يشكل موسم الزراعات الصيفية والذي تزداد معه كميات المياه المستهلكة سواء في أغراض الزراعة أوالشرب, اختبارا صعبا الموارد المائية والري وتجتهد الوزارة سنويا للتغلب عليه والخروج منه بأقل الخسائر وذلك من خلال وضع خطة محكمة للوفاء بالاحتياجات المائية للمنتفعين من المزارعين والتأكد من وصول المياه لجميع الترع الفرعية دون وجود أي عقبات, والتأكد من وفاء المياه المصرفة خلف السد لجميع الاحتياجات الفعلية في قطاعات الزراعة والصناعة والشرب. ولا شك أن وزارة الري تتعامل بحرص شديد مع الوضع المائي الحالي لمواجهة الفجوة بين الاحتياجات والمياه المتوافرة والتي تبلغ نحو21 مليار م3 سنويا من خلال تنفيذ العديد من برامج تحسين كفاءة استخدام مياه الري, وآليات إعادة تدوير المياه وكذلك تطهير القنوات والمساقي ورفع كفاءة محطات الري, الا أن دراسات تغير المناخ تتنبأ بانخفاض إنتاجية محصولين رئيسيين وهما القمح والذرة بنسبة%15 و%19 علي التوالي بحلول عام2050 وتمليح نحو%15 من أكثر الأراضي الصالحة للزراعة في دلتا النيل هذا دون إغفال تأثيرات تغير المناخ علي أنماط سقوط الأمطار في حوض النيل,وتأثيرها علي تدفقه. ورغم أن كفاءة نظام إدارة مياه النيل تصل ل%80, حيث يتم إعادة استخدام مياه الصرف والاعتماد علي المياه الجوفية السطحية في الوادي والدلتا إلا أن الدولة تستورد فعليا كمية من المياه تساوي34 مليار متر مكعب سنويا ممثلة في منتجات غذائية لتحقيق الامن الغذائي. وتعد محدودية الموارد المائية والنموالسكاني المطرد والتعدي علي الرقعة الزراعية من أهم التحديات التي تواجه إدارة الموارد المائية خصوصا في قطاع الزراعة, لذا يتم التركيز حاليا علي مشروعات تطوير الري وتطبيق طرق الري الحديثة ودفع الاستثمارات والمنح والقروض من خلال محورين برفع الوعي للمزارعين للحفاظ علي نقطة المياه بالترشيد في استخدام مياه الري من خلال منظومة ري حديث والحفاظ عليها من التلوث, والحفاظ علي المشروعات القومية وشبكات الري والصرف والتعامل معها كما يتم التعامل مع تقليل زراعة المحاصيل الشرهة للمياه وخصوصا الارز,وكذلك تكثيف حملات التوعية علي جميع الاصعدة بين فئات الشعب المختلفة. وقد نجحت وزارة الري في تنفيذ خطوات جادة لترشيد الاستخدام بتطوير نظم الري بالأراضي القديمة بالوادي والدلتا التي تسهم في زيادة الإنتاجية المحصولية للفدان, والكفاءة الإنتاجية الزراعية لوحدة المياه والمعروفة بالقيمة المضافة لوحدة المياه والحفاظ علي صحة الفلاح والمواطن المستهلك للإنتاج الزراعي سواء في الغذاء اوالمشروعات والصناعات والاستخدامات المختلفة. ويبقي التوسع في تنفيذ مشروع تجريبي لشبكات الري الحديث من رش وتنقيط والذي بدأ تطبيقه بمناطق تجريبية بالفيوم مع تطبيق استخدامات الطاقة الشمسية في تشغيل أنظمة الري الحديثة, هو الأمل في التوسع باستخدام نظم الري الحديث والمتطور وتقليل نسبة الفقد في مياه والذي يصل الي نحو25% حيث تتم اعادة استخدام مياه أكثر من مرة علي مستوي الترع الفرعية, والرئيسية ومن ثمر العبور بموسم اقصي الاحتياجات بسهولة ويسر دون تعرض أي من المحاصيل للموت والهلاك بسبب نقص اوعدم وصول مياه الري من أساسة للأراضي الزراعية.