جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيده أن العلاقة بين مصر وإثيوبيا هي علاقة شراكة إستراتيجية, وأن توجه مصر الإستراتيجي هو ترسيخ المصلحة المشتركة مع إثيوبيا في جميع المجالات. وقال الرئيس خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد أمس إننا لن نألو جهدا في سبيل تحقيق ذلك, وإن مصر, حكومة وشعبا, ستظل سياستها نحو إثيوبيا دائما تتسم بالحرص الكامل علي مصالحها واستقرارها وأمنها, والسعي نحو تقدم ورخاء شعبها الشقيق, والرغبة في دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين علي كل المستويات, استغلالا لما يجمع بينهما من مصالح مشتركة كبيرة, من أجل وضع أسس التعاون والشراكة والتكامل في جميع المجالات, تعظيما للمكاسب المشتركة, وبما يتفق مع آمال وتطلعات الشعبين, وما يجمعهما من مشاعر المحبة والمودة الضاربة في عمق التاريخ. ورحب الرئيس السيسي بالضيف آبي أحمد علي, في بلده الثاني مصر, وهنأه بمناسبة توليه منصبه, وعلي ما يقوم به من خطوات لتعزيز الازدهار والاستقرار في إثيوبيا.
النيل العظيم رابط للتعاون والتكامل وقال الرئيس: لطالما أكدت أن العلاقات المصرية الإثيوبية الممتدة عبر آلاف السنين, إنما تقوم علي وشائج أزلية من الأخوة والصداقة والمصالح المشتركة, ويربطهما نهر النيل العظيم الذي كان ويجب أن يظل رابطا للتكامل والتعاون ومصدرا رئيسيا للحياة وهذا ما اتفقنا علي العمل علي تحقيقه, وما يجب أن يستقر في وجدان كل مصري وكل إثيوبي, من واقع العلاقة الخاصة التي طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين, وما يجمع بينهما من امتداد وعلاقات تعاون متصلة, علي نحو يستحق منا العمل علي جعل الشعوب المصرية والسودانية والإثيوبية أشبه بشعب واحد في وطن واحد.
تعزيز التواصل لتحقيق التنمية وأشار الرئيس إلي أنه أولي اهتماما خاصا علي مدار السنوات الأربع الماضية للعلاقة مع إثيوبيا, وتعزيز التواصل والتعاون وترسيخ مفاهيم العمل المشترك من أجل تحقيق المصالح الكبري في إطار إعمال مبدأ المنفعة للجميع وعدم الإضرار بمصالح أي طرف, وبما يحقق التنمية والرخاء والازدهار لشعبينا الشقيقين. وأضاف: لقد قطعنا شوطا مهما علي صعيد بناء الثقة وتعزيز التعاون الثنائي, وسنواصل جهودنا المخلصة والصادقة من أجل تجاوز أي تحديات مشتركة, وفي مقدمتها التوصل إلي اتفاق نهائي بشأن سد النهضة يؤمن استخدامات مصر المائية في نهر النيل الذي لا جدال في أنه شريان الحياة الوحيد للشعب المصري, وفي الوقت ذاته يسهم في تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الإثيوبي الشقيق. ونوه الرئيس إلي أن هذه الزيارة المهمة لرئيس الوزراء الإثيوبي تمثل فرصة طيبة للتباحث في هذا المسعي النبيل الذي نصبو إليه جميعا.
منطقة صناعية مصرية بإثيوبيا وأوضح أنه تم التباحث حول فرص زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين, خاصة في ضوء ما نلحظه من اهتمام من قبل القطاع الخاص المصري بزيادة استثماراته في السوق الإثيوبية, مشيرا إلي أنه تم الاتفاق علي أهمية تقديم كل التسهيلات الممكنة من الجانبين بغرض دعم تلك الاستثمارات, بما في ذلك التعاون لإقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا, وتشجيع مزيد من الاتفاقات بين القطاع الخاص المصري والإثيوبي لاستيراد اللحوم الإثيوبية, فضلا عن التعاون في مجالات الاستثمار الزراعي, والثروة الحيوانية, والمزارع السمكية, والصحة, بما يفضي لتعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وإثيوبيا, وتقديم نموذج ناجح للتكامل المطلوب إفريقيا.