منطقة أم المصريين بالجيزة من أكثر المناطق التي تعاني من الفوضي والعشوائية بدءا من محطة المترو مرورا بمستشفي أم المصريين.. فقد أصبحت المنطقة بعد الثورة نموذجا صارخا للفوضي وتتمثل في اشغالات طرق وانتشار الباعة الجائلين بالمنطقة وفتح عدد من الورش والكافتيريات علي أرصفة الشوارع الرئيسية مما يعوق حركة المارة ويشل حركة المرور. من داخل محطة مترو محطة ضواحي الجيزة( أم المصريين) سابقا بدأت جولتنا في المحطة التي تكتظ بالباعة الجائلين من بائع الملابس وبائع الأحذية وخطوط الموبايل والساعات وكل ما يخطر علي بال أحد ولم يكتفيا الباعة بالمدخل الرئيسي المحطة, بل احتلوا السلالم التي تؤدي إلي الشارع الرئيسي لتجد مشقة للخروج للشارع الرئيسي وبمجرد تجاوز الباعة تصطدم بموقف عشوائي للميكروباصات تجدهم يقفون بشكل عشوائي يصعب وصفه فالسائقون منتشرون علي جانبي الطريق بشكل يشل حركة المرور تماما وهو ما يتسبب في مشاجرات مستمرة مع فرض اتاوات بشكل علني وتواجد فتوات يحوطون المنطقة. بجوار المحطة يوجد عدد من المحال لبيع خطوط المحمول التي وصل سعرها إلي جنيه واحد ومحال لبيع الحلويات وأغلب أصحاب المحال لم يكتفوا بالمحل نفسه بل امتدت بضائعهم لخارج المحال لتحتل الرصيف تماما ولا تجد مكانا لقدميك لتخطو بالمنطقة. أهالي المنطقة عبروا عن استيائهم الشديد من احتلال الباعة للأرصفة وهو ما يعوق ذهابهم وإيابهم من العمل فيقول علي حسن طالب بجامعة القاهرة ان استقلال مترو الأنفاق كان يعد الوسيلة الأفضل بالنسبة له لقرب المحطة من الجامعة ولكن مع حال المحطة الآن أصبحت رحلة الذهاب مشقة لتجاوز الباعة المنتشرين بالمنطقة ومع تصارع أصحاب الميكروباصات علي جذب الزبائن وهو ما تسبب في تأخيره اكثر من مرة عن المحاضرات وهو ما جعله يضطر إلي النزول قبل موعد الامتحانات بساعتين تقريبا. بدواخل المنطقة تشاهد نماذج صارخة للفوضي والعشوائية حيث تم اغتيال كل الأرصفة بالمنطقة واستغلها البعض لبناء الأكشاك وشراء عدد من الكراسي ونصبها علي الرصيف لتتحول إلي قهوة وذلك بجميع مداخل المنطقة والأغرب من ذلك هو تعيين فتوات بمداخل المناطق. المنطقة عبارة عن مجموعة من المساكن التي لا يتفاوت عدد أدوارها بين ثلاثة وأربعة وأغلبها مبان متهالكة لا يوجد بها خفراء أو حتي أبواب تحمي ساكنيها وهو ما يعرضهم لحالات سرقة يوميا خاصة بشقق الدور الأرضي هناك قابلنا سيدة يتجاوز عمرها السبعين جالسة بنافذة منزلها بالدور الأرضي تحدثنا معها وروت لنا عن مشاهدتها للبلطجية الذين يبدأون في اتخاذ مواقعهم بدءا من التاسعة مساء حاملين السنج والمطاوي ومعها تحدث العديد من السرقات وهو ما يجعل اغلب الأهالي يحرصون علي التواجد بمنازلهم قبل الساعة التاسعة. وروي لنا عم صلاح صاحب احد الأكشاك عن رواج تجارة المخدرات بالمنطقة بعد الثورة بشكل مفزع بين الأهالي واستغلال اطفال الشوارع في بيع المخدرات وهو ما جعل المنطقة تفتقد تماما للأمان موضحا ان الأهالي يسعون لتركيب أبواب حديدية لكن اغلب القاطنين بالمنطقة علي قد حالهم علي حد تعبيره ولم يتمكنوا من حماية انفسهم من بطش البلطجية وأصبحت حالات السرقة والتحرش بالفتيات هي السمات الغالبة علي المنطقة مع غياب دوريات الشرطة بالمنطقة. ومن المواقف الطريفة التي روي لنا عنها عم صلاح هو نصب البلطجية علي بعضهم البعض حيث يتوافدون علي أصحاب الكافتيريات التي يعد اغلب اصحابها من تجار المخدرات وبعد تناول المشروبات وكل ما يرغبون فيه يمتنعون عن دفع الحساب وهو ما جعل اصحابها يقومون بتعيين فتوات حتي لا يهرب الزبائن دون دفع الحساب. بالمنطقة يقام كل يوم ثلاثاء ما يسمي ب سوق التلات الذي تحول إلي يوم السرقة العالمي وأكد الأهالي تعرضهم لحالات سرقة بالفترة الأخيرة وتخوفهم من مجرد النزول من المنزل هذا اليوم فتقول كريمة السيد أنها كانت تحرص علي الشراء احتياجاتها الأسبوعية من هذا السوق ولكن بعد تعرضها للسرقة لم تذهب اليه ثانية بالاضافة إلي تصارع الباعة علي الأماكن وهو ما يجعل السوق يشهد حالة فوضي غير عادية. بمستشفي أم المصريين هناك بارقة أمل حيث يدخل المستشفي مرحلة التطوير وتم تخصيص مبلغ20 مليون جنيه لتطويرها فهو يعد المستشفي الأكبر بالمنطقة والأقرب للأهالي حيث تم اخلاء الباعة من امام المستشفي بعد زيارة المحافظ الأخيرة واكد علي جمال أحد العاملين بالمستشفي ان مراحل التطوير بدأت بالفعل باستقدام اجهزة جديدة وتطوير الأقسام الداخلية كما هو محدد وهو ما جعل المستشفي يقدم خدمة طبية أفضل من قبل. تحقيق: سارة طعيمة