في أسوان لا ملاذ للمواطنين إلا النيل وجماله حيث يخرج المئات من العائلات في اليوم الأول لعيد الفطر متوجهين إلي حديقتي النباتات والأميرة فريال ولكليهما ذكريات تاريخية مع الأسوانيين الذين لم تسقط من ذاكرتهم اللحظات السعيدة التي قضوها بين أحضان الطبيعة ومياه النيل التي تتهادي بين الصخور الجرانيتية في مشهد ما أبدعه وأروعه.. ورغم مرور السنين ورغم المولات والألعاب ودور السينما والتطور الطبيعي للحياة, تبقي فريال واالنباتاتهما الأهم في الأعياد عند الأسوانية. حديقة فريال هي واحدة من الحدائق المبدعة والملهمة للأدباء والشعراء, وفيها كان يجلس عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد ليبدع في كتاباته ومن أمامه النيل والصخور الجرانيتية السوداء, ولا يزال مكانه المفضل في الحديقة قبالة مقياس النيل بجزيرة ألفنتين مزارا تاريخيا حتي الآن لأهل أسوان. وعن حديقة فريال يتحدث قدري جاد الله خبير سياحي قائلا إن هذه الحديقة التاريخية أنشأها الملك فاروق في الأربعينيات من القرن الماضي وأهداها إلي نجلته الأميرة فريال, والحديقة ملاصقة تماما لفندق كتراكت التاريخي أيضا وتطل علي النيل من ربوة عالية تمكن أي زائر من مشاهدة بانوراما النيل بشكل واضح, ويضيف إن فريال تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين في المواسم والأعياد مثلما هو الحال اليوم, خاصة وأنها تتوسط المدينة العاصمة ومن السهل الوصول إليها. ويستعيد أمين الشريف من أبناء أسوان ذكريات العيد في حديقة فريال قائلا إنه إلي وقت قريب لم يكن في أسوان متنزهات شهيرة كفريال والحديقة النباتية, والأولي كانت تحتضن الآلاف يوميا, حيث يستقل الشباب والأطفال الحناطير ويتوجهون لها ثم يعودون لقضاء باقي اليوم في حديقة المشتل التي تحولت الآن إلي بنايات وعمارات شاهقة, ويضيف أن العيد في أسوان يتميز باللمة والألفة, لذا تكون الحدائق ملتقي للأهل في العيد.