء علي تطورات الإصلاح الاقتصادي وتشجيع الاستثمار في مصر, ورؤية الدولة لدور القطاع الخاص في التنمية, ومستجدات تنفيذ المشروعات التنموية العملاقة في مصر, حيث يتضمن برنامج زيارة الرئيس, لنيويورك عقد لقاءات مكثفة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات; وذلك للتباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم في شتي المجالات, إضافة إلي تبادل الرؤي ووجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, ويشارك الرئيس, في قمة نلسون مانديلا للسلام, والتي تأتي تزامنا مع الاحتفال بالذكري المئوية لمولد الزعيم الإفريقي الراحل, ويلقي كلمة بهذه المناسبة أمام القمة. وعلي الرغم من الأهمية السياسية والدبلوماسية والإعلامية لزيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمم المتحدة ومشاركاته في اجتماعات الجمعية العامة والقمم الدولية الأخري, فإن الشق الاقتصادي يمثل جانبا مهما من نشاط الرئيس واهتماماته خلال وجوده في هذا المحفل الدولي, حيث تمثل اللقاءات ذات الطابع الاقتصادي والاستثماري والتجاري نسبة مهمة من اجتماعات الرئيس في نيويورك الأمر الذي يعكس مدي اهتمام الرئيس بتوفير الدعم الدولي لجهود مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي والتنمية الشاملة. وخلال الزيارات الأربع السابقة للرئيس السيسي لنيويورك أجري4 اجتماعات مع رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم حيث كان اللقاء معه بندا ثابتا علي جدول لقاءات الرئيس سنويا وتناولت هذه اللقاءات التطورات الاقتصادية في مصر ودعم البنك الدولي لجهود التنمية والإصلاح في مصر وتوفير مصادر التمويل الممكنة لها. كما التقي الرئيس أيضا بشكل منتظم أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية وتم في كل مرة بحث سبل دعم وتعزيز الاستثمارات الأمريكية في مصر وسبل رفع مستوي التبادل التجاري وشرح جهود مصر في المجال الاقتصادي, أيضا التقي الرئيس السيسي مع كلاوس شواب رئيس المنتدي الاقتصادي العالمي منتدي دافوس عام2015 حيث تم التنسيق بشأن الاجتماع الإقليمي للمنتدي الذي عقد بعد ذلك في شرم الشيخ في مايو2016, كما حرص الرئيس أكثر من مرة علي لقاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولي وهو منظمة غير حكومية تسعي لتعزيز التفاهم السياسي من أجل التنمية. في الوقت نفسه, فإن جميع مشاركات ولقاءات وخطب الرئيس في نيويورك خلال الزيارات الأربع تضمنت في مقدمة أولوياتها جانبا اقتصاديا مهما يتعلق بالتنمية في مصر وإفريقيا والعالم, وشرح سياسات مصر الاقتصادية وحث العالم علي دعم جهود مصر لبناء مستقبل أفضل لشعبها. وحرص الرئيس السيسي منذ توليه رئاسة مصر علي المشاركة في جميع دورات الجمعية العامة التي تعقد في شهر سبتمبر من كل عام, ليكون بذلك أول رئيس مصري يحضر5 دورات متتالية لاجتماعات الجمعية العامة, بل إن زيارات الرئيس الخمس للأمم المتحدة يفوق عددها مجموع زيارات جميع قادة مصر إليها منذ إنشاء المنظمة الدولية. الرئيس السيسي ألقي خلال هذه الزيارات خطبا رسمية, كانت أهمها خطاباته الأربعة أمام جلسة الجمعية العامة, والتي تمثل كلمة مصر الرسمية في المنظمة الدولية, إضافة إلي كلماته وخطبه في عدد من المؤتمرات والقمم الأخري التي عقدت في مقر الأممالمتحدة, خلال فترة انعقاد الجمعية العامة, كما عقد في نيويورك عشرات اللقاءات مع قادة وزعماء ومسئولين وإعلاميين من جميع قارات العالم خلال حضوره هذا المحفل العالمي الكبير. وهناك عدد من الملامح التي ميزت مشاركات الرئيس الأربع, خلال الفترة الرئاسية الأولي, وأثمرت في النهاية العديد من النتائج السياسية باستعادة مصر مكانتها في محيطها الإقليمي والعالمي, وشجعت المجتمع الدولي علي دعم جهود مصر السياسية والاقتصادية, حيث جسدت مشاركات الرئيس في هذه الاجتماعات السنوية, الإدراك الكامل لأهمية هذا المنبر العالمي لمخاطبة المجتمع الدولي بكامله, والتواصل معه, وعودة صوت مصر علي أعلي مستويات القيادة إلي منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة, تأكيدا لاهتمام مصر بدور المنظمة الدولية, وضرورة تعزيزه واستعادة تأثيره في النظام الدولي علي الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, خصوصا في الفترة الراهنة التي يمر فيها النظام العالمي بتغييرات متتالية في توازن القوي وطبيعة ونمط العلاقات الدولية. ومشاركة الرئيس السيسي في دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة, رسالة إعلامية إلي شعوب العالم, بقدر ما هي رسالة سياسية ودبلوماسية, فالملايين في أنحاء العالم تتابع وقائع اجتماعات الجمعية العامة وما يدور فيها, لذلك فإن الرئيس لم يكن في هذه المشاركات يخاطب الحاضرين في القاعة الرئيسية للجمعية العامة للأمم المتحدة, رغم أهميتهم, وإنما كان يخاطب من خلالها كل شعوب العالم, الأمر الذي يختصر الكثير من الجهد في نقل صورة مصر وحقيقة مواقفها إلي الرأي العام الدولي.