اختتمت بعد ظهر أمس الجمعة احتفالات مولد سيدي أبوالحجاج الاقصري والذي تحتفل به الأوساط الدينية والصوفية والشعبية وهو الاحتفال الذي يحمل طابعا خاصا وعادات وتقاليد ومورثات ترجع إلي العصور الفرعونية ومأخوذة من طقوس احتفال المصريين القدماء بالإله آمون. ونظمت أجهزة الأمن سير موكب الاحتفال منذ بدايته من ساحة سيدي أبوالحجاج بعد صلاة الظهر حتي العودة مرة أخري إلي نفس المكان مرورا بشارع معبد الكرنك ثم طريق الكورنيش شارع يوسف حسن ثم شارع رمسيس ثم عبدالمنعم العديسي ثم محمد فريد حتي وصل الموكب إلي ساحة سيدي أبوالحجاج مرة اخري. ومن ملامح احتفالات مولد أبوالحجاج الاقصري, المركب الذي يجره الآلاف ويطوفون به شوارع المدينة التاريخية تتبعه عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة كل يمارس عمله فوق هذه العربة من النجارين والطحانين وغيرهم في مشاهد تمثيلية هزلية وكرنفال شعبي وفني مثير للدهشة. وكانت الليلة الختامية مساء أمس قد احتفل بها أهالي الاقصر والمريدون بالاستمتاع بحلقات الذكر والقرآن الكريم, بينما اعتاد آخرون علي الاحتفال بالمولد عن طريق تنظيم حلقة للتحطيب يتوافد عليها مشايخ لعبة التحطيب من جميع المدن والمحافظات المجاورة سنويا في مولد سيدي ابوالحجاج, والبعض الآخر يحتفل بإقامة حفلات الدي جي والفرق الشعبية وغيرها, كما قام أغلب أهالي الاقصر كعادتهم السنوية بنحر الذبائح لإطعام الزائرين حيث يقوم الرجل بدعوة كل من يجده أمامه سواء يعرفه أو لا لكي يطعمه. وعن أبوالحجاج الأقصري يقول الشيخ محمود عبدالرازق إمام مسجد أبوالحجاج ولد رضي الله تعالي عنه أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري علي الأرجح في مدينة بغداد وقد نشأ في أسرة علي قدر كبير من الورع والتقوي فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم نال قسطا وافرا من الثقافة الدينية, ومرت الأيام بأبي الحجاج حتي بلغ سن الأربعين وكان قد جمع لنفسه من تجارته ما يكفيه مدة طويلة من الزمن وفي الوقت نفسه كان قد تعرف علي كل مدارس الفقه والتصوف الإسلامي في بغداد والعراق ففكر في الرحيل إلي أماكن أخري ليتعرف علي مدارس الفكر الإسلامي فرحل إلي مكة ومن مكة تزود هناك بالعلم.