شهدت محافظة الغربية خلال السنوات القليلة الماضية طفرة في إنشاء العديد من الطرق الحديثة وفقا للمواصفات الفنية فيما يجري تأهيل بعض الطرق الحيوية المتهالكة إلا أنه وعلي الرغم من اهتمام المسئولين بتطوير الطرق وإجراء توسعات لها حتي تتناسب مع زيادة أعداد المركبات بمختلف أنواعها لا يزال نزيف الأسفلت مستمرا مع وقوع المزيد من الحوادث وسقوط العديد من الضحايا الأبرياء وهو الأمر الذي قد يلقي بالمسئولية عن هذه الحوادث إلي أطراف أخري. وأكدت أرقام الإحصائية الرسمية التي صدرت عن الجهات الرسمية العام الماضي أن عدد الضحايا علي طرق المحافظة بلغ60 ضحية, بينما وصل عدد المصابين إلي112 مصابا في حوادث تصادم وانقلاب سيارات وهو ما جعل بعض المتخصصين يسارعون في الكشف عن أسباب وقوع هذه الحوادث لوضعها علي مائدة المسئولين من أجل تداركها في المستقبل وتقديم الحلول والمقترحات للحد منها لحماية أرواح المواطنين. يقول أشرف العيسوي مدرس من أهالي مدينة كفرالزيات: إن طريق الإسكندرية الزراعي من مدينة طنطا وحتي نهاية حدود المحافظة رغم أهميته بالنسبة لأهالي المدينة إلا أنه يعاني من بطء في أعمال التطوير التي تجري له حيث لا تتوافر به عوامل الأمن والسلامة نتيجة ضيق حارات الطريق بالإضافة إلي وجود العديد من الشروخ في الطبقة الأسفلتية في مسافات مختلفة وأيضا عدم وجود حواجز خرسانية في بعض المناطق لمنع انحراف السيارات في الاتجاه المقابل, وأن الكباري هي الأخري أصبح حالها لا يسر عدوا ولا حبيبا وكثرت بها المطبات الهوائية ما يتسبب في وقوع العديد من الحوادث المأساوية وسقوط ضحايا ومصابين. وأضاف مصطفي الشوربجي أن طريق المحلة زفتي يعد من أكثر الطرق التي تتسبب في وقوع حوادث السيارات, مشيرا إلي أنه طريق فردي بطول22 كيلو مترا ويشهد مرور المئات من المركبات يوميا ويشهد وقوع العديد من الحوادث, كما أن طريق المحلة طنطا بطول25 كيلو مترا عبارة عن طريق مزدوج يضم الاتجاه الواحد حارتين فقط وأصبح يحتاج إلي إجراء توسعات جديدة للتقليل من حوادث السيارات وحتي يستطيع حل مشكلات الكثافة المرورية التي يشهدها يوميا. الأساليب العلمية الحديثة بينما أوضح الدكتور أسامة جمال الأستاذ بكلية الهندسة جامعة كفر الشيخ أن هناك أساليب علمية حديثة من شأنها تقليل الحوادث منها اللجوء إلي إحكام سرعة سيارات النقل الثقيل بحيث لا تزيد علي60 كيلو مترا, بالإضافة إلي توفير الرادار المتنقل بكثافة علي الطرق السريعة لضبط المخالفين فضلا عن إنشاء الطرق بطريقة هندسية تراعي فيها المنحنيات بحيث يكون حجم الدوران نصف قطر وأن تكون الطبقات الأسفلتية كثيفة علي الطرق السريعة, بالإضافة إلي إقامة المطبات من مادة مطاطية بارتفاع وعرض محدد ودهانها وإنارتها ووضع العلامات الإرشادية قبلها للتنويه عنها وتقليل حمولة سيارات النقل لحماية الطريق من الكسر والهبوط الأرضي, مع ضرورة غلق جميع الفتحات السطحية بالجزيرة الوسطي للتقليل من الحوادث. رعونة السائقين فيما حمل العميد طارق الدهنة مساعد مدير إدارة مرور طريق القاهرةطنطا الزراعي السريع سابقا, سائقي السيارات مسئولية وقوع العديد من الحوادث للرعونة وعدم الالتزام بقواعد المرور بجانب عدم التزام سائقي سيارات النقل الثقيل بالحمولة القانونية المقررة, مشيرا إلي أنه بعد ضبط المخالفين يتم إطلاق سراحهم من النيابة وفقا للقانون بعد قيامهم بدفع غرامات مالية وتظل المشكلة قائمة وهو ما يستوجب سرعة تنفيذ قانون المرور الجديد حتي يكون رادعا للمخالفين والحد من نزيف الأسفلت. الرقابة المفقودة وكشف اللواء سعيد طعيمة عضو مجلس النواب عن دائرة طنطا رئيس لجنة المواصلات بالمجلس أن حوادث الطرق لا ترتبط بإنشاء طرق حديثة علي أعلي مستوي بقدر ما ترتبط بضرورة فرض عنصر الرقابة والمتابعة علي هذه الطرق وباستخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة وبتقنية متقدمة أسوة بدول العالم المتقدم لردع سائقي السيارات المتهورين وإجبارهم علي الالتزام بقواعد المرور ومعاقبة المخالفين, بالإضافة إلي إغلاق الفتحات والمعابر وإزالة المطبات العشوائية التي أقامها الأهالي بشكل عشوائي معظمها فردي وبها مطبات وحفر لا حصر لها وهو ما يسهم في وقوع المزيد من حوادث الطرق وارتفاع نسبة الضحايا. وأوضح اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية أن رجال المرور يعملون علي مدار24 ساعة بالطرق السريعة والفرعية, مشيرا إلي أنه يتم تحرير المئات من المخالفات المرورية للمخالفين ما بين سحب رخص وضبط سائقين لقيادتهم السيارات تحت تأثير المخدرات. من جانبه أكد المهندس رضا كشك رئيس الإدارة المركزية لهيئة الطرق والكباري بمنطقة وسط الدلتا أن هناك العديد من الطرق المهمة بالمحافظة شهدت طفرة في التطوير بتكلفة بلغت25 مليار جنيه, مشيرا إلي أن هناك خطة لاستكمال مشروعات تطوير باقي الطرق بميزانية تصل إلي ملياري جنيه وكشف اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية أنه جار تنفيذ خطة صيانة الطرق الفرعية ورفع كفاءتها والعمل علي توسيع الطرق الفردية وازدواجها قدر الإمكان, فضلا عن إنشاء أنفاق لعبور المشاة أمام التجمعات السكنية باستثمارات مالية تبلغ42 مليونا383 ألف جنيه.