هل نبالغ بالقول إن العالم أجمع يتابع عن كثب تفاصيل مايجري في مصر هذه الايام علي الرغم من تصاعد الاحداث وسخونتها في البلدان والمناطق الاخري؟ أبدا.. فما يحدث الان علي أرض الكنانة سوف يغير مسار تاريخ البشرية ويعطي المثل والنموذج والقدوة فيما يمكن ان تصنعه الشعوب بثوراتها السلمية البعيدة عن العنف في مواجهة الظلم المسلح باحدث ادوات القتل. وقد قالها قادة وزعماء الدول الكبري عندما اكدوا ضرورة تعليم ابنائهم مفردات الثورة المصرية وان يعملوا علي تنشئة اطفالهم ليكونوا كالشباب المصري الذي استطاع ان يبهر الدنيا بشرقها وغربها بسلوكه الحضاري الرائع طوال ايام الثورة في ميدان التحرير وبقية الميادين الاخري. حتي في اسرائيل تبدو حالة من الذعر واضحة علي قادة حكومتها, وهناك تعليمات بعدم السماح بالتظاهر خاصة بعد انضمام النشطاء من مختلف الدول للوقوف ضد بناء الجدار العازل والمستوطنات وعمليات تهويد القدس واستمرار حصار غزة وقائمة طويلة من الممارسات القمعية ضد الشعب الفلسطيني وتحدي القرارات الدولية فضلا عن سقوط الادعاء الكاذب الذي روجت له اسرائيل دوما بانها واحة الديمقراطية وسط صحراء الانظمة العربية فإذا بالثورة المصرية تنزع عنها تلك الصفة للأبد. ولا نحتاج للتفصيل بشأن الثورات العربية التي تتوالي مشاهدها وتداعياتها وأثمانها الباهظة من الدماء والثروات, والأمر المؤكد ان تلك الشعوب الشقيقة وغيرها تنظر الي مصر الآن باعتبارها النموذج الذي تنشده, ونجاح الثورة المصرية يعني بالضرورة حسم الرهان لمصلحة الشعوب ويرسخ مفاهيم الحرية ليس في هذه المنطقة التي نعيش فيها فحسب وانما علي امتداد الدنيا بأكملها. العالم ينتظر مصر ليري ثمار الثورة الناضجة وقد تحولت لواقع جديد ينتصر للعدالة والحرية والكرامة ويجفف منابع الفساد ويقيم المجتمع المترابط القوي القادر علي الحياة وسط الاقوياء بعد ان يمتلك اسباب العلم والتقدم في كافة المجالات. العالم ينتظر مصر التي لاتزال في دائرة الحدث التاريخي الذي بدأ يوم25 يناير ولم يصل لمحطته النهائية الا بتحقيق كل الآمال والاهداف التي دفع الشهداء حياتهم من اجلها فانضم اليها الشعب وقامت قواتنا المسلحة الباسلة بحمايتها والحفاظ عليها منذ اللحظة الاولي لها. muradezzelarab@hotmailcom