بدأت قمة مجموعة الدول الصناعية الكبري السبع رسميا في كندا أمس وسط توترات واسعة النطاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقادة الستة الآخرين بشأن التجارة, علاوة علي رفض أوروبي موحد لقرارات ترامب أحادية الجانب. وقال ترامب قبل ساعات من بدء القمة إنه يجب دعوة روسيا مرة أخري إلي مجموعة الدول الصناعية وهو ما تعارضه أوروبا. وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي, إن موقف ترامب يمثل تحديا ل( النظام الدولي القائم علي القواعد) وأنه يهدف إلي تحقيق جبهة أوروبية موحدة لمعارضته. وأضاف أنه بطبيعة الحال لا يمكننا إجبار الولاياتالمتحدة علي تغيير رأيها, وفي الوقت نفسه لن نتوقف عن محاولة إقناع أصدقائنا الأمريكيين والرئيس ترامب بأن تقويض هذا النظام لا معني له علي الإطلاق. وكان ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في صدارة المعارضين لترامب بشأن فرضه للتعريفات الجمركية علي صادرات بلادهم من الصلب والألومنيوم. واقترح الرئيس الفرنسي أن تخلص مجموعة السبع بالوصول إلي اتفاقيات تستثني منها الولاياتالمتحدة. وقال ترامب إنه يتطلع إلي تسوية الصفقات التجارية غير العادلة مع دول مجموعة السبع, وإذا لم يحدث ذلك, فإننا سنخرج منها بشكل أفضل. كان المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي, لاري كودلو قد نبه الحلفاء التقليديين لواشنطن إلي أن ترامب يفي ببساطة بوعود حملته الانتخابية وأنه ينبغي أن يؤخذ بكلامه عن التجارة ونمو الاقتصاد الأمريكي. وتابع: لا تلوموا الرئيس ترامب لاتخاذه اجراءات حاسمة تحمي عمالنا الأمريكيين, مشيرا بأصابع الاتهام إلي دول أخري تقوم بوضع حواجز أمام التجارة. وأعلن البيت الأبيض أن ترامب لن يبقي حتي نهاية قمة مجموعة السبع, وبدلا من ذلك سيغادر في وقت مبكر للسفر إلي سنغافورة لإجراء محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بشأن الأسلحة النووية للبلاد. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في مقابلة صحفية أمس إن هناك اختلافات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها( يصعب اخفاؤها). وأضاف لصحيفة سودويتشه تسايتونج الألمانية أن رفض ترامب لاتفاق باريس بشأن المناخ والاتفاق النووي الإيراني فضلا عن التعريفات الجمركية المفروضة علي شركاء بلاده التجاريين, كلها قرارات أحادية الجانب تلحق الضرر بأوروبا. وأثار فرض الولاياتالمتحدة مؤخرا تعريفات جمركية علي حلفائها كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي, خططا للانتقام من الولاياتالمتحدة, وقد أعرب خبراء عن مخاوفهم من حرب تجارية متصاعدة يمكن أن تضر بالاقتصاد العالمي. ومثل إصرار ترامب علي أن تعود روسيا إلي مجموعة الدول الرئيسية انقساما صارخا بين واشنطن وحلفائها, خاصة في أوروبا. وكان قد تم طرد موسكو من المجموعة بعد ضمها لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام.2014 وقوبلت الخطوة بانتقادات من المشرعين في الداخل الأمريكي, بما في ذلك من زعيم الديمقراطيين المعارضين في مجلس الشيوخ, الذي قال إن ترامب يحول سياستنا الخارجية إلي نكتة دولية, ويلحق ضررا مستديما لبلدنا, دون أي سبب. وقال تشاك شومر: نحتاج أن يكون الرئيس قادرا علي التمييز بين حلفائنا وخصومنا, وأن يتعامل مع كل منهما علي هذا الأساس. وعلق المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي اقتراح ترامب قائلا إن مجموعة السبع لا تمثل اهتماما رئيسيا بالنسبة لروسيا وإن موسكو ستركز علي صيغ أخري.