للفضائح انواع كثيرة فهناك السياسية التي تتعلق بسلوك مثل فضيحة وترجيت التي اطاحت بالرئيس الأمريكي الاسبق نيكسون وفضيحة العلاقة الجنسية للرئيس كلينتون... مع المتدربة مونيكا لوينسكي والتي كادت تضع نهاية لوجوده في البيت الأبيض ولمستقبله السياسي, وهناك فضائح النجوم مثل تورط الممثل البريطاني هيوجرانت في علاقة جنسية. وتزدهر الصحف مع الفضائح لكن فضيحة ذا نيوز أوف ورلد التي أغلقت ابوابها ووضعت نهاية لاكبر تاريخ امتد ل168 عاما بعنوان تاريخي: شكرا لكم وداعا: وهي فضيحة للصحيفة وللبارون اليهودي الإعلامي روبرت ميردوخ الذي يمتلك صحفا بريطانية منها التايمز وشبكات تليفزيونية امريكية مثل فوكس وسكاي نيوز وصحف مثل وول ستريت جورنال ونيويورك بوست والأخيرة من الصحف التي تشن حملات علي المسلمين. وقد تباري سياسيون أمريكيون كبار ومتمرسون مثل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الاسبق للدفاع عن ميردوخ الذي وصفه بأنه لم يلتق شخصا امينا في حياته مثل ميردوخ وكتاب معروفون بينهم وليام كوهين الذي كتب مقالا في صحيفة نيويورك تايمز وحمل عنوان دفاعا عن ميردوخ وقال إنه لولا ميردوخ لاختفت الصحف البريطانية ولم يصبح لها وجود كما ان لميردوخ الفضل في ظهور شبكات عالمية مثل فوكس موضحا اختلافه عن ميردوخ في قضايا التغيير المناخي والشرق الأوسط, حيث وصف دوره بالمعرقل.. وسوف تعيد فضيحة صحيفة ميردوخ تقدير التوازن بين حرية الصحافة وحق الخصوصية في أوروبا كلها خاصة في بريطانيا وفرنسا. وقد أثارت فضيحة المدير السابق لصندوق النقد الدولي ستراوس كان الحديث حول وجود مؤامرة امريكية للتخلص من منافس قوي لساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة ومنع اي شخص من تحدي السياسة الأمريكية في المؤسسات المالية العالمية التي تتحكم وتمارس الهيمنة علي الاقتصاد العالمي كله, كما تعكس الفضيحة مدي التضارب والتناقض بين الثقافات واختلافها من عصر لاخر فبريطانيا التي كانت في الماضي مركزا للفضائح وفرنسا التي كانت منطلقا للهمسات والشائعات الآن اصبحت الدولتين تلوذان بحق الخصوصية وحمايتها. الفضيحة دفعت بديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني لإجراء التحقيق مؤكدا ان تقاليد الصحافة البريطانية والتي تحررت من جميع القيود قد فشلت وانهارت مطالبا بنظام جديد لها. ووفقا لبنود الميثاق الأوروبي فان الصحافة موزعة بين متناقضين هما الحق في الخصوصية والحق في حرية التعبير وشهد الأول جدلا كبيرا وتعالت الأصوات في الشهور الأخيرة وعبر كاميرون عن قلقه موضحا ان الموقف يشوبه التناقض اذا كان القضاه يصنعون القانون أكثر من البرلمان لكن كاميرون ذهب في اكثر من ذلك حيث دعا لاصلاحات جديدة لقواعد ولوائح الصحافة وفك الارتباك وانهاء العلاقة بين الصحف والمجلات والتي تبدو قناعا وستارا لنفوذ هائل للسياسيين ولاصحاب النفوذ والسلطة موضحا انه شيئا حيوي ان تتمتع الصحافة البريطانية بالحرية لقول الحقائق لكنه استدرك قائلا ان الحرية لاتعني ان تكون الصحافة فوق القانون, فرنسا اقصي درجات الحماية وحق الخصوصية وهو ما كان مثيرا للامتعاض من جانب بريطانيا وامريكا كما استغله السياسيون الفرنسيون بشدة في حماية انتهاكاتهم خاصة الفضائح الجنسية مثل ماحدث مع ستراوس كان الذي كان الصحفيون يعرفون سلوكه جيدا لكنهم نادرا ما نشروا ذلك وتباري الجميع في الكشف عن كل الاسرار بعض القبض عليه في نيويورك بل رفعت صحفية فرنسية دعوي قضائية تتهمه باغتصابها واذا كانت فضيحة ستراوس كان قد ازاحت حواجز الصمت في الصحافة الفرنسية فان فضيحة ذا نيوز أوف ورلد سوف تساعد في وضع قيود جديدة وحماية جديدة لحق الخصوصية لكن استبعدت ال نيويورك تايمز حدوث تغير ثقافي في فرنسا.