نعم عادوا إلي ملاعبنا مرة أخري.. وبدأت بصماتهم تظهر في المدرجات بشكل غير طبيعي, فالأمر لم يكن مجرد ظهور في مباراة بالدوري الممتاز لكرة القدم, بل كان لهم حضور كبير في دوري الشباب وظهرت الشماريخ. وتم إلقاء الزجاجات وسمعت الهتافات النابية والألفاظ الخارجة.. وتحولت مباراة بين الصغار إلي معركة بين الكبار تم استخدام كل الأشياء الخارجة فيها حدث هذا في ملعب نادي الزمالك بميت عقبة في قمة الشباب.. كنا نتمناها قمة في كرة القدم فقط لنجوم المستقبل ولكنها كانت قمة في الخروج عن الأداب العامة قمة في إشعال النيران وتحويل الملعب إلي مكان مغطي بالدخان.. كانت الألفاظ تتطاير وتطول الآباء والأمهات بلا ذنب وبلا سبب فقد تعرض حسام وابراهيم حسن للإهانة بلا مبرر وتعرض لاعبو الأهلي وجهازهم الفني للإهانة لمجرد أنهم تفوقوا علي الزمالك بهدف وكانوا الأفضل. ما حدث يحتاج إلي وقفة.. وقفة تردع هؤلاء الذين سيلوثون آذاننا وسيقضون مضاجعنا.. فالمسألة لم تعد مرتبطة بجمهور معين, فالكل يسب ويشتم ويعتدي علي سيارات اللاعبين ويحطم الزجاج.. ويشعل النيران.. كنا نقول عن الجمهور الجزائري إنه همجي وبربري ومتهور, وهانحن نمارس نفس السلوكيات مع بعضنا البعض.. ما يصدر عن جمهورنا قمة في الهمجية والتهور والسلوك غير المتحضر. وأعتقد أن اتحاد الكرة يتحمل المسئولية لأنه غير قادر علي فرض مسألة الضبط والربط.. غير قادر علي أن تطول ذراعه المخالفين والمتعصبين والخارجين عن النص.. فمازال يعاقب غير المسئول ويترك الجاني يهرب بجريمته, لأنه مهما وقعت غرامات علي الأندية فلن يكون هناك ردع للجمهور حتي ولو وصلت إلي مليون جنيه.. لابد من معاقبة هؤلاء الذين أخطأوا بشكل مباشر.. والمتوقع في ظل هذه العقوبات المتراخية أن تواصل عصابات الملاعب جرائمها وستشعلها نيرانا في كل مكان. أما الشيء الغريب, فهو عقوبات لجنة المسابقات التي تعاقب مدربا يقبض مثلا80 ألف جنيه بألفي جنيه, لأنه أخطأ أو انفعل.. مبلغ لا يمثل أي قيمة بالنسبة له عندما يتجاوز وأحيانا أو في الغالب يتحمله النادي لابد أن تكون العقوبة علي قدر الخطأ, لكن عقوباتنا علي طريقة ما تعملش تاني كدة تاني يا وحش.