علي مدار سنوات طويلة ارتبط جمهور الشاشة الصغيرة بالمسلسلات التي تدور أحداثها في صعيد مصر, وحقق أغلبها نجاحا كبيرا خاصة أعمال الكاتب الراحل محمد صفاء عامر بداية من ذئاب الجبل وانتهاء بأفراح إبليس, وفي موسم رمضان هذا العام عادت الدراما الصعيدية للشاشة الصغيرة مرة أخري بأكثر من عمل, طايع لثلاثي المؤلفين محمد وخالد وشيرين دياب والمخرج عمرو سلامة والفنان عمرو يوسف, ونسر الصعيد للمؤلف محمد عبد المعطي والمخرج ياسر سامي والفنان محمد رمضان, والجزء الأخير من سلسال الدم للكاتب مجدي صابر والمخرج مصطفي الشال. وأثار مسلسلا طايع ونسر الصعيد العديد من الانتقادات وغضب أبناء الصعيد منذ بداية عرضهما وحتي الآن أما بسبب عدم الاهتمام باستخدام اللهجة الصعيدية الصحيحة كما هو الحال في نسر الصعيد أو بسبب عدم منطقية الأحداث وابتعادها تماما عن طبيعة مجتمع الصعيد وقواعده كما هو الحال في مسلسل طايع الذي تضمنته حبكته الدرامية مجموعة كبيرة من الأخطاء التي لا تمت للمجتمع الصعيدي بصلة وعلي رأسها اصرار حربي علي الأخذ بثأر ابنته التي قتلت وهي حامل من مهجة صبا مبارك ابنة العمدة بعد ان تتزوج وتحمل هي الأخري رغم أنه من المعروف عن الصعيد أنه مهما حدث لا يمكن أبدا المطالبة بالثأر من امرأة, لأن المرأة تمثل العرض والشرف ولا يمكن المساس بها والرجل لا يقتل امرأة. واستفزت حلقة الأمس بشكل خاص مشاعر الكثيرين فهي الحلقة التي قتل فيها مهجة بالفعل علي يد حربي وأصابها بطلقة رصاص في رحمها أمام أبيها وطايع ليقتلها هي وطفلها معا, وعلي الرغم من انكسار والدها العمدة أمام حربي وتنفيذه لكل مطالبه وتنازله عن العمودية لسلطان ابن حربي, وانتقد الكثيرون من أبناء الصعيد علي مواقع التواصل الاجتماعي هذه الحلقة وحبكة المسلسل ككل واعتبروها إساءة للصعيد بحجة أنه لا يمكن لرجل أن يفعل هذا خاصة اذا كان رجلا صعيديا. ومن الأحداث التي اعتبرها الجمهور غريبة أيضا إصرار طايع علي تهريب مهجة إلي إيطاليا بمفردها وعلي مركب للهجرة غير الشرعية, وتركه لها في صحراء السلوم, والذي من الصعب تقبله أو إقناع الجمهور به لما هو معروف عن المخاطر التي يتعرض لها من يقومون بالهجرة غير الشرعية واحتمالات تعرضهم للغرق أو القبض عليهم من قبل السلطات الليبية والإيطالية فكيف يمكن لطايع الرجل الصعيدي أن يتركها بمفردها في ظل هذه الظروف ومطاردة حربي لها معتقدا أنه ستكون في أمان.