اتفق دبلوماسيون وخبراء علي أنه من مصلحة دول الشرق الأوسط أن تحذو حذو إفريقيا لإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل, وأن تطرح ذلك خلال مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي المقرر انعقاده في نيويورك خلال شهر مايو المقبل. مؤكدين أن النموذج الإفريقي يعد ورقة ضغط علي إسرائيل وإيران لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي بالشرق الأوسط. جاء ذلك خلال ندوة عقدت مساء أمس الأول حول إفريقيا خالية من السلاح النووي في النادي الدبلوماسي, ونظمها الباجواش المصري للعلوم والشئون الدولية. ومن جانبه قال السفير محمد شاكر رئيس الباجواش وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية: إن هذه الندوة تأتي ضمن عدة ندوات ينظمها الباجواش قبل مؤتمر المراجعة في نيويورك. وأضاف أن الندوة المقبلة سوف تعقد6 أبريل المقبل في النادي الدبلوماسي, وسوف تتناول الموقف المصري الرسمي بشأن إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط. وحول تاريخ توقيع الدول الإفريقية علي معاهدة بلندابا لإخلاء القارة من الأسلحة النووية قال السفير أحمد حجاج الخبير في الشئون الإفريقية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية وعضو الباجواش المصري: إنه بعد الحرب العالمية الثانية وإلقاء الولاياتالمتحدة للقنبلتين الذريتين علي هيروشيما وناجازاكي بدأت الدعوات لتخليص العالم من الأسلحة الذرية, وبينما كانت الولاياتالمتحدة تعتقد احتكارها للأسلحة الذرية استطاع كل من الاتحاد السوفيتي وبريطانيا الحصول علي أسرار تصنيع القنبلة الذرية, كما قامت فرنسا بعدة تجارب علي الأسلحة الذرية في الصحراء الجزائرية خلال احتلالها للجزائر عام1960. ونتيجة لذلك اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء علي طلب من المجموعة الإفريقية وخرجت بقرار إعلان إفريقيا منطقة خالية من الأسلحة الذرية. وأشار السفير حجاج إلي تعاون نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا مع إسرائيل في إجراء تجارب مشتركة علي أسلحة ذرية بعد صدور قرار الجمعية العامة. وأضاف أن مصر تقدمت عام1964 بمشروع قرار لإنشاء إفريقيا خالية من الأسلحة الذرية, وبناء علي ذلك اعتمدت الأممالمتحدة القرار مرة أخري. وأشار إلي أن مصر تشترط توقيع إسرائيل علي إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل للتصديق علي معاهدة بلندابا. وأضاف أن معاهدة بلندايا تنص علي إنشاء مؤسسة إفريقية لاستغلال الذرة في الاستخدام السلمي مثل المجال العلمي والصحي ومقاومة الآفات. وشدد السفير حجاج علي أن دول إفريقيا من مصلحتها أن تكون لديها خبرة في تخصيب اليورانيوم, وأن تتعاون فيما بينها في هذا المجال سليما, لأن الدول الكبري مثل روسيا واليابان وفرنسا لديها قدرة علي التخصيب يدر لها الكثير من العائدات, خاصة أن هناك دولا إفريقية مصدرة لليورانيوم الخام مثل جنوب إفريقيا وناميبيا والنيجر.