وشعرت وأنا معهم جميعا باني وحيدة واحتاج لصدر أسند رأسي عليه وحاولت اخفاء دمعة حائرة في عيني كدت اختنق فما أصعب أن يحب شخصا ما شيئا ما ويكون هو سبب مأساته في الحياة. فأنا أحببته وكرهته أحببتها وكرهتها أدمنته أدمنتها دمرته دمرتها. منذ صغري وأنا أشعر بشيء ما غير طبيعي بداخلي شيء يؤرقني يجعلني انظر اليهم كثيرا وأراقبهما وأتأمل صفاتهما وجمالهما. فصرت أشارك الناس ببعض رأسي وكانوا يصفوني في بعض الأحيان بأنني هبلة عبيطة بتستهبل وهذا لم يكن يزعجني كثيرا وكنت سعيدة متأملة تسير حياتي ببساطة ويسر. ولكن عندما تصادفني وتشتد علي المشاكل كنت الجأ الي فراشي وادفن رأسي في وسادتي فهي الوحيدة التي تحتضني وتشرب دموعي لتطفيء نارها وتروي ظمأها, نعم كنت أحير الجميع فيظنني بعضهم عنيفة شديدة والبعض الآخر رومانسية حالمة هادئة وآخرون شقية لذيذة وآخرون هادئة نكدية لست أنا سبب حيرتهم فلعلني هذا كله. أيقنت أن حبي لها مثوايا فأسرعت اليها فكانت النهاية وسألت نفسي مرات عديدة هل حبيبتي شخص ما بلد ما أم حياة ما فأدركت أني أحب السماء وأدركت أن عشقي الهواء ومت ظمأ ونديت بالماء فالبحر ظلمته توحي بالكبرياء ابتسم أحيانا أبكي ولست أدري أهذا درب من دروب الجنون أن هناك شيئا مجهولا. الي أن تركتني وصرت وحيدة في الحياة.. نعم كنت وحيدة من قبل ولكن قسوة الحنين تطيل السنين أيقنت أني طعنت نفسي بسكين كي يستكين جرحي آه يا أمي لو تعلمين آه يا أمي لو تسمعين كرهت كل شيء أبعدني عنك فالسماء صارت بلورة زرقاء أبحث فيها عنك ويخيفني الهواء حتي مياه البحر تبادلني الرثاء حتي يا أمي وسادتي البلهاء بادلتها العداء فكان أولي بي يا أمي أن أشكو اليك لم اسمح لعيني يوما أن تشكو لعينك لم اسمح لفمي أن يقبل يديك كل شيء يسير ألا الرجوع اليك. كل شيء يسير الا أن ارتمي بين ذراعيك آه يا أمي لو رأيتي ما في عيني من دموع لو تجمعت لملأ ينبوعا آه يا أمي لو في حضنك أرتميت لهانت الدنيا ولا يوم بكيت آه يا أمي اليكي اليوم اتيت ولحضن قبرك أرتميت فالوسادة ليست معي ايمان ابراهيم عبدالجليل هندسة المطرية